صرح ضابط رفيع فى الجيش الإسرائيلى وقائد المنطقة الجنوبية سابقا "يونتف ساميا" بأن عملية الرصاص المصبوب على غزة لم تحسم الأمور، ولم تحقق أهدافها، لذا فإن إسرائيل بحاجة لجولة جديدة من القتال أشد شراسة.
وأوضح يونتف خلال لقاء إذاعى مع الإذاعة الإسرائيلية، أن القوات الإسرائيلية بمختلف تشكيلاتها تستغل حالة الهدوء النسبى خلال العام الماضى من أجل التدريبات وإعادة تنظيم صفوفها استعدادا لعملية أخرى.
وقال الضابط الإسرائيلى "أنا لست متفائلا إزاء إخضاع حماس أو تغيير نهجها دون الحاجة لعملية أخرى أشد قسوة من عملية الرصاص المصبوب السابقة، وربما تكون هذه الضربة أكثر تركيزا لتحقيق أهداف على المدى البعيد مثل السيطرة على مناطق معينة فى غزة من اجل إفهام حماس تفهم أنها خسرت هذه المناطق نتيجة تحرشها بإسرائيل"، مضيفا أن هذه العملية ضرورية من أجل تضيق الخناق على حماس بالإضافة للجهود التى تبذلها مصر فى هذا المجال حتى نتمكن من وقف تسلح حماس بالصورايخ التى تصل تل أبيب، على حسب قوله.
وتطرق الجنرال الإسرائيلى فى حديثه الإذاعى الذى بثته الإذاعة صباح اليوم إلى موقف السلطة الفلسطينية فى حال اندلاع حرب جديدة مع غزة، وقال "إن أبو مازن سيجلس بهدوء طالما طلب منه ذلك، وسيدعم عملية ثانية تحصل فى غزة، لكنه سيتوجه للأمم المتحدة وسيطالب بتحقيق جولدستون ثانى، وسيقوم أبو مازن بتمثيل الدور المطلوب منه، لكنه من أعماق قلبه وأنا أعرف بعض أعضاء حركة فتح ليس لدى شك أنهم مسرورون إذا نفذت إسرائيل علمية أخرى ضد حماس".
وأضاف "ربما تلقى حماس لضربة سيؤدى لاستيقاظ خلايا فتح النائمة فى غزة من خلال بعض المساعدات من هنا وهناك, والتى بطبع ستتيحها إسرائيل وستأتى من الضفة نحو قطاع غزة، وبهذا ستتمكن فتح مع إعادة سيطرتها على الضفة و غزة".
وفى نفس السياق أكد مسئولون فى وزارة الدفاع الإسرائيلية لصحيفة جيرزواليم بوست يديعوت أحرانوت، أن الجيش سيحتل محور صلاح الدين على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة الذى يعتبر خط التهريب الرئيس إلى القطاع فى أى صراع مستقبلى مع حماس.
وشدد الضابط الإسرائيلى على أن حماس تهدف من خلال التصعيد مع إسرائيل إلى لفت الأنظار إلى الجدار الفولاذى الذى تقيمه مصر على الحدود مع قطاع غزة، وقال "إن حماس تسيطر على قطاع غزة بإحكام وكذلك تسيطر على جميع الفصائل فى غزة، وهى تستدرج إسرائيل للرد العسكرى حتى يلتفت العالم إلى التصعيد فى غزة وبالتالى تتساهل مصر فى موضوع الجدار"، مضيفا "لدى شعور أن المصريين أخيرا ـ أقول ذلك وأنا أتنفس الصعداء ـ يأخذون قضية بناء الجدار بين مصر وقطاع غزة بمحمل الجد".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر أمنى إسرائيلى تأكيده، أن التصعيد فى قطاع غزة هو تصعيد وقتى لن يصل إلى تدهور الأوضاع، وأن الأوضاع ستهدأ خلال أيام وستعود الأمور إلى طبيعتها، مشددا أن حماس مهتمة بتهدئة المنطقة وبأن الأحداث الأخيرة ناتجة عن الضغط الذى يعيشه قطاع غزة فى ظل بناء الجدار الفولاذى على الحدود بين مصر وغزة، ونشاطات الجيش على الحدود والضربات الجوية لمناطق مختلفة فى القطاع، وتعثر مفاوضات شاليط.
وأوضحت المصادر للصحيفتين الإسرائيليتين أنه تم رسم مخطط هذه العملية، حيث سيتم نشر وحدات على طول الحدود التى يبلغ طولها 14 كلم، علما أن هذه الخطة تم تقديمها إلى حكومة أولمرت قبل عملية الرصاص المصبوب، لكن الحكومة فى ذلك الوقت اعتبرت العملية مكلفة جدا بالنسبة لحياة الجنود.
وشددت المصادر على أن الجيش يدرك أن حركة حماس قامت بتعزيز قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ عقب الحرب الأخيرة وحصلت على صواريخ بعيدة المدى وأخرى مضادة للدروع وتحاول الحصول على صواريخ بحرية لمواجهة البوارج العسكرية فى البحر، لذا تعززت القناعة لدى قيادة الجيش بضرورة وقف تعاظم القوة العسكرية لحماس.
للمزيد أقرا عرض الصحافة الإسرائيلية على الأيقونة الخاصة بها
موضوعات متعلقة
صحف عبرية: الجيش الإسرائيلى يعتزم احتلال الشريط الحدودى بين غزة ومصر.. وخبراء يحذرون من تجاوز كامب ديفيد
إسرائيل تسعى لشن هجوم مسلح على غزة
إسرائيل: يجب ردع حماس بحرب جديدة أشد شراسة
الإثنين، 11 يناير 2010 03:40 م
الجيش الإسرائيلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة