محمد ندا يكتب: يوسف النبى ويوسف هذا العصر

الإثنين، 11 يناير 2010 02:13 م
 محمد ندا يكتب:  يوسف النبى ويوسف هذا العصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدور الأيام والسنون ويتكرر هذا المشهد العجيب فلقد كان فى القرون السابقة وزيرا للمالية رجلٌ صالح من أنبياء الله طلب الوزارة لنفسه فقال [قَالَ اجْعَلْنِى عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيم] فلقد كان سبب توليه هذا المنصب الخطير هو أنه أمين حفيظ على هذه الأموال وعليم بشئون المالية ولقد كان يوسف عادلا يعطى كل ذى حق حقه [أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّى أُوفِى الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ] كان يخاف على إخوانه وأهل بلده بل والبلاد المجاورة أيضا وكان يعدل بينهم ويوزع عليهم خيرات هذا البلد بعدل الله عز وجل الذى أمر به دون أن يسرق أو يختلس منه شيئا، أما ما نحن فيه الآن فشتان بين المثلين فيوسف هذا العصر لا يفكر إلا فى نفسه والحاشية التى من حوله، لقد نسوا أن هذا المال الذى يحكمون فيه ليس مالهم ولا مال أبيهم بل الله عز وجل مستخلفهم فيه وسائلهم عنه، فلا يفكرون فى فقراء هذه البلدة، بل كل تفكيرهم كيف يجعلون الناس يجوعون ولا يجدون أية أموال لتعينهم على متاعب الحياة، ويتركونهم للجوع يقتلهم حتى ينشغلوا بالبحث عن لقمة العيش ولا يتدخلون فى سياسة البلد، فترى من الموظفين من يتقاضى أجرا على عمله لا يتجاوز المائتين جنيه شهريا وهو كادح فى هذه الوظيفة وترى آخر يتقاضى مئات الآلاف وهو مرفه ولا يؤدى ربع ما يؤديه العامل الذى يحصل على المائتبن جنيه ويأتى يوسف هذا العصر يقول إنه لا توجد أموال بالدولة من أين يأتى بها لرفع المرتبات بحجة عدد السكان ألم ينظر إلى الدول الأخرى فلينظر إلى اليابان مثلا عدد السكان ضعف عدد سكان بلدنا ومساحة أرضهم ثلث مساحة أرض بلدنا ومواردنا أضعاف أضعاف مواردهم فنحن عندنا السياحة والغاز والبترول وموارد أخرى كثيرة وقناة السويس التى تكفى وحدها لسد حاجة الشعب كله ولكن لا ندرى أين تذهب هذه الأموال، والخيرات فى هذا البلد كثيرة ولكن كما يقولون "حاميها حراميها"، ويأتى يوسف هذا العصر ويعد الناس بالعلاوات وقبل أن تصرف لهم فقد أخذها أضعافا كثيرة منهم من طرق أخرى والآن يتحدث عن قانون الضرائب العقارية يريد أن يأخذ ضريبة على المسكن الذى أمتلكه وأعيش فيه وليس ببعيد أن يأتى بعد ذلك ويطالب بأن يتم تركيب عداد فى قدم كل مواطن ليحسب له كم كيلوا مترا مشى فى الشهر على أرض الدولة ليأخذ منه ضريبة المشى على أرض الحكومة، فهل عرفتم الآن الفرق بين الاثنين يوسف النبى ويوسف هذا العصر؟!!.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة