تملك شمال سيناء مؤهلات كبيرة تجعل منها قبلة للسائحين فى حالة حسن استغلال الآثار الموجودة بها من العصور المختلفة، كما تملك إمكانيات متنوعة لتحويل المحافظة إلى هدف لرحلات السياح وهواة سياحة الآثار ومع ذلك تكاد تكون سياحة الآثار منعدمة فى سيناء.
اليوم السابع التقى د.محمد عبد السميع مدير عام آثار شمال سيناء، والذى أكد أن مافيا الأراضى باتت المهدد الرئيسى للآثار من خلال التحايل لزراعة الأراضى الأثرية والمتاجرة بها رغم عدم إدراجها ضمن زمام ترعة السلام لكونها مناطق أثرية، وذلك فى نطاق مركز ومدينة القنطرة شرق قرب قناة السويس، مؤكدا أن الهيئة تتصدى لذلك بكل قوة، خاصة أن مدينة القنطرة شرق غرب سيناء تسبح على جبانة أثرية رومانية حتى الآن، وقال عبد السميع إن هناك 11 قلعة ممتدة من القنطرة حتى رفح لحماية مصر من الشرق بالإضافة لإمداد الجنود بالعتاد وقال إن الاكتشافات الحالية عبارة عن أجزاء من الجدران أحيانا تغطيها الأتربة وليس قلاعا كاملة كما يتصور البعض مشيرا لأهمية مواصلة اكتشاف القلاع الأثرية الهامة وإحياء طريق العائلة المقدسة.
وأضاف أن إسرائيل قامت بتدمير مناطق أثرية فى سيناء ورصفت بمادتها بعض الطرق ومهدتها داخل سيناء فى منطقة بلوزيوم حيث هدمت حمامات أثرية رومانية بقلعة كانت تحوى داخلها المخازن المركزية للمؤن اكتشفت العام الماضى على بعد قرابة 30 كيلو شرق قناة السويس وتحوى واحدة من أهم 5 كنائس فى العالم الكنيسة الدائرية وهى القلعة التى صمدت أمام حصار القائد الإسلامى عمرو بن العاص شهرين خلال فتح مصر فى القرن الرابع الميلادى وتسعى مصر لتحويلها لمزار سياحى عالمى.
وقال بالإضافة إلى قيامها بهدم قلعة أثرية أخرى فى منطقة تل أبو صيفى على بعد 2 كيلو شرق قناة السويس وحولتها لنقطة حربية وحفرت تحتها الخنادق والمنطقة تعرف باسم سيلا الرومانية وتم الكشف فيه عن قلعتين من العصرين الرومانى والبطلمى وما زالت أعمال الحفاير مستمرة لاكتشاف الباقى
وأضاف أن العديد من الجامعات الأجنبية شاركت فى أعمال الحفائر منها السوربون بفرنسا وكشفت بعثتها عن عدة آثار متنوعة من العصور المختلفة والتى استخدمت فى أكثر من عصر وجامعة ترنت البريطانية وبيونس آيريس الأرجنتينية ومعاهد سويسرا وفرنسا وبولندا للآثار.
وأوضح مدير عام الآثار أن لدينا فى سيناء مركز علمى أنشأ 1995 يستوعب 100 دارس على بعد 2 كيلو من شرق القناة وأن ما يقوم به أولا أعمال تدريب على الحفاير والرسم المعمارى والرسم الأثرى والمساحة والأملاك والتدريب فى المواقع الأثرية تم تدريب قرابة 1000 دارس و300 أثرى وسبق أن عقد اجتماع للمجلس الأعلى للآثار به وفقا لبروتوكول تعاون بين المجلس القومى للآثار وجامعة القاهرة ومؤخرا تم الكشف عن عدة قلاع هامة تحت إشراف د.محمد عبد المقصود مدير عام أثار الوجه البحرى والقناة وبدعم من وزارة الثقافة المصرية على رأسها الفنان الوزير فاروق حسنى ود.زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار.
وقال د.محمد عبد السميع إننا عرفنا من النقوش على معبد الكرنك أن مدينة ثارو كان بها اثنان من التحصينات الدفاعية يقع نهر النيل فيما بينهما وكان الفراعنة يعبرون سيناء فى أحيان كثيرة ليقاتلوا الحيثيين والحضارات الأخرى فى منطقة تشمل الآن فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق واستخدمت المدينة لحماية مصر وكبوابة إلى الدلتا. المجاورة التى كانت مركزا تجاريا رئيسيا ويحتوى الموقع على رفات بشرية ولتماسيح وبقايا أعمدة معبد وأوان فخارية محطمة.
وقال مدير عام آثار شمال سيناء إن الفرنسى فريدناند دى ليسيبس اكتشف حجرا كبيرا منقوشا فى هذه المنطقة خلال عمليات حفر قناة السويس فى الخمسينات من القرن التاسع عشر وقام بتحويل مسار القناة ليحافظ على الموقع "إلا أنه لم يذكر أن هذا النقش مهمل الآن بمدينة الإسماعيلية وعلية يكتب الأطفال فى الشوارع ويعانى من الإهمال".
الجدير بالذكر أن مصر تغاضت بسهولة عن الأمر وطالبت إسرائيل فقط باسترداد قطع الآثار التى سرقتها خلال احتلال سيناء ولم يعد منها إلا 3500 قطعة فقط رغم إنها استولت على ضعف العدد تقريبا مخزنة حاليا بالمخزن المتحفى بالقنطرة شرق ومنها بعض القطع تعرض فى متحف العريش القومى.
وفى الإطار نفسه اعتمد المجلس الأعلى للآثار6 ملايين جنيه لتطوير قلعة العريش حيث تعتبر قلعة العريش من أشهر معالم العريش الأثرية وتقع بجوار سوق الخميس بالعريش وتحولت لمقلب قمامة عمومى وبداخلها بئر وحديقة ومساكن الجنود وشهدت القلعة أحداثا تاريخية هامة كمعاهدة العريش 1800 ميلادية بين الأتراك والحملة الفرنسية.
كانت القلعة الفرعونية مستطيلة الشكل طول ضلعيها الشرقى والغربى نحو 75 متراً وطول الضلعين الشمالى والجنوبى نحو 85 متراً وطول ارتفاع السور ثمانية أمتار وفى كل ركن من الأركان الأربعة برج للمدافع، فى أسفله قبو لتخزين الذخيرة والقنابل، وبناء القلعة بالحجر الرملى الصلب وكان يحيط بها خندق متسع وكانت تقع على تل مرتفع وكان لها باب كبير بقنطرة مصفح بالحديد الصلب ارتفاعه 5 أمتار وعرضه 3.5 متر. وتقع "قلعة العريش" على قمة هضبة مرتفعة جنوب غرب العريش.
وقد اختير موقعها بشكل يتواءم وحماية طريق الحرب والتجارة الشمالى، كما أنها كانت تؤدى وظيفة إدارة شئون العريش القديمة الملاصقة لها.. والقلعة فرعونية الأصل وكانت توجد بها نقوش مصرية قديمة، وأعيد تجديدها وترميمها خلال العصور التاريخية المختلفة وكان أهم هذه التجديدات ما قام به السلطان التركى سليمان القانونى (1560 م – 968 هـ) لذا ينسب له – خطأ – بناؤها وبقى من القلعة الآن سور مربع ارتفاعه نحو 8 أمتار واعتمد الأتراك عليها كثيراً فى حروبهم قبل أن تطولها يد الإهمال.
وفى سيناء العديد من القلاع الهامة منها قاطية والطينة ونخل والمغارة ولحفن والزرانيق بخلاف قلاع جنوب سيناء.
مدير آثار شمال سيناء: نسعى لإحياء طريق العائلة المقدسة
الإثنين، 07 سبتمبر 2009 10:39 ص