د. خميس الهلباوى

الوطنية الحقيقية وليست الزائفة

الإثنين، 11 يناير 2010 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أنه فى العقد الحالى من عمر النظام السياسى المصرى، حدثت انفراجة فى حرية إبداء الرأى والتعبير عنه بصراحة وبجرأة لأى مواطن ولكل مواطن، وبالرغم من ثبوت عدم التأثير الإيجابى المباشر على الحكومة كرد فعل لتلك الحرية، وعدم استجابتها لأى نقد "وأتصور أن القيادة السياسية استغرقت طاقتها الرقابية، لانشغالها واكتفائها فى الوقت الحالى بأجندة الأمن القومى المصرى، وعدم تركيزها الكامل على الشئون السياسية الداخلية"، ويتضح هذا من الحركة الأخيرة الخاصة بتغيير وزير التربية والتعليم فقط بوزير آخر جديد، رغم عدم وضوح أسباب التغيير بالرغم من وجود عدد من الوزراء الآخرين الذين توقع الشعب تغييرهم فى نفس الوقت لإهمالهم وأخطائهم من وجهة نظر الشعب المصرى.

أقول إن القيادة السياسة تسمح بمساحة "أكبر من ذى قبل" بحرية التعبير عن الرأى بصراحة، وكنت أتوقع أن تلتزم الأقلام "على الأقل" التى تكتب فى الصحف المستقلة، بمصلحة الشعب المصرى، ومصلحة مصر القومية ومشاكلها الداخلية الحقيقية، أو على الأقل تلتزم الحياد فى إبداء الرأى، فى سياسة مصر فى علاقاتها بالدول والأطراف الخارجية، وهذا لا يعنى أن هناك من الأقلام الوطنية من يلتزم الحياد، ويبحث ويدقق فى مصلحة مصر والشعب المصرى.

ولكن ومع الأسف نجد أقلاماً أخرى لبعض الكتاب ومنهم أساتذة فى الجامعات يسخرون أقلامهم وأفكارهم، لخدمة مصالح الإخوان المسلمين وحماس، على حساب إهانة الشعب المصرى فى كرامته والطعن فى وطنيته، ويسخرون أقلامهم فى قلب الحقائق ومحاربة الشعب المصرى والتآمر عليه، ومحاولة القيام بعملية غسيل مخ لبسطاء هذا الشعب، وقد يقصدون نقد ومهاجمة الحكومة المصرية التى تستحق فى بعض ممارساتها الخاطئة الهجوم والنقد، ولكن ومع الأسف نجدهم يوجهون النقد والإحباط إلى الشعب المصرى مع الحكومة، ويشككون فى ولاء الشعب المصرى لمصر، وكأنهم جنود فى صفوف حماس والإخوان المسلمين، وأغضبنى ما يكتبه بعضهم فى الصحف المستقلة بأن "الوطنية المصرية ليست وطنية حقيقية ولكنها وطنية زائفة"، وكأنهم لم يقرأوا التاريخ، هل هذا معقول؟؟!!، هل الشعب المصرى وطنيته زائفة، وإذا كان الأمر كذلك "جدلاً" بالرغم من حركات الثورة المصرية على مر التاريخ، فهل حماس والإخوان هم من لديهم وطنية حقيقية وليست زائفة، وأى وطنية يقصدون؟!، وطنية الفكرة المجنونة بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وهى فكرة لا يمكن تطبيقها فى الوقت الحالى، حيث لا يوجد فى العالم الإسلامى كله رجل واحد يصلح مسئولاً فى تلك الدولة الوهمية، التى يعلم الله متى سوف يلهم رجالا مؤمنين من نوع سيدنا أبوبكر وعلى وعمر ...الخ، ليتولوا هذا الأمر.

وقد يكون هناك مخطط تتعرض له مصر بالتآمر والهجوم الشرس المجنون للسيطرة على شعب مصر بهدف استخدامه كرأس حربة لتحقيق وهم فكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية العالمية، ولا يهمهم أن تقوم على الإرهاب وسفك الدماء والفساد، ويتضح هذا من بعض الأمثلة، مثل دكتاتورية الإخوان المسلمين الداخلية المعروفة، والتى ظهرت فى انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، والتى لا تقل عن ديكتاتورية الحزب الوطنى، فلماذا يتمتعون بخدش وإهانة السيادة المصرية، والسخرية من الأناشيد الوطنية وأغنية "يا حبيبتى يا مصر"؟، ولماذا تثير حفيظتهم؟!، ويتهمون الوطنية المصرية بالزيف؟!، وبأنه لا يعكس أى حب حقيقى أو انتماء لهذا الوطن؟!.

إنهم يدعون أنهم مسلمون فقط، مع أنهم يعيشون على أرض مصر بلد الأزهر الشريف ويتمتعون بخيراتها، ويظهرون ولاءهم لغيرها، وهل لا يعلمون أن من يتنصل ويتنكر لوطنيته يحرم عليه دينه، "فلا دين لمن لا أمان له"؟، فلا بد أولا من الولاء للوطن وهو مصر، وإلا إذا كانت مصر لا تمثل لهم قيمة، فلماذا يعيشون فيها ويتقاضون مرتباتهم منها كل شهر، ويتمتعون بخيراتها، إن انتقادهم وفلسفتهم فى إنكار وطنية المصريين لو انصبت على الحكومة فقط فقد يقف الشعب إلى جانبهم ويجدون تأييداً من بعض السذج، ولكنهم يخلطون الحابل بالنابل، ونقول لهم لا داعى لازدراء الوطنية المصرية من أجل حماس والإخوان المسلمين.

والمؤكد أن الحملة الإعلامية الرديئة التى يشنونها على كرامة الشعب المصرى، فى كل بهدف زعزعة الأمن القومى المصرى، لن تجدى لأنهم يوجهونها فى اتجاه ضد الوطنية المصرية والولاء لمصر، لأن الحقيقة أن "مصر فوق الجميع" فعلاً رغم أنوفهم، وأنوف أربابهم.

إن قافلة المحافظة على الأمن القومى تسير، أما القوافل العميلة فلا هم لها إلا زعزعة أمن مصر القومى مثل قافلة الإنجليزى الذى لم يكن أبداً تاريخياً ولا منطقياً فى جانب القضية العربية، بعد أن فشلت المحاولات السابقة فى زعزعته خلال الاعتداءات الإسرائيلية على شعب غزة الحقيقى المناضل تحت ظلم حماس، ونقول لهم لا تكرروا أخطاءكم فى حق مصر، وشعب مصر، فمصر وشعب مصر الذى يضحى بحريته وديمقراطيته من أجل الحفاظ على أمنه القومى منذ 1952، لن يسمح للقوافل العميلة والمستأجرة من جنسيات غرست المشاكل فى المنطقة بتنفيذ المخططات المشبوهة لتفريغ غزة من سكانها وضرب أمن مصر القومى.

• دكتوراه فى إدارة الأعمال ورجل أعمال










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة