جاء خبر فوزه بالجائزة مثل زوار الفجر الذين كانوا يدقون الأبواب لاعتقال السياسيين المغضوب عليهم، عندما اتصلت به مسئولة ساويريس بعد منتصف الليل بقليل لتبلغه الخبر، هانى عبد المريد ظن فى البداية أن أحد أصدقائه "بيشتغله" وقال: من إمتى بيبلغوا أخبار الفوز الساعة اتناشر ونص بالليل، اليوم السابع التقى هانى عبد المريد الحاصل على الجائزة الثانية فى الرواية عن مسابقة ساويريس هذا العام عن روايته "كيرياليسون" الصادرة عن دار "الدار" وكان لنا هذا الحوار.
هل تسربت أى أنباء عن حصولك على الجائزة قبل قيام مؤسسة ساويريس بالاتصال بك؟
أنا نسيت أصلا ميعاد إعلان نتيجة الجوائز، وعرفت من اليوم السابع بأن موعدها السبت 9 يناير، قلت أكيد لم أفز طالما حددوا موعد تسليم الجوائز، وبالتأكيد اتصلوا بالفائزين، وصرفت نظراً عن الموضوع كله حتى فوجئت بتليفون يوم الجمعة بالليل الساعة 12 ونصف مساء، وكانت المتصلة مسئولة من المؤسسة، أو هكذا قدمت لى نفسها، قلت فى نفسى أكيد حد من أصحابى عارف إنى تقدمت للمسابقة وبيشتغلنى، فأجبتها فى برود شديد، لكنها واصلت التأكيد على ميعاد الحضور، وطلبت منى أن أصطحب شخصاً واحداً، وعندما أدخل القاعة لا أتحدث إلى أى صحفى من الصحفيين قبل إعلان النتيجة على المسرح.
ألم تشعر بأن هذه الاحتياطات من ضمن تفاصيل الكذبة كى تكون محبوكة؟
إمعاناً فى التأكيد قمت بالاتصال بها لأطلب منها أن أصطحب ابنى الصغير، بالإضافة لزوجتى، فرحبت وقالت طبعا لازم تجيبه معاك، هنا تأكدت أن الأمر ليس فيه أى كذبة وأنى فعلاً فزت بالجائزة.
لماذا كل هذه الشكوك والهواجس؟ هل كنت تشعر أن الجائزة بعيدة عن عملك؟
عندى مشاكل كثيرة مع الجوائز، ودائما تساورنى شكوك بخصوصها، وأشعر أنها مثل الأشياء الأخرى التى لا نحصل عليها رغم أنها من حقنا، مثل الشقة الكويسة، والوظيفة الكويسة وقطعة الأرض الكويسة، الجوائز عندى مثل مشروع "ابنى بيتك" الذى يكون دائما من نصيب ناس معينة.
إذن ما الذى دفعك للتقديم فى المسابقة بهذه الهواجس؟
عندما يحصل أصدقائى عليها، كنت أتأكد أن فى الإمكان أن أحصل عليها، وهذا الأمر حدث لى من قبل، عندما حصل محمد صلاح العزب على الجائزة المركزية عام 2001، تقدمت لها فى العام التالى، وحصلت عليها فعلا، ونفس الأمر بالنسبة لساويريس، عندما حصل عليها العام الماضى هدرا جرجس وطارق إمام، كان هذا دافعى للتقدم لها.
هل أقلقك شرط المسابقة الخاصة بالسن فى فرع الأدباء الشبان؟
لم ألتفت لهذا الشرط فى الجائزة، خصوصا أنى 36 سنة، وعموما الجوائز التشجيعية يحصل عليها كتاب كبار وليست مشروطة بسن معين، كما أن حصول منتصر القفاش على جائزة ساويريس فى الرواية فرع الكبار أسعدنى، وأكد لى أن من الممكن أن أحصل على الجائزة فى أى وقت وأن شرط السن غير مهم.
لكن هناك شرطاً آخر من شروط الجائزة خاص بأن يكون العمل لم يحصل على جوائز من قبل، وروايتك حصلت فيما سبق على جائزة قصور الثقافة؟
حصلت على المركز الثانى فى الرواية عام 2007 من قصور الثقافة، ولم يكن اسم الرواية "كيرياليسون" وإنما كان اسمها "ترتيب تنازلى"، وكانت فى مرحلة أخرى من الكتابة، ولم تكن اكتملت بهذا الشكل النهائى التى صدرت فيه عن دار الدار بعنوان جديد تبعا لاكتمال الفكرة والحالة.
ماذا ستفعل بقيمة الجائزة؟
لأنى أسكن فى شقة بعيدة، فى إحدى المدن الجديدة، سأشترى سيارة تخفف علىّ المشوار، وغالبا ستكون 128 مستعملة، إضافة إلى أنى أرغب فى اقتناء مكتبة كبيرة من خشب الزان سألت عنها فى محل الموبيليا وكان سعرها 8 آلاف جنيه، وقتها صرفت نظر، لكن حاليا أعتقد إنى سأفكر فى الموضوع مرة أخرى.
لمعلوماتك:
صدر للكاتب هانى عبد المريد مجموعتان قصصيتان بعنوان "إغماءة داخل تابوت" عام 2003 عن هيئة الكتاب، و"شجرة جافة للصلب" 2005 عن المجلس الأعلى للثقافة، ورواية "عمود رخامى فى منتصف الحلبة" عام 2003 عن قصور الثقافة، كما حاز الجائزة المركزية فى القصة عن مجموعة "إغماءة داخل تابوت" عام 2002، و2007 عن روايته "ترتيب تنازلى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة