أجمع عدد من الخبراء فى الشئون الإسرائيلية، أن بناء إسرائيل لجدار إليكترونى عازل على الحدود الإسرائيلية المصرية، هو محاولة من إسرائيل للإيحاء بأن مصر تنسق معها فى بناء الجدار لزيادة حصار الشعب الفلسطينى، كما توقع الخبراء ان يكون بناء الجدار الإسرائيلى وبالا على إسرائيل نفسها.
السفير حسن عيسى "مدير إدارة إسرائيل بوزارة الخارجية سابقا" أوضح لليوم السابع أن الجدار الذى تقيمه إسرائيل على الحدود المصرية الإسرائيلية، هو أمر يخص إسرائيل وحدها وليس للجانب المصرى أن يبدى رأيه فى الموضوع، لأن الجانب الإسرائيلى له مبررات واضحة من بناء الجدار وهى حماية الحدود الإسرائيلية من المتسللين الأفارقة الذين يحاولون دخول اسرائيل بطريقة غير مشروعة حتى أن المسئولين الإسرائيليين أعلنوا ذلك، بل وبالغوا فى عدد المتسللين حتى أنهم قالوا إن هناك حوالى ألف متسلل أفريقى يحاول اختراق الحدود الإسرائيلية يوميا، وإنه لابد من السيطرة على هذا الأمر من خلال بناء الجدار.
وأضاف أن قيام إسرائيل ببناء الجدار يعنى أن تل أبيب تحاصر نفسها وتحجز نفسها داخله، وهذا لن يكون له مردود على الشعب الفلسطينى أو المصرى.
من جهة أخرى أشار د.محمد أبو غدير "أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر"إلى أن إعلان إسرائيل لبناء الجدار فى هذا التوقيت له مدلول على أن هناك لعبة إسرائيلية ضد مصر، حيث إن نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى عندما أعلن بناء الجدار كان يقصد التلويح للعالم أجمع بأن مصر تنسق مع الجانب الإسرائيلى لتزيد من حصار أهل غزة، وهو ما لم يحدث بالطبع، مما أدى إلى الإساءة إلى صورة مصر فى العالم وأنها تقوم بتجويع الفلسطينيين حتى أن هناك مظاهرات تندد بموقف مصر، كان آخرها فى باكستان، وأضاف أننا نحتاج لتحسين صورتنا أمام العالم من خلال الإعلام ويتطلب منا أن نتعامل مع العقلية الإسرائيلية بمثل تفكيرها وليس بحسن النية الذى وضع مصر فى موقف عصيب، ويجب أيضا أن الحكومة المصرية تفصل بين تعاملها مع الشعب الفلسطينى وبين حركة حماس
وأوضح أبو غدير أن إسرائيل من خلال بناء الجدار ستتحول إلى "جيتو" أى دولة محاطة بالأسوار مثل الأسوار التى تحيط بالممالك اليهودية فى العصور الوسطى، وهذا يعنى أن الحركة الصهيونية فشلت فى توزيع اليهود وجعلتهم يتقوقعوا فى جيتوهات، وهو ما يعد وبالا على الدولة الإسرائيلية.
كما توقع أبو غدير مزيدا من العمليات العدوانية التى ستقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة فى المرحلة القادمة أو ما يسمى بالرصاص المصبوب.
كان إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى قد صرح فى مؤتمر صحفى: "على المدى الطويل وخلال بضع سنوات من الآن سوف نحتاج إلى استكمال الأسيجة.. سواء السياج مع يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) أو السياج مع مصر وربما فى أماكن أخرى أيضا". كما يستهدف السياج منع تسلل آلاف الأفارقة وغيرهم من المهاجرين إلى إسرائيل.
وأكدت مصر من جانبها على لسان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أمس أنها غير معنية بقرار إسرائيل بناء سياج على طول الحدود المشتركة معها، وقال "هذا الأمر يتعلق بإسرائيل وحدها ولا رابط بينه وبين ما يجرى على حدودنا مع غزة، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكى: "هذا شأن إسرائيلى".
وقالت مصادر أمنية فى شمال سيناء: إن إسرائيل لم تبلغ السلطات المصرية بخطتها، مشيرا إلى أن المشروع شأن إسرائيلى داخلى "ليس لمصر علاقة به ما دام السياج يبنى على أرض إسرائيلية" حسب تعبيره.
خبراء يؤكدون أن بناء الجدار الإسرائيلى خدعة لإظهار مصر كأنها تنسق أمنيا مع تل أبيب لحصار الفلسطينيين
الثلاثاء، 12 يناير 2010 08:54 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة