ماجد الجلاد يكتب.. بريق ملائكى فى عيون يتيمة!!

أسفل الشجرة العتيقة...جلست الملائكة فى حجر سيدة مكسورة الجناح...تحاول أن تنظف بضاعتها الثمينة... مناديل ورقية تعتلى كرتونة صغيرة...وطفلة يتيمة تبتسم لعصافير الشجرة.

...هذه الصغيرة لا ترى العالم بعين أمها الكادحة بالتأكيد..والأم لا ترى الملائكة فى حضرة طفلها بالتأكيد... وتلك النظرات العابسة التى ترمق الفقيرة لا تحترم ملائكة المكان بكل تأكيد!!

سيارة جامحة تنثر غبار إطارتها الفخمة على وجه الصغيرة...تسعل الطفلة بشدة والأم تغض البصر..هى جائعة رثة الثياب لا تملك رفاهية الاعتراض...رجل متأنق ينتظر دوره عند ماكينة صرف النقود..وملائكة تمسح وجه اليتيمة برفق...وأم تنتظر حسنة الصباح !!

طالب جامعى يقفز من أتوبيس ..ورجل مسن يفشل فى اللحاق به ..وسائق ينصاع لنظرات شرطى يأمره بتجاوز المساكين..وفتاة فائقة الحسن تتنفس الصعداء فمازلت تمتلك بعض سنتيمترات من الخصوصية فى الأتوبيس...وأعلى الشجرة مزيج من عطف وامتعاض فى عيون العصافير !!

تمر الدقائق...تمر السيارات...تمر الكلمات والهمهمات...تمر الآنامل فى شعور الحسناوات...وتمر الأحلام...وتبقى شجرة الميدان...وأقدام المساكين...ويبقى الجوع...وعلب المناديل... وهذا البريق الملائكى فى عيون الطفلة يدمر المشهد الفقير !!
واخيراً أنامل البر تمسح رأس اليتيمة...ويد الإحسان تؤدى حق الفقيرة...وملائكة ترتل كلام الله...
(وفى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)