فى الوقت الذى طرحت فيه من جديد كل من حادثة ديترويت والهجوم الانتحارى ضد قاعدة السى آى إيه رهان القتال ضد منظمة القاعدة، يستعد المجتمع الدولى للاجتماع مرة أخرى من أجل أفغانستان فى لندن.. إلا أن نجاح هذا المؤتمر الدولى المقرر عقده فى 28 يناير أمر مشكوك فيه، كما ذهبت صحيفة "لوموند" الفرنسية.
تقول الصحيفة إن عملية التحالف الدولى فى أفغانستان تدخل الآن فى عامها التاسع، وأن هذا المؤتمر الدولى المقرر عقده فى لندن يهدف إلى إعادة بناء العلاقات المعقدة على أسس أفضل بين الرئيس الأفغانى حميد كرزاى والحكومات الغربية التى تسعى إلى تحقيق الاستقرار فى بلاده ضد انتشار حركة تمرد طالبان.
إلا أن هناك شكوكا ثقيلة تدور حول نجاح هذا المؤتمر. أولها أن هذا الاجتماع الذى أعلنه رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون فى نوفمبر 2009، وهو فى خضم حملته الانتخابية، يعتبر، وفقا لبعض الخبراء، سابق لأوانه. لاسيما وأن تنفيذ قرار تعزيز القوات الأمريكية الذى اتخذه باراك أوباما قد بدأ لتوه. وهو ما يطرح التساؤل الآتى: "ما الذى يمكن إذا مناقشته بالتحديد فى هذا المؤتمر؟"
ثانيا: هل سيكون الرئيس كرزاى قد شكل حكومته قبل ميعاد المؤتمر؟ وهو أمر فى غاية الأهمية بالنسبة للدول الغربية التى تريد أكثر من أى وقت مضى الحصول على التزاما منه "بحسن إدارة البلاد" ومحاربة "الفساد". خاصة وأن البرلمان الأفغانى قد رفض فى 3 يناير ثلثى الوزراء الذين اقترحهم الرئيس كرزاى. مما جعل الدبلوماسيون يتساءلون ما إذا كان الرئيس الأفغانى سيتخذ من هذا الأمر حجة لتخفيف بعض من الضغوط الغربية عليه.
ومن ثم يظل التحدى الحقيقى أمام حلفاء أفغانستان هو إعادة الشرعية للعلاقات مع الرئيس كرزاى الذى أعيد انتخابه فى ظروف تعم عليها الفوضى، سواء غش فى الجولة الأولى، أو إلغاء الجولة الثانية.
وتشير الصحيفة أنه على الرغم من أن المؤتمرات الدولية الخاصة بأفغانستان تعقد منذ عام 2001 بإيقاع ثابت - واحد فى المتوسط كل عام – غير أن مؤتمر لندن يتميز على وجه الخصوص بأنه يتزامن مع وصول 000 30 جندى أمريكى إضافى بحلول الصيف المقبل، ليصل عدد القوات الدولية فى أفغانستان إلى 130 ألف جنديا.
وتتسائل الصحيفة ما إذا كانت كل من فرنسا وألمانيا ستعلنان عن موقفهما من إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان خلال مؤتمر لندن، خاصة وأن الولايات المتحدة قد طلبت من باريس إرسال 1500 جندى فرنسى إضافى. بيد أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، بحسب بعض المصادر، سيحاول التوصل لحل وسط من خلال إرسال 600 أو 700 جندى.
ولكن فى كل الأحوال يبدو أن باريس تريد فى البداية معرفة النوايا الألمانية قبل أن تستقر على قرارها بهذا الشأن. أما من ناحية ألمانيا، فإن التداعيات السياسية لعملية قصف مدينة قندوز فى سبتمبر 2009 (التى أسفرت عن مقتل أكثر من 140 مدنيا) تؤدى إلى تعقيد المسألة بالنسبة لانجيلا ميركل.
وبصورة أعم، فإن المناقشات التى جرت فى الأشهر الأخيرة حول عدد القوات التى يجب إرسالها تثير المخاوف من أن يتحول الأمر إلى وضع عسكرى تام على حساب إعادة الإعمار وما يمكن أن يترتب عليه من المخاطرة بسقوط ضحايا جدد من المدنيين، خاصة وأن عام 2009 كان بالنسبة للتحالف الدولى فى أفغانستان أكثر الأعوام دموية.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
المؤتمر الدولى مقرر عقده فى لندن 28 يناير الجارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة