استطاع العرض المسرحى "أنا هاملت" أن يجذب الأنظار إليه بشدة، لما يحمله من طابع كلاسيكى يختلط بالطابع المصرى المعاصر ليعرض الواقع المؤلم للشباب المصرى، وليس هناك دليل أقوى على تميزه من حصوله على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان القاهرة التجريبى التى حصل عليها الفنان الشاب محمد فهيم بطل العرض.
اليوم السابع التقى مخرج العرض هانى عفيفى وسأله عن أسباب تناوله لهاملت بطابع مصرى وعما إذا كان قد تعرض لظلم فى المهرجان القومى للمسرح.
- هاملت شكسبير تم تقديمها عشرات المرات، فما الذى دفعك إلى تقديمها بهذه الرؤية؟
عادة ما اهتم بمشكلات الشاب المصرى المحبط المتردد التى أراها هى نفس المشكلات التى وقع فيها هاملت فهو شخصية مترددة ومتخبط يعانى من ضياع حقه، فالمعاناة الإنسانية التى يعيشها الشاب المصرى واحدةلا تختلف من فرد إلى آخر، سواء كان أميرا أو ابن الحارة، فهو دائما فى رحلة للبحث عن الحقيقة إلى جانب الضغوط التى يتعرض لها وهو ما عبر عنه العرض بكافة تفاصيله من ملابس وديكورات جمعت بين الكلاسيكى والحديث كمحطة المترو والموبايل إلى جانب الخلط بين اللغة الفصحى واللهجة العامية.
- ولكن البعض رأى أن النص خرج عن مضمونه الحقيقى وتمت خيانة النص كما صاغه شكسبير فما تعليقك على هذا؟
البناء على التجارب السابقة شىء ضرورى ومهم حتى لو تم تقديم الفكرة من قبل، فإذا فكرنا بهذه الطريقة لن نقدم شيئا جديدا وستظل قضيه هاملت الأساسية تقدم دون أى جديد، ولكن عظمة هاملت وشكسبير فى كونهما يتميزان بالمرونة، حيث تصلح المسرحية لتقديمها بأنماط وأشكال مختلفة، وهذا يفسر لنا استمرار أعمال شكسبير حتى الآن، فتجسيد هاملت وكأنه شخصية مصرية يعد إضافة للنص وليس انتقاصا منه، فالفكرة بشكل عام كلما كانت عامة تزداد ارتقاء.
- المسرحية تم عرضها فى المهرجان القومى للمسرح المصرى، ولكن البعض انتقد عدم حصولها على أيه جوائز، فهل توقعت ذلك؟
لم أكن أتوقع عدم حصول العرض على أية جوائز فنحن بذلنا جهدا كبيرا وكثيرا ممن رأوا العرض أثنوا عليه وأشادوا به ولكن كون المسرحية لم تحصل على أى جوائز فهذا يعود للجنة التحكيم التى استبعدت الجوائز عن العرض، أما أنا فأرى أنه كان من الغريب عدم حصولنا على جائزة بعد كل هذه الإشادات.
- وماذا كان شعورك بعد فوز العرض بجائزة أفضل ممثل فى المهرجان التجريبى؟
فوز الفنان الشاب محمد فهيم الذى قام بدور هاملت بجائزة أفضل ممثل جاء بمثابة التكريم لنا جميعا، وتعويض عن الظلم الذى تعرضنا له فى المهرجان القومى، فحصولنا على جائزة من أفضل خمس جوائز بالمهرجان أنصفنا بشده فالجائزة لم يحصل عليها أى فنان مصرى منذ عشرين عاما.
- ولماذا وقع اختيارك على الفنان محمد فهيم لتأدية دور هاملت؟
فهيم ممثل شاطر وموهوب وفى غاية الالتزام فضلا عن الجهد الذى يبذله داخل العمل، أما عن اختياره لتقديمه لشخصية هاملت فجاء بناء على ملامحه المصرية، فانا لم أرغب فى تقديم شخصية هاملت المعتادة، ولكن أردت تقديمها على أساس أنه شاب مصرى يعايش هاملت فى همومه وأحزانه، فهو أقرب للشخصية المصرية أكثر من هاملت نفسه ويكفى حصوله على جائزة أفضل ممثل فى التجريبى.
- استطاع مركز الإبداع الفنى لفت الأنظار إلى عروضه المتميزة، ولكن تبقى مشكلة صغر حجم المسرح مما يسبب بعض المتاعب والزحام أمام الأبواب؟
للأسف هى فعلا مشكلة ولكن هذه هى الإمكانيات المتاحة لدينا وهذه هى طاقه المكان، كما أن العروض ارتبطت بالمركز فلا يمكن العرض على أى مسرح آخر، أما عن نجاح المركز فذلك شىء يسعدنا جميعا ومن الطبيعى أن يحاول الفرد أن ينتقل للمكان الأكثر نجاحا مدام سيفيده.
- وما أعمالك القادمة؟
أعمل الآن على مشروعين، ولكنهما ما زالا فى مرحلة الإعداد والتحضير وسيكونان جاهزين للعرض خلال عام 2010.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة