صناديدُ عبس
ينامون ملء الجفون على الفرش اللينة
ينامون، والشمس رأد الضحى
ويستيقظون، وأعينهم ما تزال تناغى طيوف الكرى
فيقظتهم غفوة من سنة
أولئك أبطال عبس
مخادعهم بؤر للخطايا
وغيران فسق ورجس
وحوشٌ: يمصون نسغ الصبا من شفاه الصبايا
كواسرٌ: يعتصرون الهوى من نهود السبايا
أولئك أبطال عبس
حرائرهم ينتظرن على عتبات الخيام
وأعينهن لهيب اشتياق
ظهور خيول عتاق
سنابكها شرر من ضرام
تشق غبار الزحام
تقلّ شياطين لا يسحبون برود الحرير
على البسط الفارسية
ولا يحملون السيوف المرصعة اللؤلؤية
كما تحمل الغيد فوق الصدور
قلائدهم الجوهرية
وتحلم غادات عبس
بفرسان ذبيان ينتفضون انتفاض الرياح
يحلون بالحى قبل حلول الصباح
وتسبى حرائر عبس
ويردفن خلف الغزاة على صهوات الجياد
وتخمد نار الحمية فى حى عبس
وتغدو رماد
وإذ ذاك يدرك أبطال عبس
بأن الرجولة..
ليست سيوفاً مرصعة وبرود دمقس
وأن الفحولة..
ليست فروسية للتبرج فى يوم عرس
وأبقى أنا
أنا عنتر العبد
أحمل وحدى معرّة عبس
وينفذ صبرى، ويحتد غيظى، ويملأ صدرى،
وترتعد البيد من صرختى
وينتفض السيف من قبضتى
ويغبر يوم، وتكسف شمس، ويشتد بأس
وتهوى رؤوس، وترفع رأس
وإذ ذاك يرجع أبطال عبس
يجرّون فى خيلاء برود الدمقس
على البسط الفارسية
ويمتشقون السيوف المرصعة اللؤلؤية
وأبقى أنا
أنا عنتر العبد.. أكتم همى
وأرثى لقومى
وأحمل فى قلبى الطيب
حماقات أهل أبى
وأسياد أمى