بات دفن أى مسلم يتوفى فى فرنسا مشكلة حقيقية لعائلته وذويه، حيث أصبحت المدافن المخصصة للمسلمين فى باريس مكتظة للغاية.
نشرت صحيفة "ليبراسيون" مقالا تلقى فيه الضوء على اليأس الذى بدأ يعترى الأسر المسلمة فى فرنسا بسبب الصعوبات التى يواجهونها فى دفن ذويهم لندرة المدافن الإسلامية.
من جانبها، تأخذ بلدية باريس، التى أوجدت مؤخرا مكانا يضم 128 مدفنا للمسلمين، هذه المشكلة على محمل الجد، والتى توضح الجانب القانونى لها قائلة: "إن العمل على إيجاد أماكن مخصصة لدفن المسلمين فى المقابر الفرنسية أمر لا يسنه القانون الفرنسى، لا سيما وأن أماكن الدفن تتبع قانون 1905 الذى يفصل بين الكنيسة والدولة.
ومن ثم فإن المدينة ليست ملزمة بتخصيص عدد من الأماكن لدفن الموتى من الديانة الإسلامية فى المقابر الفرنسية، وأن تقوم المدينة بمحاولة الحصول على أماكن لهم هو مجرد نوع من التسامح الذى تقدمه لهم، ومع ذلك، فإننا ندرك أن المسلمين يواجهون مشكلة حقيقة فى إيجاد مكان مخصص لهم فى بعض مقابر المدينة".
ويقول عز الدين جاسى، رئيس المجلس الإقليمى للديانة الإسلامية فى منطقة رون ألب بفرنسا: "نحن لا نطلب أن يكون هناك مربع مخصص للمسلمين فى كل مقبرة من مقابر فرنسا، ولكن فى الوقت ذاته فإن وجود 70 مربعا فقط- يقع نصفها فى إيل دى فرنس- فى حين أن مسلمى فرنسا يقدرون بنحو 5 ملايين شخص لهو أمر غير كاف بالمرة".
ومن أجل حل هذه المشكلة، طرحت باريس فكرة تأجير أماكن الدفن لمدة عشر أو خمس عشرة أو ثلاثين سنة. الأمر الذى يخشاه بعض المسلمين بشدة، خوفا من أن يتم حرق عظامهم بعد انتهاء مدة الاستئجار، وهو ما يحرمه القرآن الكريم.
وتضيف الصحيفة أن المسلمين ليسوا وحدهم من يعانى من مشكلة إيجاد أماكن مخصصة لهم لدفن أقاربهم، بل يهود فرنسا أيضا.
فقد اضطرت ندرة المقابر المخصصة لدفن الموتى من الديانة اليهودية أهالى الميت سواء إلى قبول الدفن فى مقابر مختلطة مع متوفين من ديانات أخرى، أو إلى حرق جثة الميت ومنح إيجار المقبرة إلى عائلة ميت أخرى، وهو الأمر الذى يخالف التقاليد اليهودية.
وقد وصلت عدد جثث يهود فرنسا الذين يتم حرقهم إلى 1000 سنويا، الأمر الذى بات مصدر قلق حقيقى بالنسبة لهم.
المشكلة الأخرى والخاصة بتقاليد الطائفة اليهودية فى فرنسا تتعلق بمبدأ أنه من أجل أن يتم حرق جثة متوف يهودى فى باريس، لابد وأن يكون قد عاش فى باريس أو مات فيها وليس فى أى مدينة أو مقاطعة فرنسية أخرى، ومن ثم تلجأ بعض العائلات اليهودية الآن إلى استخدام استعارة أسماء أخرى ليتمكنوا من دفن أقاربهم الذين يعيشون فى مدن أخرى فى باريس.
وكانت نتيجة هذه الصعوبات أن حوالى 10% من اليهود الذين يموتون فى العاصمة الفرنسية يتم إرسال جثثهم من الآن فصاعدا إلى إسرائيل، وهذه النسبة فى زيادة مستمرة، وفقا لقنصلية إسرائيل فى فرنسا.
المزيد من العائلات اليهودية الذين يخفقون فى بحثهم عن أماكن فى ساحة الكنيسة، اتصل مجلس كنيسى المركزية لطلب المساعدة "يجب أن نعلم أن اليهودية هى جميلة تقييدا من حيث دفن"، كما يقول جاك ايف بوهبوت، ويجب أن يتم دفن الجسد فى الموت والحرق ممنوع، ومع ذلك، بسبب عدم وجود اليهود فى الفضاء مربع، وبعض المنظمات اليهودية هى بداية للتحمل والحرق ".
ليبراسيون: المسلمون بفرنسا لا يجدون مقابر لدفن ذويهم
الأحد، 06 سبتمبر 2009 08:24 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة