واشنطن تصف تقرير "مذبحة غزة" بالمعيب

وصفت الولايات المتحدة، تقرير لجنة حقوق الإنسان عن المذابح التى ارتكبتها إسرائيل فى غزة على مدى 22 يوماً العام الماضى، بأنه معيب للغاية وأنها تختلف بشدة مع المنهج الذى طبقته اللجنة والتوصيات التى انتهت إليها.

وقال مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الأمريكى للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، إن واشنطن مع هذا تنوه بالسجل المتميز للقاضى جولدستون فى بلاده جنوب أفريقيا وجهوده العالمية لنشر العدالة سواء فى يوغوسلافيا السابقة أو رواندا أو غيرها.

ودعا بوزنر أعضاء اللجنة إلى الانضمام إلى واشنطن فى رفض ما وصفه بازدواجية المعايير.

وسرد بوزنر ما اعتبره تاريخاً حافلاً من استهداف إسرائيل من قبل هذه اللجنة ومن قبلها مجلس حقوق الإنسان الذى حلت محله.

وأشار إلى أن المجلس ومن بعده اللجنة اعتمدا خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 20 تقريراً عن إسرائيل، وهو ما يزيد عن مجموع التقارير التى صدرت بشأن 191 دولة عضو بالأمم المتحدة. كما عقد المجلس 11 جلسة خاصة، ركزت خمس منها بشكل خاص على إسرائيل.

وقال مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الأمريكى للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، إن الولايات المتحدة تسترشد بالتزامها بتطبيق القانون الدولى بما فى ذلك القانون الإنسانى وحقوق الإنسان فى تقييم نتائج وتوصيات التقرير، إلا أن هذا لا يمكن أن يعنى ضمنا المساواة الأخلاقية بين دولة ديمقراطية لها حق الدفاع عن نفسها مثل إسرائيل وبين "منظمة إرهابية مثل حماس التى ردت على انسحاب إسرائيل من غزة بإرهاب المدنيين فى جنوب إسرائيل"، على حد قوله.

وأضاف أن التقرير يتضمن عدداً من الادعاءات الخطيرة التى تتهم إسرائيل والفلسطينيين بانتهاك قانون حقوق الإنسان وأن الولايات المتحدة تأخذ هذه الاتهامات على محمل الجد.

وأعرب عن ثقته فى أن إسرائيل بصفتها دولة ديمقراطية ملتزمة بحكم القانون لديها من المؤسسات والقدرة ما يمكنها من إجراء تحقيقات قوية فى هذه الادعاءات.

وزعم أن إسرائيل حققت فى مائة شكوى على الأقل تتعلق بالصراع فى غزة بما فيما بعض الحوادث الواردة بالتحقيق وأنها تعكف حالياً على التحقيق فى 23 شكوى أخرى.

وطالب إسرائيل فى الوقت نفسه بتطبيق الإجراءات وتبنى الآليات اللائقة للمحاسبة والتحقيق فى التعامل مع كافة الادعاءات التى تتسم بالمصداقية فى المخالفات أو الانتهاكات للقانون الدولى.

وقال إن حماس من جهة أخرى هى "جماعة إرهابية" استولت على غزة وليس لديها هيكل ديمقراطى ولا قضاء مستقل.

وأضاف أن على اللجنة أن تطالب حماس بأن تفعل الشىء ذاته وتتوقف عن استهدافها العمدى للمدنيين واستخدام السكان كدروع بشرية، وعلى اللجنة أيضا أن تطالب السلطة الفلسطينية بأن تجرى تحقيقها الخاص فى انتهاكات حماس للقانون الدولى.

وانتقد مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الأمريكى للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل من بين توصيات التقرير بشكل خاص دعوته للجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء صندوق خاص لتعويض الفلسطينيين فقط على أن تتحمل إسرائيل وحدها هذه التعويضات.

كما انتقد مطالبة التقرير لإسرائيل بحظر استخدام ذخيرة معينة، بينما لا يطالب حماس بالكف عن إطلاق الصواريخ بشكل عشوائى دون تمييز.

وأكد أن هذه التوصيات "غير المتوازنة" تشوه مطالبة التقرير بتحرك دولى. كما أعرب بوزنر عن قلق واشنطن العميق تجاه توصيات اللجنة برفع هذه المزاعم إلى مجلس الأمن وإمكانية إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال إن واشنطن تحث أعضاء مجلس الأمن على التصويت على قرار "يشجع" إسرائيل على التحقيق فى، وعلى التعامل، مع المزاعم الواردة فى التقرير من خلال عمليات محلية ذات مصداقية وأيضا حث الفلسطينيين على إجراء تحقيق يتعامل مع انتهاكات حماس ويجعلها تتوقف عن انتهاكاتها الواضحة.