صفوت صالح الكاشف يكتب: الأيدى الناعمة

الأربعاء، 13 يناير 2010 01:10 م
صفوت صالح الكاشف يكتب:  الأيدى الناعمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هيا ندلف إلى التاريخ القريب كى نتذكر معا تاريخا رومانسيا للأيدى الناعمة قبل أن نستعرض حاضرا واقعيا.

لها. فالقدير فنا / أحمد مظهر...... يقوم بدور البرنس (الأمير) فى فيلم الأيدى الناعمة، ويشاركه البطولة القدير البارع / صلاح ذو الفقار.. البطولة النسائية كانت لمريم فخر الدين، ليلى طاهر، صباح.

قصة الفيلم لتوفيق الحكيم، والحوار ليوسف جوهر والإخراج لمحمود ذو الفقار. الأيدى الناعمة ويمثلها البرنس ترفض أن تقوم بالعمل، وتأباه... على أساس أن العمل لا يليق بمركز البرنس صاحب المقام الرفيع والحائز على أرفع النياشين والأوسمة، تلك التى يسعى البرنس قبيل نهاية الفيلم إلى بيعها طلبا لدخل يتعيش منه فلقد ضاقت به سبل العيش والى ذلك الحد..

وفى ختام القصة أو الفيلم... يتقبل البرنس مبدأ العمل، فيعمل مرشدا سياحيا، على أساس من لغة أجنبية يتقنها.

أما الأيدى الناعمة التى نقصدها هنا، وفى مقالتنا هذه فهى تلك الأيدى التى تقبل العمل ولا ترفضه، وتسعى إليه، مهما كانت تبعات هذا العمل ومشقته. حتى لو بدا ظاهر هذه الأيدى خشنا، فجوهرها وعطائها بالغ النعومة.

الأيدى الناعمة هى أيضا تلك الأيدى التى تجعل حياتنا يسيرة، بقدر ما تبذل من جهد وعناء.. فكلما كان الجهد المبذول أكبر من قبل تلك الأيدى، كلما صارت حياتنا زلولا سعيدة هانئة.

أن الأيدى الناعمة هى كل يد شريفة قد أوكل الله إليها مسئولية العناية بالبشر من قبل رب البشر. تلك اليد التى أتى ذكرها فى أشارة معجزة بالبينة التالية:

(............ يد الله فوق أيديهم ....) (الفتح 10)، وهى عامة كل جهد إيجابى صادق. مهما كان مسار هذا الجهد.

والمسألة المطروحة هنا هى" كيف يمكن العناية بتلك الأيدى وحمايتها "؟؟ بل ولفها فى الحرير كما يقول المثل.

الثقافات المغايرة لثقافتنا وجدت الحل فى تأمين تلك الأيدى، والحفاظ عليها من خلال ما يعرف بالأمن الصناعى. أو السلامة المهنية.

الأمن الصناعى والمهنى يكون معنيا تماما ليس بالأيدى فقط، ولكن بكامل جسم العامل، أوالمهنى، ومن هنا تم أبتكار القفازات، والخوذات، والألبسة الواقية، والأقنعة، والكمامات، والمرشحات (الفلاتر)، والنظارات الواقية أيضا.... وغير ذلك الكثير.

هناك نمط ثقافى وعلمى ملائم، يكون معنيا تماما بتلك الأدوات كالأطباء والممرضات فى غرف العمليات، فلا يمكن أن نتصور قيامهم بعملهم هذا دون الاحتياطات، والأدوات الضرورية...

ولكن هناك أيضا نمط مغاير !!!!!!!. ففى أحد الأيام وفى طريق سيرى، أبصرت فريقا من العمال يقوم بإصلاح سلما كهربيا، من تلك السلالم إلى تنقل ملايين البشر صعودا وهبوطا.

يا الله إنهم يصلحون السلم بكل دأب واجتهاد، إنهم يربطون المسامير والصواميل بأيديهم، ولكن يا للمفارقة لقد كانت أياديهم عارية تماما من وسائل الحماية، أعنى القفازات لهذا الغرض. إن يد العامل هنا تتعرض لأذى بالغ، وقد تتشوه، أو تتلطخ بشحوم يصعب إزالتها إلا بجهد فائق. وباستخدام منظفات قوية. قد تتلف جلد اليد.

وقد نرى هذا الفعل أيضا من الميكانيكى حال إصلاح السيارة، وإذا سألته: لماذا لا ترتدى قفازا يحمى يديك؟

فقد لا يكون لديه رد............. ولأن رد.......... إذن فسوف أترك لكم تصور الإجابة!!!

سألت نفسى لماذا يستسهلون عدم ارتداء القفاز هكذا... بل وأدوات الحماية بصفة عامة ؟؟ الأجابة ماثلة فى تفوق حساسية اليد بما تملك من أعصاب. والسهولة النسبية فى أداء العمل ويأتى هذا على حساب حماية تلك اليد، بل وأحيانا العين، فقد تصاب بأذى نتيجة دخول جسم غريب فيها - مثلا - وأحيانا الأذن نتيجة لهدير الآلات.

أحيانا يكون المطلوب حماية كامل الجسم أو الصدر مثلا..... أثناء طلاء السيارة... يقول قائل: مالنا وتلك المسألة؟؟ ولهذا القائل أقول: لا ينبغى أن تتفوق ثقافات الأمم الأخرى على ثقافتنا، مهما كانت الأسباب!!!

والمسألة فى مقامها الأول إنسانية وقائية قبل أن تكون ثقافية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة