على درويش

حب الرسول

الثلاثاء، 08 سبتمبر 2009 11:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لسيدنا عمر رضى الله عنه لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله و رسوله أحب إليه من نفسه التى بين جنبيه، فقد كان يوجهه إلى الطريق المثلى والوحيدة للوصول إلى أسمى الدرجات فى العبادة وفى شئون الدنيا والوصول إلى الإيمان الكامل. وعندما أقر سيدنا عمر بعد تردد لبرهة بأنه يحب رسول الله أكثر من نفسه، عندئذ قال له سيد الأولين والآخرين " الآن اكتمل إيمانك يا عمر".

إن الذى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اختار أن يحب الكمال فى كل شىء وقد اختار النموذج البشرى الذى يحقق السعادة المادية والمعنوية والروحية، كما أنه اختار النور فى السلوك الدنيوى والسمو التعبدى واختار العبودية الكاملة لله رب العالمين.

إن الذى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بدأ غسيل قلبه بالماء والثلج والبرد استعدادا للتلقى وللاستقبال من العالم العلوى النورانى ولجلاء بصيرة هذا القلب ليرى ما لا تراه العيون وبدأ تطهير بدنه من الذنوب ومن المعاصى وبدأ مسيرة القرب من رب الوجود كله الله سبحانه وتعالى.

إن الذى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أحب القرآن والذى يحب القران فقد أحب كلام الله والذى يحب كلام الله يمنحه الله تقدس اسمه وتقدست ذاته فهم كلامه القدسى، ومن فهم أدرك ثم اتجه نحو الكمال لما فى هذا الكلام القدسى من أسرار
ومعان نورانية ربانية كمالية.

من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبحت له قبلة واحدة فلا يتوه ولا يضل ولا يزوغ بصره ولا تطمس بصيرته.. يقف فى قبلته وهو يتحرك فى الحياة ويناجى ربه وهو فيها ويتلقى وهو فى داخلها فتحيط به دوائر الخير والنور فتحميه من أهل الشر والأشرار ويجذب إليه الأخيار وتتنزل عليه الأنوار.

من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أحب الجمال فى كل صوره المادى
والروحانى والدنيوى والأخروى دون إسفاف أو سقوط أو ميل نحو الضحالة فى النظر أو الفكر أو التعامل. فالمحب للجمال المحمدى يصوم عن القبح فى القول
والعمل وحتى فى الخيال أنه لا يقوى على أن يطلق خياله إلا فى ما يرضى الله سبحانه وتعالى.
من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع بينه وبين الشيطان سدا كبيرا من العبادات والطاعات والالتزام الفكرى والسلوكى، بحيث ييأس الشيطان منه ويبتعد عنه وهو يعوى مبتعدا من حزنه وخزيه. إن المحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم يهزم الشر فى كل صوره ويرفض مفرداته اللغوية والفكرية والسلوكية والوجدانية.
وبالتدريج بتحول من نقطه نور ليصبح شلالا من النور يضىء لغيره طريقا إلى الله دون كلمه ولكن بالقلب العاشق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة