فى البداية حاولت أن أمنع القلم من أن يكتب هذا الكلام وقسوت عليه كثيراً ومنعته كثيراً ولكنه من الواضح أنه قد فاض به الكيل مثلما فاض بى.. تلك يا سيدى رسالة كم تمنيت يوماً ألا أرسلها إليك لأننى أحبك مهما فعلت ومهما قسوت عليا حتى ولو قلت لى أنك لا تحبنى وأنك لا تريدنى فأنا لا أحبك حتى تحبنى ولكن أحبك لأننى أحبك فقط .
فجأة ودون أن أشعر وجدت قلمى يجبرنى على الإمساك به ووجدته يكتب تلك الكلمات بدون وعى منى أو بوعى منى .. لا أعرف .. وجدت القلم يشكو من قسوتك يا حبيبى وكأنه يشفق على منك ويصرخ فى وجهى كفاك .. كفاكِ .. ثورى لكرامتك .. ولا أعرف كيف وصل إلى هذا الحال
ربما لأنى فى الليل أجلس وأشكو إليه مع الورق.. فأصبح يشفق على حالى معك يا حبيبى .. أشكو إليه من جحودك من قسوة قلبك على .. ترانى أبكى أمامك وأنت تضحك وتقول للناس انظروا لتلك المجنونة التى تبكى من أجلى ويضحك معك الناس وأضحك أنا لأنك يا حبيبى فقط ضحكت وأن دموعى كانت سببا فى سعادت.
وأحياناً أحاول أن أفعل أى شىء لألفت نظرك إلى .. فقد أترك لك ورقة على مكتبك دون أن تشعر أو أرميها أمامك حتى تراها ولكن للأسف تدوسها بأقدامك وكأنك تقول لى بأعلى صوتك هاهو قلبك تحت أقدامى وها أنا أدهسه بقدمى حتى تتأكدى من أنه لا قيمة له عندى.
والآن توقف القلم عن الكتابة لأنه أحس أنه لا فائدة منى فقد هرب من بين يدى لأنه غضب لكرامتى وغضب منى بسبب ذلك الضعف الغريب ناحيتك ولكن أنا الآن أسألك إلى متى يا حبيبى سأبقى متعلقة بك رغم كل ما تفعله ورغم كل قسوتك.
أعرف أننى متعلقة بحبال دائبة ولكننى لاأعرف هل سياتى اليوم وتأخذ بيدى قبل أن ينقطع الحبل وتجدنى أسقط أمام عينيك أم ستتركنى أسقط وأموت دون حتى أن أحرك فيك ولو دمعة واحدة على قلب كان بتمنى أن يعيش أسيراً لديك
ما اشعر به الآن هو أننى مثل النار أحاول أن أذيب قسوتك وقلبك الحجرى ومشاعرك الجليدية الباردة ولكنك يا سيدى لأول مرة تبطل مفعول النار لأنها لم تنجح فى إذابة الجليد المتراكم على قلبك وعلى مشاعرك .. تلك النار هى أنا يا سيدى .. فيا ترى متى سيأتى اليوم الذى ستذيب فيه النار هذا الجليد ؟