رفض عدد من الخبراء الأمنيين الاتهامات التى شنتها عدد من الصحف الأمريكية على رأسها صحيفة "وول ستريت جورنال" ضد وزارة الداخلية المصرية تتهمها بالتواطؤ مع المسلمين ضد الأقباط، بالرغم من سرعة القبض على الجناة مرتكبى الواقعة، ورغم نفى الداخلية نفسها ذلك، إلا أنها ما زالت تصوب رصاص حبرها ناحية الداخلية.
حاول اليوم السابع وضع تفسير لتلك الحملة والوقوف على أهدافها من خلال آراء خبراء وأمنيين متخصصين.
أكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى، أن رجال الداخلية نجحوا فى القيام بمهامهم المنوطة إليهم عقب الأحداث الأخيرة بنجع حمادى، حيث حاول المغرضون تلفيق التهم لرجال الداخلية، وما تردد انهم تواطؤا مع المسلمين ضد الأقباط لا أساس له من الصحة، لافتا الانتباه أن دور رجال الداخلية فى مثل هذه الحوادث يأتى بعد وقوعها، وذلك بعد تلقيهم بلاغا بها، فلا يعقل أن يتم تعيين رجل أمن على كل مواطن، مشيرا أن رجال الداخلية ضربوا أروع الأمثال فى احتواء الموقف فى حادث نجع حمادى الأخير، وعلى الذين رددوا شائعات سواء من أقباط المهجر أو الصحف الأجنبية مفادها أن الداخلية تواطأت مع المسلمين ضد الأقباط هو كلام مرسل يجب العدول عنه.
وساق فؤاد العديد من الأمثلة القاطعة على أن رجال الأمن كانوا على الحياد ونجحوا فى احتواء الموقف سريعا، حيث تم القبض على مرتكبى الحادث بعد ساعات من وقوعه وواصلوا الليل بالنهار ودخلوا وسط الزراعات وعرّضوا حياتهم للخطر من أجل سلامة الإخوة الأقباط، لدرجة أن أحد رجال الداخلية أنفسهم قد لقى مصرعه خلال هذا الحادث، وأشار فؤاد أن المئات من أبناء الداخلية يستشهدون ويدفعون أرواحهم ثمنا للمحافظة على حياة جميع المصريين سواء مسلمين أو أقباط، فلا يعقل أن يتهمهم أحد بالتواطؤ ضد طرف آخر، حيث إن المجتمع المصرى نسيج واحد بشقيه ـ مسلمين وأقباط ـ ومهمة الداخلية الحفاظ على هذا النسيج وليس تمزيقه.
وتساءل فؤاد عما تردد بأن الداخلية تواطأت مع طرف ضد الآخر، قائلا هل الداخلية هى التى أعطت المتهمين السلاح حتى ينفذوا الحادث ثم ألقت القبض عليهم بعد ذلك؟ وإذا كانت الداخلية قد تواطأت فى هذا الحادث، فمن المسئول عن جميع حوادث الفتن الطائفية التى وقعت قبل ذلك؟ إن الذين يرددون هذا الكلام يستخفون بعقولنا، مشددا على ضرورة تدخل جميع الجهات المعنية لحل هذه الأزمة لأنها لا تقع على عاتق رجال الداخلية بمفردهم.
فيما أشار اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الداخلية يعمل بها المسلم والقبطى، فكيف تتواطأ مع طرف ضد الطرف الآخر، لافتا الانتباه إلى أن تواطؤ الداخلية مع أحد الطرفين يؤدى إلى التضليل والداخلية بعيدة كل البعد عن هذا المسلك.
وأضاف المقرحى أن التميز يؤدى إلى الاحتقان الذى من شأنه أن يقود إلى الاحتقان الذى يؤدى فى النهاية إلى الفساد، حيث تبدأ الخطوات الأولى للإرهاب إلا أن الداخلية تعى ذلك تماما وتحاول جاهدة البعد عنه، مشيرا أن الداخلية لا تميز بين مسلم وقبطى طبقا لأحكام الدستور، وأن أحداث نجع حمادى الأخيرة كان رجال الداخلية يقفون فيها على الحياد فى حين تعرضهم للضرب من الأقباط، إلا أنهم أدوا عملهم بنجاح كبير، مضيفا أن الذين يرددون هذه الشائعات على الداخليهم عليهم أن يرجعوا بذاكرتهم إلى الوراء للبحث عن أسباب الأزمة من جذورها، ومن ثم يقع العبء الأكبر فى حلها على عاتق القيادات الشعبية والتنفيذية، لأن هناك تقصيرا واضحا، مما أدى إلى تفاقم تلك الكارثة ثم ألقوا بالعبء على الداخلية واتهموها بالتواطؤ وكانها هى الشماعة التى نعلق عليها أخطاءنا.
وأشار اللواء محمد عبد الغفار الخبير الأمنى أن الصحف الأجنبية مهمتها ترويج الأفكار الخاطئة فى المنطقة عملا بسياسة "فرق تسد" وما روجته مؤخرا بتواطؤ الداخلية المصرية مع المسلمين ضد الأقباط هو محاولة جديدة من ضمن محاولتهم لتفريق نسيج الشعب المصرى، فلا يعقل أن يتواطأ رجال الداخلية مع أحد مطلقا لأن هذا ليس من صالح الداخلية التى تسعى لاستتباب الأمن، وعلى مروجى هذه الشائعات أن يعلموا أن محافظ قنا هو رجل شرطة من الطراز الأول، حيث نجح فى احتواء الموقف سريعا، كما أن محافظة قنا تحديدا تعانى من العصبيات، ومن ثم يجب على رجال الداخلية أن يأخذوا هذا فى الاعتبار، حيث إن الأهالى لا يقبلون ما يعرف بالمجاملة والتواطؤ والداخلية المصرية تعى ذلك تماما وتعاملت مع الأحداث الأخيرة، بناءً على ذلك فلم يلحظ أحد هذا التواطؤ الذى ردده البعض فلا يوجد إلا فى قواميسهم.
بعد أحداث نجع حمادى..
خبراء يؤكدون وجود جهات هدفها زعزعة الأمن المصرى
الإثنين، 11 يناير 2010 11:32 ص