حذر السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية وسفير فلسطين السابق، من الخطر الذى تواجهه القضية الفلسطينية واللحظات الحرجة التى يعيشها الأقصى، بسبب تصاعد مخططاتٍ التهويد للقدس ومحو آثارها الإنسانية، واقتلاع سكانها الأصليين عبر هدم 8 آلاف و500 منزل بالقدس الشرقية، والذين تُهدم منازلهم ينصبون خيامًا للإقامة بها تمسكًا بحقِّهم فى المدينة المقدسية.
جاء ذلك خلال احتفالية اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين لاختيار القدس عاصمة الثقافة العربية مساء أمس السبت، وكشف صبيح أنه تمت إقامة جدار عازل حول المدينة بطول 127 كم ويُسمَّى جدار كوثال، يُخرج أحياء عربية بأكملها من القدس إلى خارجها، كما أن هناك حاخامًا يهوديًّا يُدعى ميسكوفيتش، تبرَّع بمليار دولار لتنفيذ مخطط التهويد، كما لفت إلى الضرائب الباهظة التى تفرض على السكان العرب الأصليين والتضييق عليهم فى المسكن.
حيث حمَّل مفكرون وفنانون وسياسيون الأنظمة العربية مسئولية تنفيذ المخطط الصهيونى لتهويد المدينة المقدسة، متهمين دوائر علمية وبحثية بتجاهل تاريخ القدس.
وبدأت الاحتفالية بإلقاء الفنان محمود ياسين 3 قصائد حول القدس، حملت أغلبها هجومًا على تخاذل الأنظمة، ومنها ما جاء فى قصيدة "ماذا تبقى من أرض الأنبياء" لفاروق جويدة، "والدهر يرسم صورة العجز المهين لأمة.. خرجت من التاريخ.. واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء.. فى عينها اختلطت.. دماء الناس والأيام والأشلاء.. سكنت كهوف الضعف.. واسترخت على الأوهام".
فيما انتقد د.حسام عقل أستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس تجاهل الدوائر العلمية والبحثية فى مختلف الدول العربية لتدريس تراث القدس، وألمح إلى أن هناك دراسةً تؤكد أن المدينة عربية لحمًا ودمًا، وأنه منذ احتلالها خرجت أصوات مقاومة فى صورة دواوين شعرية تدعو للاحتجاج والمقاومة، وبالفعل كان لها أثر معنوى كبير فى نفوس المقاومين، إلا أنها قوبلت بتجاهل من قِبل مؤسسات العرب البحثية والعلمية.
وقال "لسنا أقل وطنيةً من الحاخام توماسان بلاس الذى قال "القدس أثمن عندى من السلام"، مشيراً إلى أن الرهان الآن ليس على الحكام، ولكن على الطفل الذى يعيش مغبرًا بتراب المدينة المقدسة حاملاً بيده حجارة التحرير.
واتهم عبد القادر ياسين المفكر الفلسطينى الحكام العرب بالتواطؤ فى تهويد القدس، مشيرًا إلى أن العرب جميعًا خصصوا 4 ملايين دولار لوقف تهويد القدس، بينما خصص الكيان الصهيونى ملياراً و100 مليون دولار لتهويد المدينة المقدسة منها 38 مليون دولار من حاخام يهودى فقط.