صالح عيسى يكتب: مصر الوحدة.. عرفت لماذا يكرهونها؟

قبل سفرى لمصر كنت أتعجب وبشدة من كثرة الهجوم علينا كمصريين وأننا دائما موضع انتقاد من الشعوب العربية، لكن أتاح السفر الاحتكاك بكل الشعوب والثقافات العربية وتعرفت على الهويات والأفكار، وكان الناتج هو حصيلة من المعلومات كونتها خلال فترة غربتى وجدت من خلالها الإجابة على السؤال الذى ظل يحيرنى لسنوات هل نحن مذنبون فى حق العروبة أم أن العرب هم المذنبون فى حقنا.

قالها لى صديق فلسطينى مشكلتكم يا مصريين ولاؤكم لبلدكم فقلت له إن كنت تعتبرها مشكلة فنحن نعتبرها ميزة نفتخر بها، وعدت إلى الحديث الشريف الذى أوصى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم بمصر- ووصى بجنودها لأنهم خير أجناد الأرض، ولما سئل عن سبب ذلك قال لأنهم وأهليهم فى رباط إلى يوم الدين، هنا السر لم يكن السبب فى بنيان جسدى ولا لمهارة عسكرية، ولكن السبب هو الرباط الذى يجمع مصر بكل طوائفها وميولها يجمعنا جميعا على حب مصر وأن مصر أولا و قبل أى شىء.

حينما نعود للتاريخ لم تكن مصر يوم مسرحا مثل العراق يتفق فيه الشيعة فى العراق على بيع بغداد لإيران والتحالف مع الأمريكان، للتخلص من نظام مثل نظام صدام لقد أتى الفرنسيون إلى مصر، ومكثوا فيها 3 سنوات ودخل نابليون الأزهر بخيوله ولم يسجل التاريخ أن إخواننا الأقباط كانوا مع نابليون ثم دخل الإنجليز مصر، ومكثوا فيها سبعين عاما رأينا فيها تجلى الوحدة الوطنية ورفع شعار عاش الهلال مع الصليب، وتعرضت مصر لحرب 56 و67 وكان مرقس يقف بجانب محمد على الجبهة فلم تكن الدانة أو الصاروخ يفرق بين مرقس ومحمد وخوضنا حرب 73، وكان مرقس يرفع العلم المصرى مع محمد فوق سيناء نحمد الله أننا شعب واحد وأن الدين لله وأن الوطن لنا جميعا، نحمد الله أننا لسنا مثل السودان ولسنا لبنان ولسنا عراق، وحتى لسنا مثل اليمن والسعودية وباقى القطار العربية التى فيها صراعات داخلية نحمد الله أننا مصريون.