أبرم الشاعر المصرى شريف الشافعى عقدا مع مدير دار "نلسن" اللبنانية الكاتب "سليمان بختى"، يتم بموجبه توزيع ديوانه متعدد الأجزاء "الأعمال الكاملة لإنسان آلى" فى لبنان من خلال الدار، وذلك بعد فترة وجيزة من صدور الجزء الأول من الديوان فى طبعة جديدة عن دار تالة السورية، والتى صدرت بعنوان بعنوان "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية".
وأكد سليمان بختى أن دار نلسن يهمها تعميم تجربة "الأعمال الكاملة لإنسان آلى" قدر المستطاع، وذلك حرصًا من الدار على نشر وتوزيع الإبداعات اللافتة، وقد أثبتت تجربة "إنسان آلى" أنها تجربة مؤثرة فى مسار الحركة الشعرية الحديثة، ومختلفة شكلاً ومضمونًا عن قصيدة النثر التقليدية السائدة، ولذلك فإنها لقيت خلال الأشهر الماضية صدى طيبًا فى العالم العربى، واحتفاءً كبيرًا.
وأفصح الشاعر شريف الشافعى عن سعادته بهذا المنفذ المتميز الدائم لعرض الكتاب فى بيروت، والذى يأتى استكمالاً لمنافذ عربية أخرى أتاحت عرض الكتاب، منها دار "تالة" فى سورية، و"سطور" فى مصر، و"زمزم" فى الأردن، و"فراديس" فى البحرين، وغيرها.
وقال الشافعى إن "صديقه الآلى" ـ المؤلف الافتراضى للنص ـ قد سعى إلى مخاطبة "الإنسان الحقيقى" فى كل مكان بلغة بسيطة محملة بفيوضات الشعرية الخام، فتخطت تجربته الحدود الجغرافية الضيقة، على مستوى التلقى، والاحتفاء النقدى، وأيضًا على مستوى التوزيع.
وأوضح الشافعى أن الرهان الحقيقى فى تجربة "الأعمال الكاملة لإنسان آلى" قد انعقد على الجوهر الشعرى الطازج، المشتعل بذاته، وعلى التلقائية والبساطة، حيث حاول "الروبوت" المبدع أن يتمرد على قوانين روبوتات القطيع، وبرامج التشغيل والإدراك الجاهزة، وأن يكون صوت نفسه بحرية تامة، خارج كليشيهات الكتابة المألوفة، وخارج الحياة النمطية المشروطة التى تساوى اللاحياة (يقول الروبوت فى أحد المقاطع: الأهمّ لماكينة ميتة، من الكهرباءِ وبرنامج التشغيلِ، أن تصبحَ قادرةً على الْحَشْرَجِةِ وقتما تشاءُ).
وأشار الشافعى إلى استفادة صديقه الروبوت ـ مؤلف النص ـ فى تجربته من منجزات العصر الرقمى الذى نعيشه وننخرط فيه يومًا بعد يوم، وخصوًصا التفوّق العلمى والتقنى وثورة الاتصالات والإنترنت، وقد تجلى ذلك أيضًا فى شكل الكتاب وإخراجه المغاير، وفى النهاية يبقى السؤال حائرًا: هل الإنسان المعاصر الذكى، هو "إنسان" فعلاً كامل الإرادة والمبادرة، و"ذكى" حقًّا؟! وهل يجوز للروح الفريدة الفذة أن تحلم بالنجاة من آليات التنميط والاستنساخ؟!
يُذكر أن "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" قد صدر فى طبعتين متتاليتين فى القاهرة ودمشق، ومن المنتظر أن تصدر أجزاء أخرى من مشروع "الأعمال الكاملة لإنسان آلى"، منها: "غازات ضاحكة"، و"رسائل لن تصل إليها.. لأنها دائمًا أوف لاين".