محمد حمدى

تديين الكرة.. بركة رمضان.. وعدالة السماء!

الأحد، 06 سبتمبر 2009 09:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كأس العالم فى إيطاليا عام 1990 نزلت عدالة السماء على ستاد باليرمو، حينما احتسب الحكم ركلة جزاء فى الدقيقة التاسعة والثمانين من عمر مبارة مصر وهولندا، سجل منها مجدى عبد الغنى هدف التعادل فصرخ المعلق ـ أظن أنه محمود بكر ـ قائلا عدالة السماء نزلت على ستاد باليرمو.

أمس حينما فاز المنتخب المصرى على رواندا فى كيجالى فى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، قالت صحيفة الجمهورية "ببركة رمضان منتخبنا كسبان"، وخلال بطولة كأس الأمم الأفريقية غانا 2008 أطلق الإعلام على الفريق المصرى منتخب الساجدين لأن اللاعبين يسجدون شكرا لله بعد كل هدف، وعقب نهاية كل مباراة.

أيضا نحن انشغلنا منذ بداية رمضان حتى أمس مع فتوى إفطار اللاعبين وهل نأخذ بفتوى الأوقاف التى تبيح إفطارهم لأنهم يؤدون عملا بأجر ويجب على اللاعبين عدم الصوم إذا أمرهم رب عملهم بذلك للقيام بالعمل؟.. وحين هاجت الدنيا على هذه الفتوى واعترض عليها الكثيرون، صدرت فتوى أخرى بجواز الإفطار لأن اللاعبين فى رواندا على سفر.. ولهم حق الإفطار والله يحب أن تؤتى رخصه.

والحقيقة أن عدالة السماء لم تهبط على باليرمو، وإنما عرقل المدافع الهولندى كومان حسام حسن، واحتسبت ركلة جزاء أحرز منها مجدى عبد الغنى هدفا.. ولا نحن كسبنا رواندا ببركة رمضان وإنما بهدف أحمد حسن وبعد نزول محمد بركات الذى غير شكل المنتخب وأعاد الاتزان والفاعلية الهجومية للفريق.

المشكلة أننا أصبحنا نخضع أى شىء فى الحياة للدين حتى الرياضة، البعض يصلى قبل المباراة حتى يكتب الله لنا النصر.. وملايين المصريين يدعون الله أن يمن على فريقهم بالنصر فى المباريات الدولية، فماذا مثلا إذا لعبنا مع السعودية أو أى بلد إسلامى آخر ممن يدعون أيضا لفريقهم ويصلون حتى يفوز بمبارياته؟

الرياضة لا تعتمد على الدعاء والصلاة وإنما على العلم والتخطيط والموهبة والإدارة.. لعبة مثل كرة القدم لها عناصر ثابتة: لياقة بدنية عالية.. توزيع الأحمال البدنية على المباريات.. مهارات أساسية ومميزة فى معظم أعضاء الفريق.. مدرب له وعى خططى يقرأ منافسيه ويعرف كيف يلاعبهم.. ويعرف فى الوقت نفسه كيف يصهر إمكانات لاعبيه الفردية لصالح الفريق.. وأشياء أخرى عديدة ليس من بينها الدين والصلاة والدعاء.. وإلا فليقل لنا أحد لماذا لم تفز ولا دولة مسلمة بكأس العالم لكرة القدم.. أو فى أية لعبة جماعية أخرى؟

فلنضع كرة القدم فى مكانها رياضة جميلة وهى الأكثر الشعبية فى كل أنحاء العالم، لا أكثر ولا أقل.. وليس لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد.. ولا عدالة السماء تتدخل من أجل فريق رياضى فى مباراة رياضية.. ولا رمضان له أية بركة على فريق كرة قدم حتى ولو كنا ندعو الله.. أو لعب اللاعبون المبارة وهم صائمون وموحدون.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة