نيويورك تايمز تتساءل.. هل ستخطئ أمريكا بشأن إيران مثل العراق؟

تساءلت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير أعده سكوت شاين عما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بصدد ارتكاب نفس الخطأ الذى ارتكبته بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل عام 2002، وإعادة الكرة مع إيران.

تقول الصحيفة، إن الخطاب الذى أدلى به وزير الخارجية كولين بأول فى فبراير 2003 أمام الأمم المتحدة بشأن امتلاك العراق لأسلحة ليست تقليدية، كان بالنسبة للكثير من الأمريكيين مقنعاً للغاية إذ كان أداؤه رائعاً معتمداً على صور التقطها القمر الصناعى تصور أسلحة الدمار الشامل التى يمتلكها العراق، تلاه نشوب حرب طويلة ومرهقة كشفت النقاب عن أن ادعاءات امتلاك الأسلحة كانت بلا أساس.

أما الآن تثير الولايات المتحدة جلبة كبيرة بشأن برنامج إيران النووى، خاصة بعدما أعلنت الأخيرة امتلاكها مفاعلاً نووياً ثانياً، ولكن يبقى السؤال على حد قول الصحيفة، هل تكون الضجة التى خلفها هذا الإعلان مجرد تسرع آخر فى الحكم على مجريات الأمور، معتمداً على دليل غامض ورغبة فى تبنى نهج متشدد تجاه نظام مكروه؟.

تقول الصحيفة، إن النشطاء المعادين للحرب يراقبون هذا النزاع الجديد بقلق بالغ خوفاً من أن يكرر الماضى نفسه، بينما يطالب بعض خبراء الأسلحة بضرورة الحصول على دليل كافٍ وحذروا ضد أخذ قرارات متسرعة.

ولكن فى الوقت الذى يعتبر فيه التشابه واضحاً بين عام 2002، عندما تم تقديم التقييمات الاستخباراتية الخاطئة، وعام 2009 إلا أن الاختلافات عميقة، موضحاً أنه هذه المرة - بكافة الحسابات - ليس هناك مسيرة بقيادة البيت الأبيض تجاه حرب وأن وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس قال إن العمل العسكرى سيؤخر فقط التسلح النووى الإيرانى لمدة تتراوح ما بين عام إلى ثلاثة أعوام وليس هناك دليل على أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يرغب فى إضافة حرب ثالثة لمسئولياته.

وأضافت الصحيفة، أنه هذه المرة أيضا فإن النزاع بشأن الحقائق أضيق وإن إيران اعترفت بوجود منشآت تخصيب نووية وأقرت أمس الثلاثاء بأنها تبنى المجمع تحت الأرض بجانب قاعدة عسكرية لحمايتها وأن إيران ما زالت تفند مزاعم بأن المجمع جزء من برنامج أسلحة.

ونقلت الصحيفة عن مسئولى مخابرات أمريكيين قولهم، إنهم تعلموا درساً قاسياً من الكارثة العراقية، وأنهم فى غنى عن وقوع كارثة أخرى.