محمد حمدى

عيد ميلاد الإنترنت.. والمجاهدين!

الأربعاء، 09 سبتمبر 2009 04:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الثانى من سبتمبر حلت الذكرى الأربعين لميلاد الإنترنت وهو اليوم الذى أطلقت فيه شبكة Arpanet فى عام 1969 حين تم اختبار أول اتصال شبكى بين جهازى كمبيوتر عملاقين فى معهد كلينروك بجامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس. وعبر هذا الاختراع البسيط جدا حسب مقاييسنا الحالية تطورت الاتصالات، ووصلنا إلى ما يعرف الآن بشبكة الإنترنت العالمية.

وإذا جاز لى اختيار أهم اختراعات القرن العشرين على الإطلاق فسأختار بلا شك الإنترنت، لأسباب عديدة لعل على رأسها أنه ألغى المسافات والحدود والفواصل، وقفز فوق الدول والنزاعات السياسية والعسكرية ليخلق أول حالة تواصل عالمية فى تاريخ البشرية.

وبغض النظر عن البريد الإلكترونى الذى يمكن من خلالها إرسال رسالة بين أبعد نقطتين على الأرض فى نفس اللحظة، فإن الإنترنت رغم أنه عالم افتراضى محض لكنه ساهم كثيرا فى إنقاذ العالم الواقعى.. وحياة الملايين من البشر.

أثناء الاحتلال الفرنسى للجزائر قتل المحتلون خمسين ألف جزائرى فى يوم واحد، فى مذبحة لا تتكرر كثيرا، ورغم دمويتها وعنفها وشدة وطأتها لم يعرف العالم عنها شيئا إلا بعد عدة أسابيع.. لكن مع الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة أصبح الخبر يلف العالم فى نفس لحظة وقوعه، بل إن بعض الحروب بثت على الهواء مباشرة عبر الإنترنت والأقمار الصناعية.

ولولا هذه التكنولوجيا المتطورة التى جعلت العالم كله يشاهد جرائم إسرائيل فى حرب غزة لربما ارتفع عدد الشهداء إلى عشرات الآلاف، لكن ثورة المعلومات جعلت الجرائم تكشف لحظة وقوعها مما يؤدى إلى تشكيل رأى عام عالمى مناهض لها ويحد من حركتها ويمارس الضغوط على المجتمع الدولى ليأخذ موقفا.

وبفضل الإنترنت تشكل أكبر واضخم تحالف دولى ضد الحرب على العراق قبل وقوعها فى 2003، وأصبح الإنترنت أحد أدوات الدعوة للمظاهرات المناهضة للحرب، وهى المظاهرات التى أصبحت تعرف بالمليونية لأن عدد المشاركين فى كل تظاهرة من سيدنى إلى الدار البيضاء وغيرها من العواصم العالمية والعربية فاق المليون محتج.

فى نفس الوقت لعبت شبكة الإنترنت دورا كبيرا فى القضاء على الجمود السياسى الذى عاشته مصر طويلا، بل يمكن القول إن المدونات والمجموعات على الفيس بوك والمواقع الإلكترونية للجماعات الاحتجاجية، كانت السبب فى إطلاق حالة من حرية التعبير والدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة للديمقراطية غير مسبوقة فى مصر ولم يعد ممكنا الاقتراب منها بل إن أى حكومة ليس فى مصر وحدها وإنما فى كل أنحاء العالم أصبحت تخشى ثورات الإنترنت.

أنا شخصيا تعرفت على الكمبيوتر فى عام 1994، حين اشتريت أول جهاز شخصى ولم أكن أعرف عنه شيئا على الإطلاق وحين انصرف المهندس الذى شغله لم أعرف كيفية وقف هذا الجهاز العجيب. ولما أعيانى التفكير نزعت الفيشة من الكهرباء!
بعد ذلك أصبح هذا الجهاز العجيب، يعتبر أثرا الآن، أهم أدواتى فى الحصول على المعرفة والتواصل مع المصادر والناس من مختلف أنحاء العالم.

وحين كنت أتابع بشكل يومى قضية الإسلام السياسى كان البريد الإلكترونى هو وسيلة التواصل مع الكثير من قادة الجماعة الإسلامية والجهاد وبعض القاعدة، قبل أن تبدأ الحرب الأمريكية على الإرهاب ويصبح التواصل الشخصى مع الهاربين عملية فى غاية الصعوبة والتعقيد.. ولم يبق سوى متابعة بعض المواقع التى تنشر أخبارهم. وعوضا عن ذلك أصبح لدى سيل يومى من تعليقات الأخوة المجاهدين على المواقع الإلكترونية على الإنترنت!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة