على قارعة الطريق تختبئ شياطين تلبس ملابسنا، تنتظر الباحث عن غياب العقل المؤقت المغلف بالابتسامات الناعمة، والوعود الوردية بالفتوة الدائمة، تحت الخيمة الزرقاء التى يتشاركون فيها طواعية تذوب كل الفوارق وتمحى كل الحرمات، لا يسمع ساعتها إلا صرخات الشهوة والملذات المذلة، طريقٌ مفروش بالورود بلون الدم ممهد معبد لمن يريد، ترى الفتى وقد عاد من يوم عمل طويل ذاق فيه الأمرين لتحصيل رزق بالكاد يكفى طعامه،
تجده وعن طيب خاطر يلقى ما كسبته يمينه بيد أحد هؤلاء الشياطين المتربصين، حتى استمرءوا اللعبة وزادوا من أعدادهم كأنهم يرفعون شعار "شيطان لكل مواطن"، كل هذا يحدث ويمر تحت أنوف الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، ينظرون وعيونهم يملؤها البصر ثم يكسرونها أو يشيحون به بعيدا كأن الأمر لا يعنيهم، كأن المنتشون لا يمتون لهم بصله، ومنهم الأخ و العم و الخال، حتى انتشر الوباء فانقسم الناس إلى قسمين بائع أو مشترى لا البائع ربح ولا المشترى، حتى من نال عقابا عاد ومارس اللعبة من جديد، فالعقاب لم يكن رادعاً لمن ذاق طعم المال السهل اليسير المغموس بالمخاطر التى يمكن شراؤها، وكم من مـُعاقب بلا ذنب جناه، وكمن أفلت من عقاب يستحق أضعاف أضعافه، هل من منادٍ يرفع الصوت أن أفيقوا و أخرجوا من تحت الخيمة الزرقاء فللحياة ألوان أخرى أجمل، والتعود على غياب العقل لا يخلف وراءه إلا الدمار والويل ودائما ما تكون النهاية مؤلمة للجميع.
أين أنتم يا من نـُصبتم على رقاب الناس مراقبون، مشرعون، منفذون لما شـَرعتم؟ يجب أن تنظرون إلى ما يحدث بعين أخرى، يجب الضرب بيد من حديد على رؤوس هؤلاء الشياطين الذين حولوا حياتنا إلى جحيم، لا يمر يوم إلا وقد انضم شاب أو أكثر لهذه القافلة السائرة نحو الجحيم، هل ننتظر حتى تشتعل النيران فى كل بيوتنا وساعتها لن نلوم إلا أنفسنا لأن الساكت على الحق شيطان أخرس.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة