نشرت صحفية هاآرتس الإسرائيلية تقريرا للصحفيين الإسرائيليين عاموس هرئيل وآفى يسيسخروف، جاء فيه أن التوتر الأخير بين كل من مصر وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" سيوثر بشدة على صفقة أطلاق الجندى الأسير لدى الأخيرة "جلعاد شاليط".
وحول الأزمة الأخيرة التى أفتعلها النائب البريطانى "جورج جالاوى" والذى أعلنت القاهرة يوم الجمعة الماضى، أنه شخص غير مرغوب فيه ولن يدخل مصر مجددا قالت الصحيفة إن هذه الخطوة تعتبر من الأخبار القديمة من وجهة نظر إسرائيل، حيث إنه يخفى كرها دفينا لإسرائيل وخاصة بعد أن تم طرده من أراضيها أيضا عام 1970 بعد أن أصدر نداءات حماسية لدعم منظمة التحرير الفلسطينية.
مضيفة أنه منذ ذلك الحين وتصريحاته أصبحت أكثر تطرفا وهو ما يتضح من تأيده الصريح السابق للرئيس العراقى الراحل صدام حسين عند قصفه بالصواريخ لإسرائيل وتأيده القوى أيضا لحركة حماس، مشيرة إلى أن جالاوى بالإضافة إلى أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" التى اتجهت إلى غزة قامت باستفزاز السلطات المصرية بصورة صارخة ولكن القاهرة تعاملت معها بأعصاب من حديد على مدى الأسابيع القليلة الماضية، والتى بلغت ذروتها فى الأيام الأخيرة مع وقوع اشتباكات مع السلطات المصرية فى القاهرة ومدينة العريش.
وقال الصحفيين الإسرائيليين فى تقريرهما إن المصريين تعاملوا مع جالاوى، كما يتعاملون مع وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان عندما تطاول بتصريحاته السابقة على كرامة المصريين والرئيس مبارك، وهو الأمر الذى تكرر مع جالاوى، ولكن هذه المرة فى غزة عندما هاجم الإدارة المصرية عقب وصوله.
وأضافت الصحيفة أنه عقب خروج جالاوى وغلق السلطات المصرية الباب ورائه شن أعضاء من البرلمان المصرى هجوما حدادا عليه لتطاوله على السيادة المصرية وكرامة المصريين فى العديد من شبكات التلفزيون العربية، إلا أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالقاهرة لم ترض بهذا الهجوم وشنت هجوما مضادا ضد الإدارة المصرية فى تعاملها مع قضية قافلة شريان الحياة، مضيفة أن أعضاء جماعة الإخوان فى تركيا أيضا شنوا هجوما مماثلا وروجوا للعديد من المظاهرات المناوئة للنظام المصرى أمام سفارة القاهرة بتركيا مرددين بعبارات مشينة ضد النظام الحاكم المصرى وضد الرئيس مبارك.
وأضافت هاآرتس أن النتيجة لما سبق أن مصر استطاعت أن تفرض كلمتها على حركة حماس والسماح للقافلة، أن تسير وفقا للشروط التى وضعتها، وهو الأمر الذى أغضب القادة فى حماس فى فترة كانت تسعى حماس جاهدة لإظهار انجازاتها كجماعة إسلامية كبيرة.
وقالت الصحيفة أن الأيام الحالية تعد غير مريحة لحركة حماس، فمساء يوم الخميس الماضى أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أن إسرائيل غير مستعدة للنظر فى تقديم تنازلات إضافية فى محادثات تبادل الأسرى، حيث أكد نتانياهو أنه مؤمن إيمانا راسخا بأن العرض الذى قدم إلى حركة حماس عبر الوسيط الألمانى قبل ثلاثة أسابيع هو أفضل عرض سيحصلون عليه.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من كل هذا وقعت فى الأيام الأخيرة أحداث قد تؤثر على سير مباحثات السلام وإتمام الصفقة، حيث شهدت إسرائيل ارتفاعا كبيرا فى أطلاق الصواريخ على أراضيها من قطاع غزة، وردت القوات الجوية بسلسلة من الغارات على أنفاق التهريب ألتى أودت بحياة ثلاثة فلسطينيين، مشيرة إلى أن المخابرات العسكرية تعتقد ان الصواريخ لا يتم أطلقها عبر نشطاء حماس ولكن بواسطة أعضاء من فصائل أصغر تشددا، مضيفة أنه على ما يبدو بسبب حالة التوتر بين حماس ومصر فإن الجهود المبذولة للقضاء تلك الفصائل الصغيرة التى هى أكثر تطرفا من نفسها سيصبح أمرا صعبا للغاية.
وأضافت هاآرتس أن الوسطاء الذين يقومون بنقل رسائل تحذير لكل من إسرائيل ومصر أبدوا تخوفهم من الجمود فى محادثات تبادل الأسرى بسبب استمرار الحصار إلى جانب بناء مصر للجدار الفولاذى على طول الحدود مع رفح الأمر الذى لن يؤدى إلا لمواجهة أوسع نطاقا.
للمزيد أفرا عرض الصحافة الاسرائيلية على الايقونة الخاصة بها
الجدار والحصار يهددان صفقة شاليط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة