"أبدية خالصة" هو عنوان الرواية الصادرة حديثا عن دار العين للنشر للكاتب المغربى علال بورقية. وترصد الرواية قصة المهاجر المغربى سمير الحفراوى الذى هاجر إلى بروكسل ويعيش فيها حياة صعبة، تجبره وقائعها على الانتحار.
يقول الناقد المغربى محمد برادة عن هذه الرواية: يستحضر السارد سمير الحفراوى شخصيات ووقائع من حياته فى مدينة "طنجة" أيام الطفولة، ثم بعد هجرته إلى بلجيكا طلبا للعمل وتقلبه بين مهن شتى، حياة صعبة مليئة بالمغامرات العاطفية والجنسية، غير أن الشعور بالوحدة يطارده فيلجأ إلى القراءة ومشاهدة الأفلام والتفكير فى حبيبته "وحيدة" التى انفصلت عنه.
ويشير برادة إلى أن بورقية يحكى وفق منطق الحلم، من دون مراعاة التسلسل الزمنى، وعبر مشاهد وتذكرات تتداعى إلى خاطر السارد بواسطة الاستطراد والاستيهام، فيتحول النص من سرد واقعى إلى نص مفتوح على الفانتستيك واستبطان الذات.
ويقول برادة: يمكن القول إن أبدية خالصة هى لحظة مواجهة مع الحياة فى بلد الغربة، إذ طالما انتظر سمير أن تمنحه حياة المهجر ما كان يصبو إليه من استقرار ورغد، لكنه يجد نفسه فى نهاية المطاف محشورا وسط جيران وأناس يزجون الوقت فى الشرب والرقص "للامنانة القوادة وابنتها فريدة، ماغى الجارة التى شبع من مضاجعتها".
ويضيف برادة أن المحبوبة التى تعلق قلبه بها "وحيدة" فقد بعدت وأصبحت حبا مستحيلا، لكن سمير يعانق الكتابة لاقتناص لحظة أبدية قد تنقذ حياته من الابتذال والضياع، فهو يواجه الوحدة والعزلة والخيبة بالكتابة عن تلك اللحظات المميزة التى تظل رغم كل شئ لابد فى الأعماق لا يطاولها صدأ الزمن الفانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة