تمخض الجبل فولد فأراً.. هذا ماتم منذ أيام فى التعديل الوزارى الذى كان ينتظره المصريون بشغف وتتناوله الصحف بالتعليق والتحليل.. كم وزير سيرحل.. ومن سيأتى رئيساً للحكومة بعد نظيف، ومن سيتم تغييره من المحافظين الفاشلين.. وهل نحن على أعتاب تغيير حقيقى أم تغيير على طريقة "شالوا ألدو.. حطو شاهين".
فلقد جاء التغيير الصدمة كالعادة ضارباً لكل التوقعات، ليثبت للجميع أننا مازلنا نحرث فى البحر.. وأن النظام المصرى مازال يتعامل مع الشعب على أنه فى "كي جي 1 سياسة"، ليس له أن يحلم أو يقرر أو يهتم بالتغيير، بل ليس له سوى الصراخ فقط، لأنه مازال فى مرحلة الفطام السياسى، وأنهم هم فقط الذين تم فطامهم بعد إرضاعهم محاليل حب السلطة والكرسى.
إن المواطن المصرى المغلوب على أمره كان يحلم وسيظل يحلم بحكومة تأتى خادمة للشعب، تعرف أن الكراسى زائلة والسلطة إلى زوال.. حكومة تعرف كيف تبنى وطناً آمناً مطمئناً بعيداً عن الفتن والغرق فى الفساد، حكومة تعرف أن المواطن هو السيد، وأنها جاءت لخدمته ورفع ما يحمله من هموم قصمت ظهره، حكومة تأتى من الشعب وبإرادة الشعب، حكومة تأتى لكى تبنى وتشيد، لا لكى تنهب وتخرب، وزراء يأتون وهم يعلمون أن كراسى السلطة زائلة، وأن بقاءهم مرهون براحة المواطن والحفاظ على آدميته وأمنه ومستقبل أولاده.
إن التغيير الصادم أبقى على الكراسى وليس الوزراء، الكراسى هى التى تدير، هى التى يتحصنون بها لتمنحهم الدفء والأمان، الكراسي فى حكومات الحزب الوطنى تعطى السلطة والمال وليس لها زوال.. المواطن المصرى يحلم ومن حقه أن يحلم بكراسى تعتليها هامات كبار، أمثال مصطفى النحاس وطه حسين وفؤاد سراج الدين والجنزورى وعلى لطفى والشيخ محمد متولى الشعراوى.. كراسى يعرف من عليها أنه خادم للمواطن وليس خادماً للكرسى والسلطة، كراسى يعرف أصحابها القوة والشجاعة في اتخاذ قرار الاستقالة قبل الإقالة.
.. وأخيراً إن المواطن المصرى يحلم بحكومة لا يلتصق وزراؤها بالكراسى ولتكن "حكومة تيفال"! * صحفى بجريدة الوفد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة