اهتمت مجلة التايم الأمريكية بتسليط الضوء على موقف مصر من حصار غزة، والانتقادات التى تتعرض لها بسبب موقفها الرافض لدخول المساعدات، إلى جانب بناء جدار فولاذى لمواجهة التهريب عبر الأنفاق، ورأت الصحيفة أن مصر تسير على طريق دقيق فى حصار غزة.
وتستهل الصحيفة تقريرها بالقول إنه لا يوجد شىء يوحد الرأى فى العام العربى أكثر من العداء للطريقة التى تتعامل بها إسرائيل مع الفلسطينيين، والنتيجة أنه لا يوجد فى أذهان الجماهير العربية دلائل على الخيانة العظمى أكثر من الوقوف بجانب إسرائيل ضد الفلسطينيين، وعلى هذا الأساس وجد الرئيس حسنى مبارك نفسه فى موقف صعب.
ففى السادس من يناير الجارى، وجدت قوات الأمن المصرية نفسها متورطة فى صدامات مع فلسطينيين يتظاهرون عبر حدود غزة احتجاجاً على تنفيذ مصر للحصار الإسرائيلى ضد القطاع.
ودعت حماس إلى الاحتجاج لفرض الضغط على المصريين بسبب تعطيل قافلة المساعدات "شريان الحياة". والبعض الآخر جاء للتظاهر احتجاجاً على بناء مصر جدارا فولاذيا بهدف مواجهة تهريب الأسلحة عبر الأنفاق التى تقدم المواد الغذائية الرئيسية للفلسطينيين وكذلك تساعد على إمداد حماس بالأسلحة.
وقد أدى تصور تواطؤ مبارك مع المحاولة الإسرائيلية لإسقاط حماس بتضييق الخناق على اقتصاد غزة إلى ردود فعل سياسية.
وأبرزت المجلة تصريحات عصام العريان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين التى دعا فيها إلى رفع الحصار ومنح الفلسطينيين حياة طبيعية، ولفتت إلى قوله بأن الإسرائيليين والأمريكيين يضغطون على مصر لتأمين إسرائيل، وهذا ليس واجب مصر، خاصة وأن الفلسطينيين لا يشكلون تهديداً لها.
وتقول مصر التى تتلقى مليارى دولار مساعدات سنوية من الولايات المتحدة إن موقفها من غزة يعزو إلى مصالح الأمن القومى الخاصة بها. ولا يقتصر الأمر على ضغوط واشنطن لوقف تهريب الأسلحة، لكن مبارك أيضا داعم قوى للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس وينظر إلى حماس باعتبارها حليفاً لأكثر معارضيه الذين يخشاهم، وهى جماعة الإخوان المسلمين.
وتشير التايم إلى أنه على الرغم من أن إذعان مصر فى حصار غزة تمت إدانته فى كثير من أنحاء العالم العربى وتركيا، فإن الرأى العام المصرى لا يزال فى أغلبه غير واضح.
والسبب فى ذلك يرجع إلى أن الحكومة نجحت فى إقناع الكثير من المواطنين بأن مسئولية توتر العلاقات بين مصر وغزة تتحملها حماس وإسرائيل، بل نجحت فى حشد السلطات الدينية المدعومة من الدولة لانتقاد حماس ومنح مباركاتهم لإجراءات الأمن المصرى على الحدود.
وتقول د. هالة مصطفى، رئيس تحرير مجلة الديمقراطية للمجلة إن دور مصر فى الحصار قائم على أساس التزاماتها وفقاً لاتفاقية السلام مع إسرائيل. فبحسب الاتفاقية، يجب على مصر أن تراقب حدودها وألا تسمح لطرف ثالث بعبور الحدود لمهاجمة إسرائيل، أما بالنسبة للمساعدات، تقول مصطفى إنها تستخدم كنوع من الدعاية لجذب انتباه الجاليات العربية الأخرى والمجتمع الدولى ضد مصر.
وتمضى هالة مصطفى فى القول إن الغضب الشعبى ربما لا يعنى الكثير بالنسبة لنظام لا يعتمد على الديمقراطية، فنحن لا نتحدث عن مجتمع غربى فى ظل نظام غربى. فالشعب ليس هو العنصر أو العامل الذى يمكن أن يؤثر فى النظام أو يدفعه إلى تغيير سياسته. لكن بالنسبة لنظام لا يحظ بشعبية، فإن موقفه لا يحظى بدعم شعبى من غزة ربما يظل خطوة نحو إذابة الجليد.
أما مارينا أوتاوى، مدير برنامج الشرق الأوسط فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، فترى أن ردود الفعل التى عبرت عنها الصحافة العربية والرأى العام العربى تدل على أنه لا يوجد مبرر لما تفعله مصر فيما يخص غزة. ورأت أن هذه إشارة أخرى على الاختلافات بين أفعال الحكومة والرأى العام، واستبعدت الباحثة أن يكون هناك أى تداعيات دراماتيكية.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
اهتمت مجلة التايم الأمريكية بتسليط الضوء على موقف مصر من حصار غزة<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة