اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بالجدار الإلكترونى الذى تعتزم إسرائيل بناؤه فتشير صحيفة الجارديان إلى أن قرار إسرائيل بناء سياج مجهز بأجهزة متقدمة للمراقبة على امتداد جزء من حدودها مع مصر لمواجهة تسلل المهاجرين الأفارقة والعمال غير الشرعيين إلى حدودها.
وأوضحت الصحيفة أن هذا المشروع الذى سيستغرق إتمامه عامين سيتكلف مليار شيكل بما يوازى 170 مليون إسترلينى، ويهدف إلى مواجهة زيادة أعداد المهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى إسرائيل عبر صحراء سيناء.
وتقول الشرطة الإسرائيلية إن ما بين 100 إلى 200 مهاجر أفريقى يصلون أسبوعياً، البعض يأتى للعمل وآخرين هرباً من الاضطهاد السياسى ويتم اعتقال بعضهم فى حين أن كثيرين يتم إعادتهم ببساطة.
ولفتت الصحيفة إلى أن اكتمال بناء هذا السياج يعنى أن كل إسرائيل تقريباً محاطة بسياج أمنى، حيث إن جزءا من حدودها الدولية مع لبنان محاطة بالفعل بسياج قوى، وكذلك الحال بالنسبة لحدودها مع سوريا والأردن، وستبقى حدودها مع مصر فقط محاطة بسياج جزئى وليس كليا بحسب الخطة.
فيما كشفت صحيفة التايمز عن تفاصيل جديدة حول السياج الأمنى الذى تنوى إسرائيل إنشاءه على طول الحدود مع مصر لإحباط المهاجرين غير الشرعيين ومهربى الأسلحة، حيث تنقل الصحيفة عن مصادر فى وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها، إن السياج الأمنى الذى يتكون من حائطين يبعد حوالى 70 كيلو متر عن الحدود الجنوبية الإسرائيلية، حيث يحيط أحدهما بالحدود الجنوبية الغربية مع قطاع غزة ويحمى الآخر مدينة إيلات جنوب إسرائيل.
ووفقاً للصحيفة وسيتم تثبيت معدات الردار التى من شأنها أن تنبه الجيش من المارين إلى الحدود، حيث يتم وضع الرادار والأسلاك الشائكة على طول الحدود على الرغم من إشارة مسئولى الدفاع إلى أن التضاريس الوعرة للصحراى من غير المرجح أن يتم استخدامها من قبل المتسللين.
كما أنه من المتوقع أن يتكلف السياج الآمنى حوالى 250 مليون جنيه إسترلينى وكانت إسرائيل قد قامت بالفعل ببناء أكثر من جدار حول حدودها، حيث بنت جدار مع قطاع غزة وعبر حدودها الشرقية مع الآردن والحدود الشمالية مع سوريا ولبنان وهناك الجدار العازل الذى لا يزال يتم العمل فيه والذى يفصل الأراضى الفلسطينية بالضفة الغربية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك "أن الدفاع ضد الأنشطة الإرهابية يتطلب سياجا أمنيا، فالسياجات الجيدة تصنع جيرانا جيدين"، وأشار إلى أن الحدود الغربية لإسرائيل على طول سواحل البحر المتوسط فقط هى التى لا تحتاج إلى غلقها.
وعلى جانب متصل بدأت مصر فى الآونة الأخيرة بناء جدار تحت الأرض يهدف إلى وقف المهربين الذين يمرون عبر أنفاق بين مصر وغزة.
وكان مسئولون إسرائيليون قد أعربوا عن قلقهم إزاء أنشطة إرهابية محتملة بسيناء بمصر والتى تعد ملاذا آمنا للمهربين – وفق وصف الصحيفة - حيث التضاريس الصحراوية الوعرة. فى حين يلجأ البعض الآخر للطرق الصحراوية الملتوية لتهريب الأسلحة والمعلومات الإستخباراتية للمسلحين، وآخرين يهربون عشرات من طالبى اللجوء الأفارقة العابرين من مصر إلى إسرائيل.
يذكر أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أكد أن قيام إسرائيل ببناء سياج إليكترونى "عازل" على الحدود الإسرائيلية المصرية، أمر يخصها وحدها ولا يعنى مصر فى شىء.
وقال أبو الغيط "هذا الجدار تقيمه إسرائيل على أراضيها ولا رابط بينه والإنشاءات المصرية على حدودنا"، مضيفا "هذا أمر يتعلق بإسرائيل وحدها ومن يسعى لربط شىء بآخر "واهم"، ولن يجد قضية يتحدث بها".
للمزيد اقرأ عرض الصحافة العالمية على الإيقونة الخاصة بها
