على السيد

بين بكرى وعز.. عبدالله كمال

الأحد، 06 سبتمبر 2009 12:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بنفس غاضبة يستقبل أحمد عز بلواه الكبيرة، فالرجل يفعل كل شىء كى يظهر بصورة حسنة.. يتحدث فى التليفزيونات، يخطب فى مجلس الشعب، يوقف قوانين ويعدل غيرها «قانون الرسوم القضائية، أو الاحتكار.. مثلاً»، يحرك بسبابته جموع الأغلبية، يجمعهم بإشارة ويفرقهم بنظرة، ومع ذلك حصل على لقب أكثر النواب سلبية فى استفتاء رسمى، انفرد بنشر ملامحه موقع «اليوم السابع»، الاستطلاع أكد أن مصطفى بكرى أكثر النواب الذين لهم تأثير إيجابى فى جلسات مجلس الشعب خلال الفترة الماضية، بينما النائب أحمد عز أكثر النواب الذين لهم دور سلبى فى المجلس.

مؤكد أن عز لم يتوقع هذه الضربة القاصمة لطموحاته السياسية، ومؤكد أن هناك من يزين له الواقع ويزيف له الحقيقة، فيكفى أن يشيد به عبدالله كمال فى صحيفته المؤجرة «من الباطن» حتى يكرهه القاصى والدانى، يكفى أن يقول فيه كلمة إشادة كى نشتم رائحة غير طيبة، يكفى أن يضع أقواله عناوين رئيسية للصحيفة، حتى نعرف أن طبخة فاسدة استوت على نار شيطانية، يكفى أن يكون معبراً عنه حتى ندرك أن الرجل لا يعمل إلا لوجه أحلامه وطموحاته الجهنمية.

أما بكرى فمن أمامه تقف معاركه واستجواباته، وخلفه مئات من الصحفيين المصدقين لأعماله والمروجين لها بلا أجر أو عطايا، فبكرى لا يملك أن يمنح أحدهم صحيفة، فضلاً عن بشر بلا عدد يثقون فى نبل مقصده، وصدق هدفه، ونخبة تحترم أداءه المنضبط وغير الغوغائى ودأبه الشديد، رغم أنه يجابه جيشاً منظماً من الفاسدين، أصحاب الحظوة والمال، وأرباب النفوذ والقوة.

هذا مصطفى بكرى الصحفى، الذى قادته كلماته إلى السجون، وهذا أحمد عز مالك الحديد الأول فى مصر، الذى تبوأ على أطنانه موقعه الحزبى والبرلمانى. لكل منهما مكانته ودوره، لكن الذى يفرق بينهما ويحكم عليهما هو الشارع، وللشارع عيونه، وإن حجبوا عنه الرؤية يستفتى قلبه، وإن قطعوا شرايينه يشير برموشه قبل أن يغلق عينيه. الفارق بين بكرى وعز أن الأول يروج له الشارع، والثانى يروج له عبدالله كمال، الأول يصدقه الناس دون وسيط والثانى يطالب عبدالله كمال بتصديقه. فمن الذى سيختاره الناس باعتباره الأفضل والأصدق، من يعرفونه بأنفسهم، أم من يعرّفهم عليه شخص تقوس ظهره من شدة الانحناء، واعوج لسانه من سب الشرفاء، وذم النبلاء؟!

الاستفتاء الذى غضبت من نشره الحكومة، وفتحت فيه تحقيقاً سبق للدكتور فتحى سرور أن قال مثله فى حوار مع لميس الحديدى مقدمة برنامج «فيش وتشبيه» على شاشة القناة الأولى، إذ أكد أن أفضل استجواب للدورات الأربع السابقة قدمه النائب مصطفى بكرى وأشاد بأدائه فى المجلس، وكان بكرى قد أثار العديد من القضايا المهمة والخطيرة داخل البرلمان، وتمت مناقشتها سواء عن طريق الاستجوابات أو طلبات الإحاطة أو البيانات العاجلة، «خذ قضية القمح الفاسد كمثال».

النشاز والتنافر، مظهران ضد الوجود والنجاح، والناس عندما تكتشف شخصا معوجا تكره كل ما يأتى منه، لأنه يظن نفسه القادر دوما على رسم صورة ملونة تبهر الناس وتخدعهم فيصدقونها، بينما الذى صدقها فقط هو خياله الذليل، فالناس لا تنخدع بسهولة ولا تنطلى عليها ألاعيب الحواة.. صحيح هناك نجوم تُصنع من عدم، لكنها تسقط أيضا فى قاع العدم.
عن المصرى اليوم






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة