تكتيك شحاتة ومرونة اللاعبين سر التهام النسور

الأربعاء، 13 يناير 2010 04:59 م
تكتيك شحاتة ومرونة اللاعبين سر التهام النسور فوز كبير للمنتخب فى رحلة الدفاع عن اللقب
كتب كمال محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جدارة واستحقاق الفوز الكبير الذى حققه المنتخب الوطنى أمس، الثلاثاء، أمام نظيره النيجيرى الملقب بالنسور 3/1، لم تأتِ من فراغ وإنما نتاج مجهود ضخم وإخلاص ليس له مثيل مع إنكار الجميع للذات بغرض تحقيق المصلحة العليا للوطن نحو الفوز ببطولة أمم أفريقيا للمرة الثالثة على التوالى واستمرار السيادة المصرية على القارة السمراء.

على المستوى الفنى تحقق هذا الانتصار بفضل التكتيك العبقرى والجرئ للمدير الفنى للمنتخب حسن شحاتة الذى كان أشبه بمغامرة محفوفة المخاطر وما قابله من مرونة كبيرة لدى لاعبى الفريق على تنفيذ فكر مدربهم على أكمل وجه.

وظهرت جراءة شحاتة من خلال التغييرات الثلاثة التى أجراها خلال المباراة وإشراك ثلاثة لاعبين ليسوا من نجوم الشباك أو من يطلق عليهم الأوراق الرابحة، حيث توقع الكثيرون أن يكون شيكابالا أو أحمد عيد عبد الملك أو السيد حمدى هم من سيتم الدفع بهم، إلا أن شحاتة فاجأ الجميع وأشرك لاعبين يظهران لأول مرة فى المحفل الأفريقى وهما محمد عبد الشافى ومحمد ناجى "جدو" ومعهما أحمد المحمدى.

ولم يخيب هذا الثلاثى ظن مدربهم وأكسبوه الرهان عليهم بعدما ساهموا فى تطوير مستوى الفريق مع باقى زملائهم داخل الملعب وتحول جميع من فى الملعب لقطع من الصلصال يشكلها المعلم كيفما يشاء، وبدأ شكل المنتخب يتغير مع إجراء التغيير الأول بنزول أحمد المحمدى بدلاً من حسام غالى ليتحرك أحمد فتحى من الجبهة اليمنى وينضم إلى وسط الملعب بجوار حسنى عبد ربه، ويطبق المحمدى على الجبهة اليمنى دفاعاً وهجوماً ويشن العديد من الانطلاقات الطولية، وجاء التغيير الثانى بنزول جدو بدلاً من عبد ربه ليكون نقطة تحول فى أداء الفراعنة.

حيث أدى هذا التغيير لإحداث تبادل فى مراكز اللاعبين، وهو ما يدل على مدى المرونة التكتيكية التى يتمتع بها لاعبو المنتخب المصرى.

حيث عاد أحمد حسن ليلعب فى مركز الوسط المدافع بدلاً من الوسط المهاجم ليشكل مع أحمد فتحى حائط صد قوى لمنع الهجمات النيجيرية وبذلك يكون شحاتة قد غير الثنائى الذى شارك فى هذا المركز مع بداية المباراة وهما حسنى عبد ربه وحسام غالى وهو أمر يحسب له، وساهم هذا التغيير فى تنشيط الجبهة الهجومية بشكل كبير وأسفر عن الهدف الثالث للمنتخب الذى أحرزه جدو عقب نزوله بقليل.

وأيضاً لم يكن التغيير الثالث مجرد "تغيير والسلام" وإنما كشف مدى التوهج الفكرى والتكتيكى للمعلم حسن شحاتة، حيث هدف من إشراك عبد الشافى بدلاً من زيدان إراحة الأخير بعد المجهود الكبير الذى بذله طوال الوقت الذى شارك فيه، كما منح سيد معوض الحرية فى التقدم للأمام دون خوف من ترك مساحات شاسعة خلفه ووجود من يغطى خلفه متمثلاً فى عبد الشافى، خصوصاً بعدما كشف سير المباراة أن ثنائى الوسط أحمد حسن وأحمد فتحى يميلان كثيراً للجبهة اليمنى لمساعدة المحمدى وترك معوض وحيداً أمام الداهية النيجيرية وصاحب الهدف الوحيد فى مرمى مصر "أوباسى"، وبالفعل أتى هذا التغيير بثماره سريعاً حيث بدأ معوض يتقدم كثيراً للأمام وشن العديد من الانطلاقات من الجبهة اليسرى، فضلاً عن أن هذا منع أوباسى من التقدم وقلل من خطورته وجعله فى موقف المدافع وليس المهاجم مثلما كان الحال قبل نزول عبد الشافى.

ووضح مع مرور الوقت سيطرة المنتخب المصرى على سير المبارة شكلاً ومضموناً، دون وجود أى خطورة تذكر للمنتخب النيجيرى على مرمى السد العالى عصام الحضرى، حتى مرت المباراة بسلام وظفر الفراعنة بنقاط المباراة الثلاث كخطوة أولى فى مشوار الحفاظ على اللقب الأفريقى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة