حنان الشبينى تكتب:السلطة الفضائية.. سلطة خامسة

الإثنين، 11 يناير 2010 12:19 م
حنان الشبينى تكتب:السلطة الفضائية.. سلطة خامسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قيل إن فى حياتنا ثلاث سلطات: التنفيذية، والتشريعية، والقضائية، وأن تلك السلطات أحياناً تعمل ضد مصالحنا، وكثيراً ما تُخترق.

ثم فجأة قالوا إن «الصحافة سلطة رابعة، موضوعة بتصرف المواطنين، بفعل الحس المدنى للإعلام، وشجاعة الصحفيين، من أجل الانتقاد والرفض ومجابهة أخطاء السلطات الأخرى.. أليست صوت من لا صوت له؟"

لم يكد الوضع يستتب بعد للصحافة كـ «سلطة رابعة»، فإذا بسلطة جديدة تبزغ، تبدو أكثر قسوة وشراسة واحتواء، فهل ستقتنع بالموقع الخامس فى سلم النفوذ العالمى؛ أم ستنحو على غيرها من السلطات؟

كثيرون استبقوا الأحداث، وراحوا يبحثون عن سلطة خامسة قبل الآوان، فذهب بعضهم إلى أن تلك السلطة تتمثل فى مؤسسات المجتمع المدنى، حيث ينظم الناس أنفسهم طواعية، غير هادفين إلى الربح، لتحسين شروط الحياة، ومعالجة مشاكل السلطات الأربع، ومساعدة الفئات الأضعف والأكثر تهميشاً، والعمل من أجل المستقبل، بأداء ورؤية وتأثير مستدام، لا يهدف إلى إنقاذ اليوم فى مقابل التضحية بالغد، ولكن إلى تحسين حياتنا فى الحاضر والمستقبل فى آن.

آخرون ذهبوا إلى أن "مؤسسات الدقة العامة"، التى تُنشأ وتُدار من قبل الراشدين من الناس، ولمصلحة مجموع الناس، لتراقب أداء السلطات الأخرى، وفيما رأى كثيرون أن السلطة الخامسة تتمثل فى "النظام الاقتصادى"؛ هذا الأخطبوط العالمى، الذى امتد كالسرطان فى دم فقراء العالم ومهمشيه، ورأس حربته الشركات المتعددة الجنسيات، والمؤسسات الأممية الثلاث: صندوق النقد والبنك الدوليان ومنظمة التجارة العالمية، وآلياتها، التى تستهدف توسيع الفقر لمصلحة تخصيص الغنى وتضخيمه.

ومع تغير وجه الاعلام هذه الأيام.. حالة الانفتاح التى نعيشها واكبت حالة الانتشار وظهور الأقمار الصناعية فأصبحت السموات المفتوحة والنوافذ والأبواب أيضا مفتوحة، تطورات وتكنولوجيا متلاحقة،ومن هنا كان الفضاء متاح لكل المواطنين وما أتاحه الفضاء من حرية رأى وتعبير ليتحول إلى سلطة تتحكم وتشكلك وتقودك.

لكن ما يجعل الفضاء سلطة خامسة بجدارة وتفرد، ومن دون منازع، أنها ليست وسيلة إعلام تخوض المنافسة وتبحث عن الحظوظ، ولا إحدى منظمات المجتمع المدنى تواجه ضعف التمويل وقيود الحكومة وعزوف الناس، ولا حكومة يمكن أن تسقط، أو قضاءً يمكن اختراقه، أو برلماناً يسهل حله، لكنها وسيط وحاضن وملاذ ومُعبر عن كل هؤلاء، ومكمن خطر وعداء يجب الاحتراز منه، ومنجم فرص ومبادرات يجب الحرص عليه فى آن.

الفضاء اليوم هو وسيط اجتماعى عالمى، له سمة الذيوع والاستدامة؛ حيث تُخبأ المعلومات وتُلون وتفضح، وتُمارس الجريمة والعبادة والجنس، وتُكرس السيطرة فى أعتى صورها، وتفرغ من مضمونها أيضاً، ويُدار الاقتصاد والسياسة، وتُخاض الحروب بأنواعها، وتنتعش الحياة الاجتماعية أو تُمتهن وتُستغل أسوأ استغلال.
السلطة الفضائية هى سلطة خامسة، لكننا لا نعرف بالضبط فى أى يد هى، وكيف يمكننا إيقافها أو تهذيبها إن هى جارت علينا وهددت مصيرنا؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة