بمناسبة الكراهية التى قفزت من قلب طارق دياب محلل قناة الجزيرة الرياضية دون تردد ولا حرج تجاه الجمع بين مصر والعرب فى التهنئة بفوز المنتخب الوطنى على نيجريا فى كأس الأمم الأفريقية.. أنا لا أعرف ماذا يريد الأشقاء من مصر والمصريين ؟.. ماذا يريدون منا.. أن نكون عربا أم فراعنة؟..
إذا ربطنا نفسنا بالعرب والعروبة قالوا لنا خليكوا فى حالكم أنتم فراعنة بدليل اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلى الموصوفة دائما بالحل الفردى.. وإذا لم نربط نفسنا بالعرب وتصرفنا مرة بمشاعر وأحاسيس مصرية قالوا خلاص مصر انفصلت عن عروبتها وتنازلت عن فكرة القومية العربية..
صحيح الزعيم الخالد دائما فى وجدان المصريين والعرب جمال عبد الناصر هو الذى رفع شعار القومية العربية وجعل مصر "أم الدنيا"، وبالتبعية لابد أن تكون أم العرب، لكن العرب الآن لا يريدون أمومتها حسب رأى طارق دياب الذى يخفيه فى قلبه.. وبالتالى عليهم أن يبحثوا عن أم غيرها ترضعهم وتربيهم وتعلمهم ماداموا لم يحفظوا لها سهرها عليهم فى بداية "تكوين" دولهم ورعايتهم من طور الطفولة إلى الشباب إلى الرجولة، حتى انقلب الرجالة عليها ونكروا جميلها وتهكموا عليها وعاملوها الند بالند، رغم أن الأديان والأخلاق تحظر على الأبناء أن يقولوا "أف" للآباء.
ولا يوجد فى خريطة العلاقة بين مصر وتونس أى علامة سوداء تجعل طارق دياب ينفعل ويغضب من تعميم المباركة على مصر والعرب.. ولذلك نحن نعتبرها كراهية تلقائية مثل التى يعانى منها الكثيرون..
كراهية فى الجينات" هى شائعة ومثل الوباء الذى يستطيع البعض إخفاءه بينما لا يستطيع آخرون مثل المحلل الكروى السياسى طارق دياب.. وحتى الآن وبعد هذه السنوات الطويلة من عمر العروبة لا نعرف أسبابا محددة لهذه الكراهية.. وكما كتبت وقلت من قبل لا يوجد ما يدعو لكراهية المصريين، لأن أشقاءهم العرب يعيشون حياة أفضل منهم من الناحية المعيشية، ويستمتعون بعوائدهم المالية الضخمة ولا يواجهون مشاكل مالية ولا اقتصادية ولا يضعون أنفسهم موضع المواجهة مع أعداء العرب مثلما فعلت وتفعل مصر.. إذن الكراهية نفسية.. حالة نفسية من مصر والمصريين الذين كما سبق أن قلت لهم 200 ألف عالم فى أوروبا وأمريكا، وفاز ستة منهم بجوائز نوبل فى مجالات مختلفة السياسة والعلوم.. ولها تاريخ سياسى وفنى وثقافى، وفى يوم من الأيام "تفرعنت" على الدنيا.. ومنها خرج الرموز والرواد فى كل مجالات الحياة، ومنها عرف الوطن العربى الفن والثقافة والدولة المركزية.
كنا نريد أن يقول نادر السيد وزكريا ناصف للأخ طارق دياب هذا الكلام.. لكنهما استفزا المصريين بالصمت أو بعدم القدرة على الرد.. ولا أعرف من هم المسئولون عن اختيار الضيوف المصريين فى أستديوهات التحليل.. هل المكتب الرئيسى فى الدوحة أم مكتب القاهرة.. لأن اختيار ممثلى مصر الذين يواجهون الرأى العام عبر شاشة تليفزيونية منتشرة لابد أن يكونوا أهلا لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة من التجاوزات النفسية التى لا يتحمل بعض العرب إخفاءها، وكأن مصر "زوج أم" أبناء رفعوا العصيان فى وجه ولى أمرهم..
إبراهيم ربيع يكتب.. ماذا يريد منا طارق دياب وبقية الأشقاء عرب أم فراعنة؟
الأربعاء، 13 يناير 2010 01:44 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة