اتفقت مصر وجيبوتى على ضرورة تركيز السياسة الخارجية العربية بشكل عام والسياسة الخارجية الجيبوتية والمصرية بشكل خاص على كيفية تعزيز قدرات الحكومة الانتقالية الصومالية بما يؤدى إلى إضعاف نفوذ وقدرات الجماعات المتطرفة والإرهابية.
وقال محمود على يوسف وزير خارجية جيبوتى، إن هناك تنسيقاً بين مصر وجيبوتى والصومال من خلال لجان وآليات نستطيع من خلالها تعزيز قدرات الحكومة الانتقالية فى الصومال.
من جانبه أثنى أحمد أبو الغيط وزير الخارجية على قوة العلاقات المصرية الجيبوتية، وقال إن انعقاد الدورة الرابعة للجنة المصرية الجيبوتية بعد 12 عاماً من التوقف، هو دليل على أن الوقت مناسب لتنشيط العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن هذا لا يعنى أن العلاقات المصرية الجيبوتية لم تكن موجودة، بل كانت موجودة، وكانت هناك لقاءات مستمرة وزيارات متبادلة وتعاون، مشيراً إلى الدور الذى يلعبه الصندوق المصرى لدعم التعاون الفنى مع أفريقيا فى هذا الإطار والدعم الذى يقدمه لدولة جيبوتى، مؤكداً وقوف مصر بجانب جيبوتى لتحقيق الاستقرار والسلام فى هذاه المنطقة من القرن الأفريقى، ومن المناطق المطلة إما على مدخل خليج عدن وباب المندب، أو فى المحيط الهندى.
وأوضح أبو الغيط، أنه بحث مع نظيره الجيبوتى محمود على يوسف أوضاع القرن الأفريقى ومنطقة الصومال والقرصنة والتهديدات للملاحة البحرية فى هذه المنطقة، وأيضاً تم استعراض علاقات الأقليم ببعضه، سواء إريتريا أو إثيوبيا أو جيبوتى، بالإضافة إلى أنهم تحدثوا فى الشأن العربى بصفة عامة، مشيراً إلى أنه قدم لنظيره الجهود المصرية لتنشيط جهد السلام والتسوية الفلسطينية.
من جانبه قال وزير خارجية جيبوتى، إن اللجنة كانت فرصة للمزيد من التواصل مع مصر، مشيراً إلى أنه تم التوصل خلالها إلى نتائج إيجابية، وتحديث تفعيل عدد من اتفاقيات التعاون المشترك، لافتاً إلى أن الجانبين بدآ فى تنشيط التنسيق السياسى بينهما، مشيراً إلى أن مثل هذا التنسيق السياسى هو أمر مطلوب، لأن منطقة القرن الأفريقى تعد منطقة استراتيجية وحيوية وتخدم مصالح مصر ومصالح الدول العربية بشكل عام.
وشدد على أهمية وجود آلية لدى الدول المطلة على البحر الأحمر لضبط المسائل الأمنية والتعاطى مع المشاكل الأمنية فى الصومال ودعم اليمن فى ظل المشاكل التى تواجه الآن، موضحاً أن مسألة الصومال كانت محل نقاش ومداولات مع أبو الغيط.
وأكد يوسف على أن دور مصر فى منطقة القرن الأفريقى هو دور تاريخى ومعروف، لافتاً إلى أن هذا الدور بدأ ينشط من جديد، وقال "نحن نعلم أن مصر منشغلة بمسائل كثيرة من بينها فلسطين وقضايا أخرى، ولكن نحن نعلم أنه لا غنى عن دور مصر فى القرن الأفريقى، وقد جئت إلى مصر وأنا أحمل هذه الرسالة".
ورداً على سؤال حول آلية دعم السلام والاستقرار فى المنطقة، قال وزير خارجية جيبوتى "إن الجامعة العربية هى الآلية الأساسية لدعم الصومال بالدرجة الأولى"، مشيراً إلى أن هذا الدعم يأتى من خلال تعزيز قدرات الحكومة الانتقالية الصومالية، لأن الجماعات المتطرفة بدأت فعلاً تهدد أمن جيبوتى وأمن كينيا وإثيوبيا، لافتاً إلى أن هذه الجماعات تروج لأيدولوجيا وأساليب خطيرة للغاية.
مصر وجيبوتى تتفقان على دعم حكومة الصومال الانتقالية
الأربعاء، 13 يناير 2010 07:39 م