نقلاً عن الأسبوعى
جاء إعلان وزارة الإعلام عن فشلها فى الحصول على حق إذاعة مباريات بطولة الأمم الأفريقية أنجولا 2010 بمثابة جرعة إحباط جديدة للمواطن المصرى، الذى كان يعلق أملاً كبيراً على متابعة مباريات البطولة الأفريقية، خاصة مباريات المنتخب المصرى، على أمل أن يقدم أية عروض طيبة تعوضه عن الإحباط الذى أصابه بعد خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم.
وأعاد أنس الفقى وزير الإعلام فى حيثيات الفشل، السبب إلى أن قناة الجزيرة القطرية، طلبت 10 ملايين دولار بما يعادل 55 مليون جنيه تقريبا، وعملت على تعجيزنا ونحن لا نملك هذا المبلغ فى ظل عمليات التطوير ودفع الأجور المتأخرة، كما ألقى المسئولية بطرف خفى، على الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، موضحاً أنه هو الذى قرر رفض شراء البطولة، معلنا أن الحكومة لديها أولويات ليس من بينها كرة القدم، مثل مواجهة أنفلونزا الخنازير، وتنفيذ برنامج الرئيس فى إسكان الشباب وتوفير الخدمات.
ولا ندرى ما سبب تصدير الفقى المشكلة للدكتور نظيف، كأنه هو السبب، وما الحاجة إلى اللجوء إلى رئاسة الوزراء، إذا كانت ميزانية وزارة الإعلام فى العام تتجاوز مليارا ونصف المليار جنيه؟
ولماذا يستخدم مسئوليات الحكومة لتبرير هذا الإخفاق الناتج عن سوء التخطيط؟ ألم تكن هذه المسئوليات موجودة عندما أنفق أكثر من 300 مليون جنيه على شراء مسلسلات فى العام الماضى، لم تحظ بإعجاب المواطنين، وأكثر من 500 مليون جنيه على التطوير الذى ألغيت معظم برامجه؟ والمثير للدهشة أنه فى ظل إعلان الفقى عن عدم وجود فلوس لشراء بطولة أفريقيا، نجده يرصد 300 مليون جنيه تقريبا لإنتاج مسلسلات الموسم الجديد، وربما يبدو للمواطن المصرى أن مبلغ 55 مليون جنيه مبلغ كبير، ولكن الواقع أن أى شركة محمول أو شركة مياه غازية، كان من الممكن أن تسدد من إعلاناتها معظم هذه التكلفة، ويتحمل الاتحاد باقى التكلفة من منطلق دوره الخدمى، ولكن إعلان الفقى فشله فى الحصول على بطولة أفريقيا، هو إعلان ضمنى عن تخلى تليفزيون الدولة الرسمى عن دوره الخدمى، وأصبحت الإعلانات على رأس اهتماماته وليس اهتمامات المواطن، وأصبحت حسبة الربح والخسارة هى المحرك لسياسات الإعلام، وليست خدمة المواطنين، والمدهش أنه حتى مع هذا فإنه لا يحقق أى أرباح. أنس الفقى أشار إلى أن وزارة الإعلام تدفع تقريبا ثلث ميزانيتها لشراء مباريات كرة القدم، حيث حصلت على مباريات كأس العالم مقابل 20 مليون دولار، والدورى المصرى مقابل 30 مليون جنيه، فضلا عن شراء آخر 3 مباريات للمنتخب المصرى فى مشوار التصفيات، وهى مباريات مصر مع زامبيا ورواندا، وبلغت تكلفة شراء مباراة مصر والجزائر فى السودان مليونا وربع المليون دولار.
هذه الأرقام صحيحة فعلا، ولكن الحقيقة ينقصها جزء، وهو أن هذه المبالغ يحصل التليفزيون على أضعافها من العوائد الإعلانية التى تأتى على هذه المباريات، فيما يعنى أنه يحقق ربحا كبيرا من استثمارات شراء مباريات كرة القدم، وكان من الممكن بمزيد من التخطيط أن يحدث هذا هذه المرة، ولكن النتيجة أن الشعب المصرى محروم من مباريات كأس الأمم الأفريقية لأول مرة فى التاريخ، حتى رأى البعض أنها كارثة.
وزارة الإعلام أيضاً تقاعست عن القيام بدورها من خلال امتلاكها نسبة 50 % من شركة «CNE» التى تقوم بتسويق باقات الجزيرة، بعد أن أعلنت خداعها للجمهور بإطلاق قناتى، «9 و10» على خلاف اتفاق إيه آر تى مع الجمهور ببث المباراة على إحدى القنوات الرياضية الثمانى، فضلا عن أن عقدها مع شركة «CNE» سينتهى فى فبراير المقبل، ووقتها ستفرض الجزيرة شرطها للاستمرار. ما أحدثته الجزيرة بالفقى هو حلقة فى مسلسل الإحراج الإعلامى والسياسى التى ستفرضه الجزيرة على الفقى، فهو مضطر للتعامل معها لمدة 10 سنوات على الأقل، حيث تملك حق إذاعة جميع المناسبات الرياضية بالشرق الأوسط.
والخطأ الذى وقع فيه الفقى، أنه لم يحصل على هذه البطولة بعقد رسمى من شبكة «ART» التى تم بيع قنواتها الرياضية إلى الجزيرة، والحقيقة التى أخفاها الفقى فى بيانه، وأدت إلى تلاعب الجزيرة به، تتمثل فى اعتماده على الوعد شفاهة منها بأنها ستمنحه حق إذاعة المباريات دون مغالاة فى السعر، ولم يهتم بالإسراع فى توقيع عقود تضمن له ذلك، وأدى تأخيره إلى أن الكلمة العليا أصبحت بيد الجزيرة، وبالتالى ضياع أمل المصريين فى مشاهدة البطولة لأول مرة فى التاريخ.
لماذا يلعب الفقى باسم نظيف.. حرم المصريين من مشاهدة أمم أنجولا بحجة أن مبلغ 55 مليون جنيه أكبر من أن تتحمله وزارة الإعلام التى أنفقت فى عام واحد حوالى مليار ونصف المليار دون أى فائدة
الإثنين، 11 يناير 2010 03:53 م
أنس الفقى وزير الإعلام