تضاربت تصريحات قيادات جماعة الإخوان حول سبب تأجيل إعلان اسم المرشد العام الجديد إلى السبت المقبل بدلا من الخميس، ففى وقت أكد فيه الموقع الرسمى للجماعة أن السبب وراء التأجيل هو عدم انتهاء إجراءات مجلس الشورى العالمى، إلا أن مهدى عاكف المرشد العام للجماعة أكد أن السبب غياب بعض أعضاء مكتب الإرشاد خارج مصر ولا بد من حضورهم للمبايعة.
كما كشفت مصادر أن سبب التأجيل هو عدم وصول مبايعة بعض من أعضاء مجلس الشورى العالمى ورفضهم ما اتفق عليه إخوان مصر وهو د. محمد بديع ليكون المرشد الثامن للجماعة، ودللت المصادر على هذا بوصول برقيات حوالى ثلثى أعضاء مجلس الشورى العالمى فقط، فيما لم تصل برقيات المبايعة الأخرى وبعد اتصالات مهدى عاكف بهؤلاء برروا رفضهم بعدم معرفتهم بالدكتور محمد بديع جيدا، ومازالوا مترددين، فيما أرجع البعض تأخره بأنه لا يقبل طريقة تعامل الجماعة مع د.محمد حبيب النائب الأول المستقيل من الشورى العالمى مؤخرا.
وربط بعض أعضاء مجلس الشورى العالمى بين موافقة د. حبيب ومبايعته للمرشد الجديد بشكل صريح ومبايعتهم لمن اختاره إخوان مصر، وأقترح البعض حضور حبيب للحظة إعلان اسم المرشد الجديد باعتبار أنه دليل قوى على مباركته ومبايعته للمرشد القادم، وهو ما حدث بالفعل من دعوة مكتب الإرشاد للدكتور حبيب لحضور المؤتمر الصحفى إلا أنه لم يؤكد بعد حضوره من عدمه.
وأكد مهدى عاكف أن السبب الرئيسى للتأجيل هو ظروف سفر بعض الأعضاء خارج مصر لحضور المؤتمر السنوى السابع لمؤسسة القدس الدولية ببيروت والذى ينتهى يوم الخميس، قائلا "لا مانع من يوم ولا يومين تأخير ليحضر إخواننا المؤتمر"، حيث يشارك 24 نائبا من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان على رأسهم د. سعد الكتاتنى رئيس الكتلة وسعد الحسينى عضوا مكتب الإرشاد.
كما ربط بعض أعضاء الجماعة بين التأجيل وخروج د. محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد من محبسه يوم الجمعة المقبل بعد قضائه ثلاث سنوات على ذمة المحكمة العسكرية الأخيرة وكان يرافق خيرت الشاطر النائب الثانى للمرشد، واعتبر البعض أن الحرص على حضور بشر وإعلانه مبايعة المرشد الجديد يعد تأكيدا لقبول ومبايعة ضمنية من الشاطر للمرشد، كما ينتظر أن يفرج أيضا عن كل من د.عصام حشيش ومدحت الحداد المحبوسين فى ذات القضية بعد قضائهما السجن ثلاث سنوات.
يأتى هذا فى الوقت الذى تم فيه تأجيل الاحتفالات بمهدى عاكف التى كان مقررا لها الأسبوع المقبل، وذلك بعد رفض الفنادق لأسباب أمنية استقبال مثل هذا الاحتفال، وقال عاكف "لم تتم الموافقة على طلب الإخوان لتنظيم الاحتفالية"، وذكرت قيادات الجماعة أن الأجهزة الأمنية رفضت الموافقة على إقامة مثل هذا الاحتفال وسيتم الاكتفاء بلقاء مع الشخصيات العامة والسياسيين وقيادات الجماعة التاريخية فى مقر الكتلة البرلمانية بالأخشيد بعد انتهاء إعلان المرشد الجديد والمبايعة.
وعلى جانب آخر اتهم سيد نزيلى مسئول الإخوان فى الجيزة ومسئول اللجنة المشرفة على انتخابات الجماعة الأخيرة الإعلام بأنه السبب الرئيسى فى كل ما يحدث لجماعة الإخوان طوال الشهور الثلاثة الأخيرة، مؤكدا فى مقال له بموقع الجماعة تحت عنوان "لا.. بل هو خير لكم" أن بعض المنتسبين للإخوان ادعوا غير الحقيقية على الجماعة، قائلا "تحت مبرر أن الإخوان شأن عام أعطوا لأنفسهم حق مناقشة كل شىء داخل الصف الإخوانى، وأخص خصوصيات ما يحدث بينهم من مداولات ونقاشات تتعلق بإدارة شئونهم، والاختلاف فى تفسير ما يتعلق باللائحة المنظمة لأعمالهم، بل وتنصيب كل واحد منهم حكمًا فى قضية يجهل عنها الكثير؛ لأنه ببساطة شديدة بعيد عن معايشة الصف، أو تراه يلبس منظارًا ملونًا يحول بينه وبين الرؤية الحقيقية للأمور، أو يقيمها بصورة موضوعية تتوافق مع مصلحة هذه الجماعة".
ورد نزيلى بشكل غير مباشر على آراء د. عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق التى قالها فى برنامج العاشرة مساء حول سماع عمر التلمسانى- المرشد العام السابق- لأغانى أم كلثوم، والتى أكدها أبو الفتوح إلا أن نزيلى قال "ربما يعتقد البعض أن هذا السلوك حجة لمن يجيز السماع إلى الطرب، وهو ليس كذلك، فالتلمسانى لا يدعى أنه يفتى أو يشرع"، كما رد على طعن د. إبراهيم الزعفرانى عضو مجلس شورى الجماعة على نتائج انتخابات المكتب، حيث وصف نزيلى التشكيك فى النتائج بأنه اتهام يجافى الحقيقة ويتعارض مع أبسط قواعد الفهم للنص اللائحى المعمول به.
كما رد نزيلى على من يتهمون الجماعة بالانغلاق أو اتجاه المكتب الجديد للتطرف بأنهم دعوة إسلامية ربانية، قبل كل شىء، والسياسة فيها ليست هى كل شىء ولا أحدًا يتربى على هذا المنهج عنده غلو أو تطرف أو إرهاب.
وبدأت قيادات الجماعة فى مبايعة المرشد الجديد عن طريق مقالات عبر موقع الجماعة، منهم الشيخ محمد عبد الله الخطيب وسيد نزيلى وآخرين، مطالبين أن يستفيد الجميع من درس مهدى عاكف فى النزول عن الكرسى والتنازل عن المنصب برغبته والعمل كفرد فى الصف الإخوانى بهدوء ودون صخب أو ضجيج، ولم يشغله بريق المنصب ولا أضواء الكرسى فى الوقت الذى كانت كل الشواهد تدعوه إلى البقاء، والاستمرار فى أداء مهمته.
تأجيل إعلان اسم المرشد الثامن يثير التساؤلات.. البعض يرجعه لرفض "الشورى العالمى" مبايعة "بديع"" وآخرون تضامنوا مع "حبيب" و"عاكف" يرجع السبب لسفر بعض أعضاء المكتب
الثلاثاء، 12 يناير 2010 07:39 م