أكليشيهات
استعنا ع الشقا بالله.. أنتم تعرفون طبعا أن مصر بلد الأمن والأمان، وأن لا شىء يمكن أن يهدد النسيج الوطنى، وأننا شركاء فى هذا الوطن، عاش الهلال مع الصليب..
الحقائق
انتهت المقدمة الضرورية لكل حديث يأتى على ذكر الفتنة الطائفية، وأعوذ بالله من ذكر الفتنة الطائفية، هل ما حدث فى نجع حمادى فتنة طائفية؟؟ لا أعتقد وإليك الأدلة والتفاصيل...
من هو حمام الكمونى مرتكب مجزرة نجع حمادى؟؟ حمام الكمونى ليس عضوا فى تنظيم دينى متطرف، ليس سلفيا، ليس متدينا، ولا يمكن وصفه حتى بأنه مواطن بسيط يكن كراهية لجيرانه المسيحيين.. من هو حمام الكمونى؟؟ حمام الكمونى هو النسخة الحية للشخصية التى أداها عمرو عبد الجليل فى فيلم "دكان شحاتة"، تستطيع أن تراه وهو يقود فرق الدعم اللوجسيتى لمرشح الحزب الوطنى هاتفا فى الميكرفون "صوت من أجل الديبروقراطية.. من أجل قتال الآخر"، إذا كنت لا تصدقنى فسأسرد عليك عملية الدعم اللوجسيتى للمرشح المستقل / وطنى عبد الرحيم الغول فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005.
وقائع وشهادات..
ما قرأته عن حمام الكمونى وعلاقته بنائب الوطنى المخضرم عبد الرحيم الغول عبر مواقع الإنترنت، القبطية والإسلامية على السواء صدمتنى لحد عدم تصديقى إلا بعد الاتصال بأكثر من مصدر فى القاهرة، وفى محافظة قنا، البعض قال لى "بالطبع فمعروف جدا أن خلافا عميقا ما بين الغول والأنبا كيرلس"، "بينهما ما صنع الحداد"، "معروف أنهم متخانقين"، أما ألطف ما سمعت فكان وصف المدونة والناشطة القبطية التى تعيش بمحافظة قنا هالة المصرى التى وصفت ما حدث فى العام 2005 بأنه عمليات قامت بها "كتائب عبد الرحيم الغول/ الجناح العسكرى/ حمام الكمونى"، تصف هالة طبيعة عمليات الكمونى / الغول أثناء الانتخابات بأنها وصلت لحد التحرش بالنساء للشوارع لمنعهم من الانتخاب، إلى جانب الهتاف ضد المسيحيين بهتافات وصفتها بأنها "قبيحة"، أضف إلى هذا حرق ونهب محال التجار المسيحيين انتقاما من الكتلة التصويتية المسيحية التى ذهبت هذه المرة بعيدا عن صندوق الغول وأفقدته مقعد مجلس الشعب.
كان الحزب الوطنى الديموقراطى هو صاحب مبادرة التغيير فى نجع حمادى وفرشوط، إذ اختار هذه المرة مرشحا آخر هو فتحى قنديل، الغول نزل مستقلا كبقية أقرانه ضحايا التغيير، وبما أن أصوات المسيحيين فى أية حال هى مضمونة لمرشح الحزب الوطنى، وبما أن العهدة هنا على هالة المصرى الأنبا كيرلس هو نفسه عضو بالحزب الحاكم ومن أنصار أن المسيحى الذى يصوت بعيدا عن اختيار الكنيسة هو مارق وخارج، وبما أن الغول أيضا معروف فى نجع حمادى بأنه معاد للمسيحيين.. فقد كان خيارا مريحا أن يحسم المسيحيون أمرهم خلف فتحى قنديل، الأمر الذى أغضب الغول تماما فوقف فى حوش الكنيسة، وصرخ فى أسقف كنيسة نجع حمادى قائلا "والله لانتفلك ذقنك دى بايدى شعرة شعرة يا كيرلس"، الرواية التى لم أجد من يكذبها فى حين أنها وردت فى أكثر من موقع، ويقال أن الغول نفذ تهديده عقب الجولة الأولى من الانتخابات بحرق ونهب وسرقة محال المسيحيين، العمليات التى كان ينفذها حمام الكمونى نفسه، لماذا لم يبلغ ضحايا عمليات 2005 الشرطة؟؟، كانت الإجابة ببساطة لأنهم لا يثقون فى الشرطة.
بقية الرواية تقول إن علاقة ما تربط بين حمام الكمونى وبين قيادة أمنية سابقة هو طارق رسلان الذى فيما يبدو لعب دورا فى المفاوضات التى أدت إلى قيام الكمونى ورفاقه بتسليم أنفسهم، روايات تؤكد أن رسلان يستعد بعد ترك منصبه الأمنى لخوض معركة مجلس الشعب، والكمونى نصير لكل المرشحين.. إذن هى ليست فتنة طائفية هى بلطجة سياسية، هذا هو الدور المنوط دائما بالأخ الكمونى، وجناحه المسلح الذى لا يرفع شعار الله أكبر ولله الحمد، ولا يستهدف قتال العدو، ولا يعرف شيئا اسمه الآخر.. هو قاتل لحساب من يدفع أكثر.
بقية الرواية والعهدة على هالة المصرى تروى أجواء ما حدث فى الأيام القليلة قبل المجزرة، تؤكد على أن الغول حرض المسلمين على اغتصاب فتيات مسيحيات ردا على واقعة فرشوط، فى قرية وفى حضور عمومى (ونعم القيادات المحلية)، وتروى أيضا أن بعض المسحيين تلقوا نصائح صادقة من بعض إخوانهم المسلمين بألا يخرجوا من بيوتهم فى العيد، مما يعنى أن ثمة علم أو إحساس بأن كارثة فى الطريق، إذا كان هذا كذلك، فأين كان قوات الأمن المعتاد أن تكون فى حراسة الكنيسة فى يوم العيد؟؟؟ السؤال أجاب عنه الأنبا كيرلس عقب الحادث مباشرة، حيث أكد على وجود تقصير أمنى، ثم عاد ونفاه فى اليوم التالى عقب تعرضه لضغوط حكومية، وأدخل على كل المنتديات القبطية، كى تقرأ العنوان التالى "صلوا من أجل الأنبا كيرلس، إنه يكذب من أجل أن يحمى شعبه من مزيد من الاضطهاد".
تحليل وسؤال...
أعلم أننى إذا قلت إن دم ضحايا المجزرة ليس فى رقبة المسلمين فى هذا الوطن، سيتهمنى المسيحيون بالانحياز، وأعلم أننى لو قلت إن دمهم ليس فى رقبة السلفيين والخطاب السلفى الذى انتشر كالنار فى الهشيم فى بلادنا، سيهاجموننى أكثر، وإذا قلت إن دمهم ليس فى رقبة الإخوان أكون قد تجاوزت الخط الأحمر، لكن الحقيقة تقول إن ما حدث جريمة كاملة لا يمكن أن يوافق عليها أى مواطن مسلم متدين يؤدى فروضه، ويتقى ربه، فكيف يكون فاعلها، وأن السلفى ليس إلا رجلا لديه قناعات دينية، يطبقها وينغلق على نفسه، قد يكره الآخر، لكنه لا يجرؤ أن يورط نفسه فى القتل، والإخوان تختلف أو تتحفظ على أدائهم السياسى، لكن حتى هذه اللحظة لم يثبت لهم أى علاقة بالحادث، فى رقبة من دم ضحايا نجع حمادى ؟؟ راجع ما سبق.
حتى أكون عادلة لن ألقى بالتهمة على رقبة عبد الرحيم الغول وأتركه وأجرى، فوراء الغول يقف حزب، لا يتحمس لترشيح قبطى واحد على قوائمه للانتخابات ضمن الـ444 مرشحا لمجلس الشعب اللهم إلا يوسف بطرس غالى، وحينما يسأل فى هذا يقولون لنا "إننا لا نرشح الأقباط، لأنهم لا ينجحون"، وبعدها يتفضل الرئيس بتعيين الأقباط فى المجلس الموقر معبرين عن إدارة القصر.. وراء الغول يوجد دولة لا يتيح قانونها للأقباط حرية بناء الكنائس، وإذا حدث وصلى مواطن مسيحى فى بيته عوضا عن الكنيسة وطلع له جار مسلم متعصب حرق له البيت نلقى باللائمة على الفلاح المتعصب وليس على القانون، وراء الغول حوادث طائفية انتهى التحقيق فيها بتوصيف القاتل بأنه مختل نفسيا، فيفلت من العقاب القانونى... وراء الغول دولة تهتم رموزها بكرة القدم أكثر من اهتمامها بمصائبهم، ولعل مكالمة علاء مبارك الخيرة للمنتخب فى أنجولا للاطمئنان على حال الفريق تجافى الذوق العام فى بلد كان ينبغى أن يعلن حدادا رسميا على ضحايا مجزرة عيد الميلاد، وبالمناسبة، لماذا لم يتصل لا علاء مبارك ولا جمال مبارك بالكنيسة حتى لتقديم واجب التعازى، لماذا لم يهتم أحد من رموز هذه الدولة بزيارة الضحايا لتخفيف حالة الغضب والاحتقان، السؤال الأخير للبابا شنودة: هل مازلت تعتقد أن الأقباط آمنين أكثر فى ظل هذا النظام ووريثه المحتمل.
انتهى... والبقاء لله، يجعلها آخر الأحزان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة