للفن أثر قوى على تقدم البشريه غالبا نراها مصاحبة لأى تقدم يحققه الإنسان. الفنان هو فى الواقع مصدر إلهام لأصحاب المشاريع المنتجة التى تخدم حياة البشر؛ فلمسات الفنان تعيش معنا فى كل مكان بداية من المنزل، الذى صممه المعمارى، واللوحات الفنية التى تزين جدرانه والتى أبدعتها ريشة فنان من تناسق وتناغم فى الألوان، وأيضا ديكورات المنزل لها أصول وفنون لا حصر لها، و مفروشات مزينه بألوان ونماذج تسر العيون، وتصميم الحدائق و الطرق كل ما يحيط بنا وراءه فنان. حتى السيارات بأشكالها وأحجامها وخطوطها الانسيابية التى تلائم ذوق العصر، والشوارع التى تزين بالمصابيح والتماثيل والجداريات والعمارة الخلابة، وحتى وصفات الطعام فهى أيضا إبداع فنانة أو فنان .
إن تاريخ الفن مرتبط بتاريخ البشريه؛ فالإنسان يعبر بأدوات تعبيرية مختلفة عن مشاعره وبها يعبر عن تاريخه الخاص وهو أيضا بمثابة مرآة لتاريخ عصره، و من الوسائل الفنية المعروفة لعالمنا الحديث منها الموسيقى، الرسم، الشعر، النثر، البالية، الأوبرا، الأفلام ، المسرحيات والغناء، والإنسان الذى لا يحترف مهنة الفن لا يستطيع مقاومة تعبير ما بداخله من خلال هذه الوسائل التعبيرية وحيدا أو بين أصدقائه وعائلته؛ فالإنسان بطبيعته لا يستطيع أن يعيش بدون هذه الفنون لأنها تجدد من طاقته لمواجهة الحياة من مسئوليات ومصاعب.
فالفنون هى المرفأ الذى يسكن إليه الإنسان المتعب بعد جهد عمل يوم طويل لينعم بلحظات من الراحة والهدوء، حتى الأطفال الرضع تسكن روحهم بسماع الموسيقى الهادئة.
إن الشعوب المتحضرة تهتم بالفنون وتعمل على تقديم أعمال الفنانين وتستعين بهم فى جميع المجالات يكثر بها أعمال النقاد الذين هم بمثابة المراقبين على أن يسير العمل الفنى فى المسار الجاد الذى يحترم عقل الإنسان وذوقه الرفيع .
فالفن هو خلاصة الإبداع الإنسانى والإبداع الإنسانى لا يظهر بدون الحرية والإخلاص الروحانى، فالفن هو ما يصل إلى الروح والقلب و كل ما لا يؤثر على الروح لا يستمر ويصنف كعمل فنى متواضع القيمه.
فالفنان,ن المشهور,ن يشتهرون بسبب إبداعهم وأسلوبهم الفريد فى العمل، فأعمالهم هى التى تدهش المتلقى وتؤثر روحه وقلبه حتى الأعمال التى تمت منذ آلاف السنين بإخلاص ومحبة لا تزال تسر المتلقى وتدهشه.
الفنان يستمد طاقته الروحانية من الله سبحانه و تعالى يلجأ إليه ينظر إلى خلقه فخلق الله يدهش الفنان كل لحظه وعندما يبدأ الفنان عمله يسلم روحه للإلهام الذى يعيش فيه لحظات ليس لها مثيل لحظات لا تتكرر و لذلك يصعب على الفنان تكرار عمل أبدعه؛ فالفنون هى عطايا الله للبشر فعندما تسطع على عقل الموسيقى تتجلى فى صورة نغمات جميلة تغذى القلوب والأرواح، وعندما تداعب خيال الشعراء تخلق إبداعات من النثر والشعر والقصائد الغناء وعندما تلهم فكر الرسام تخلق لوحات رائعة الجمال من تناسق واتزان فى ألوانها، فالطبيعة وما خلق الله فى الوجود هو ما يجذب الفنان ومنها يستخلص القواعد والأصول والموازين التى يبنى عليها فنه.
ولكن عندما ينظر الإنسان إلى الفن باستهتار ويهمل قيمة الفن والفنان نرى أن الذوق العام يأخذ فى الانحدار ويتجه الفنان الغير مخلص لعمل فن هابط لكى يتكسب العيش ويظهر على السطح شىء يقترن باسم الفن الذى ليس له قيمه لحياة ورفعة الإنسان بل يؤذيه . فيختفى جمال الروح وتظهر الغلاظة فى القلوب و ضيق الأنفس وتختفى الحدائق الجميلة وتصبح مكانا لإلقاء القمامة وتصبح الأذن صماء لأنها لا تستطيع أن تميز بين ما هو جميل و قبيح ونرى اللوحات الفنية ما هى إلا تكرار لرسومات تختفى منها المقاييس الإبداعية ويصبح الإنسان مهملا فى معيشته وملابسه ومظهره، ورد فعل الإنسان مع هذا الشعور هو إهمال نفسه لنفسه وللآخر وهو انتقام منه بسبب سوء معاملة إحساسه وفرض تعديات على مشاعره الروحية، ولا يستطيع بعدها أن يتأمل الطبيعة بل يصبح عدوها اللدود... يا الله!!!
فلنفتح الأبواب للفنون الجادة الراقية حتى ترقى قلوبنا وأرواحنا ونصبح على مستوى عال من الإبداع فى جميع مناحى الفنون ونشارك العالم بفنوننا الجميلة وننظر حولنا ونبدأ بزرع شجرة أمام كل دار ونزرع الورود فى البلكونات وعلى أسطح المنازل وننظف منازلنا والشوارع المحيطة بنا، وأن نحافظ على ممتلكات الدولة من وسائل النقل والطرق ومياه النيل والثروة الخضراء فى الحدائق والحقول، هذه دعوة لصحوة جمالية لمصر الحبيبة ودعوة بأن لا نعود فقط بجمال ما نشاهدها به فى أفلامنا القديمة بل لجمال أحدث ليلائم عصرنا المتقدم بتقدم مذهل، حتى تبعد أيضا شبح الأمراض التى نسمع عنها يوميا، فحياة نظيفة وفن راق لن يكلفنا إلا القليل ولكن سيبعد عنا الكثير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة