احترف القراءة فى مرحلته الإعدادية فى طلخا دقهلية.. وقطع عهدا مع والده بالتفوق الدائم... فأصبح من كبار الكتاب العرب

محمود عوض: قولوا ما شئتم.. المهم أن حياتى لم تذهب هدرا

الخميس، 03 سبتمبر 2009 11:30 م
محمود عوض: قولوا ما شئتم.. المهم أن حياتى لم تذهب هدرا مصطفى أمين
كتب سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄موسى صبرى منعه من الكتابة.. فتولى رئاسة تحريرالأحرار ورفع توزيعها إلى 160 ألف نسخة خلال شهور
◄أردت أن أعرف قيمتى خارج أخبار اليوم فكان الطريق إلى الصحافة العربية

كنت فى العاشرة من عمرى حين ذقت أول «علقة» ساخنة على قراءة جريدة، لم يكن عقاب أمى لأنها تكره الثقافة التى لا تعرف منها شيئا، ولا القراءة التى لم تتعلمها، كانت تعاقبنى لأننى ولد «بايظ» لا أشترى بمصروفى (قرش صاغ يوميا) سندوتش أتغذى به وأنا فى المدرسة، وإنما اشترى جريدة أخبار اليوم، التى كنت أخفيها تحت ملابسى حتى أختفى فى أى مكان بدارنا المتسعة، وأبدأ فى قراءتها، أفهم ما أفهمه، وأترك ما لا أفهمه، وبقيت على هذا الوضع فترة تفاوتت فيها حجم العقوبة، وأخيرا سلمت أمى بالوضع وتركتنى أشترى أخبار اليوم كل سبت كما أحب، وأستمتع بما فيها وأحفظ أسماء كتابها وصورهم، وكان من بينهم محمود عوض الذى يزين الصفحة الأخيرة.

كنت أروى هذه القصة بتفاصيل أكثر لمحمود عوض، وهو لا يتمالك نفسه من الضحك، وسألنى عما إذا كانت مدرستى وقتها لم يكن فيها صحف وكتب حتى تنقذنى من علقة الأم؟ جذبته تلك القصة للحديث عن فترات التكوين قائلا: على فكرة أنا تعلمت حب القراءة من المدرسة الإعدادية، يا أخى كان فيها ناظر مدرسة تصدق أنه كان يؤلف مسرحية ويختار بنفسه التلاميذ ليوزع عليهم الأدوار، وبعدين تحتشد المدرسة كلها فى فناء المدرسة لنؤدى المسرحية أمام الجميع، وهات تصفيق من التلاميذ، أما حكاية القراءة فكان لها نظام تانى حيث تعقد مسابقة سنوية فى القراءة، والجائزة تكون عبارة عن مجموعة من الكتب المتنوعة يتم إهداؤها للفائزين، ويقوم بتسليمها مندوب من المنطقة التعليمية، ويتم التقاط الصور التذكارية، يضيف محمود عوض: «طبعا كان اللى بيشدنى فى البداية مجلات الأطفال وقصص أرسين لوبين البوليسية المسلية، ومع الوقت بدأت فى قراءة الكتب الأكثر جدية، وكان معظمها من المكتبة العامة فى المنصورة، وعلى فكرة حكاية المصروف اللى كنت بتضرب علشانه ياسعيد كنت أتعامل معه بطريقة مختلفة» أسأله: «كيف»، فيجيب: «الجرائد والمجلات لم تكن متوفرة مثلا فى المكتبات العامة، ومصروفى الشخصى لم يكن يساعدنى على شرائها، ولجأت إلى حيلة للتغلب على هذه المعضلة، وهى أننى قمت بالاتفاق مع اثنين من باعة الصحف على الاستعارة منهما، كانت المجلات الأسبوعية التى تصدر فى القاهرة يوم السبت يتم شحنها إلى الأقاليم يوم الجمعة، فأقوم باستعارتها من البائع فى نفس اليوم الذى تصل فيه وأعيدها إليه بعدها بيوم أو اثنين فيسجلها فى مرتجعاته، أى لا أقوم بشراء المجلة لكن فى نفس الوقت أكون قرأتها بالكامل مقابل أجر بسيط أعطيه له، وهكذا لم تكن مجلة تصدر فى القاهرة على امتداد الشهر إلا وكنت أقرؤها بالكامل».

ونحن نتجاذب أطراف الحديث عن قصة أمى معى، وقصته عن فترات التكوين، سألته عما إذا كانت القراءة تصرفه عن تفوقه الدراسى، أجاب:» حصلت معايا مرة واحدة وحصلت فيها على ثلاث كعكات، والكعكة كانت عبارة عن دائرة حمراء حول مجموع المادة الراسب فيها الطالب، لم يحدثنى أبى عنها فى شىء، لكن افتكر ان مرة عدت إلى البيت وأنا مكتئب من معايرة زملائى لى قالوا لى: «يا بتاع الكعك»، ولما أخبرت أمى أبى بالأمر قال لى زملاؤك ليسوا أفضل منك فى شىء، كل الحكاية أنهم بذلوا مجهودا أفضل منك، وأوعى تفتكر إن بعدك عنهم هو الحل، الحل يامحمود فى إنك تجتهد وتتفوق عليهم مرة تانية، وأضاف أبى كلمة لم أنسها طوال حياتى «أعطنى يامحمود كلمة رجل لرجل بأنك ستتفوق فى المرات المقبلة»، وقد كان، ففى شهادة الإعدادية كنت من العشرة الأوائل على محافظة الدقهلية، يضيف محمود عوض:» لم يكن وعدى لأبى بالنجاح والتفوق هو المفاجأة الوحيدة فى هذه القصة، وإنما كان هناك مفاجأة أخرى عظيمة وهى خطاب جاء به البوسطجى إلى بيتنا باسمى ومن وزير التربية والتعليم وقتئذ كمال الدين حسين، استلمته أمى من البوسطجى، ودخلت به إلى والدى المريض، ثم خرجت من عنده وهى تقول لى: «خد ياابنى الشيك ده أبوك بيقول إنه بتاعك وأنت اللى لك حق تصرفه وأبوك بيقول خد إنت فلوسه»، يستكمل محمود عوض: «كان الشيك الذى لم أكن أعرف معنى كلمته عبارة عن 25 جنيها جائزة تفوقى وهى قيمة مالية كانت كبيرة جدا تساوى مرتب شهر لخريج الجامعة، وكان مع الشيك خطاب فيه كلمات أخرى رقيقة كلها ثناء ومدح من وزير التربية والتعليم كمال الدين حسين»، وأضاف محمود عوض فى تأثر: «أخذت الشيك وأنا فرحان طبعا ده من وزير التربية والتعليم، ثم إنه اعتراف رسمى من الدولة بتفوقى، لكن والدى فارق الحياة بعد يومين».

كان محمود عوض يقص ذكرياته من مدينة طلخا محافظة الدقهلية، التى انتقل فيها إلى مدرستها الثانوية، وظل على تفوقه وكان همه الأول فيها هو الاطمئنان على وجود مكتبة يقرأ فيها، ويواصل السير فى هوايته المحببة التى ستعطيه فيما بعد وتجعله واحدا من كبار الكتاب ليس فى مصر وإنما فى كل الوطن العربى، وكلما توقفنا عند محطة كان يقول دائما عبارة استوقفتنى كثيرا: «المهم عندى أن الحياة لم تذهب هدرا»، كان يحلو له أن يردد هذه الكلمة سواء عرج الحديث عن الصحافة والصحفيين، أو عن الحياة وما فيها من ذكريات الصحبة وكنت أستمع إليه بوصفه أستاذا، وأنا تلميذ أبحث عن سر موهبته المتألقة التى جعلت كاتبا كبيرا بقيمة وعظمة إحسان عبدالقدوس يصفه بـ«عندليب الصحافة»، واعتبره مصطفى أمين أحسن من يضع عناوين فيها ابتكار، ولما سألته عن ذلك قال: «مصطفى أمين كانت لديه ميزة ابتكار العناوين، ومعنى أن يشهد بها لغيره فهذا يعنى اعترافا هاما منه».
سألته عن أنه، بالإضافة إلى موهبته الصحفية أصبح كاتبا كبيرا برغم ان أخبار اليوم لم تكن مدرسة كتاب، أجاب: «بشهادة مصطفى أمين أيضا أنا طلعت كاتبا من أخبار اليوم، واستطعت الهروب من مأزق أنها ليست مدرسة كتاب».

وأضاف فى هذا الأمر قصة سأرويها لك: «وجدت نفسى ممنوعا من الكتابة بقرار من موسى صبرى (رئيس مجلس إدارة وتحرير الأخبار)، والسبب أن الجامعة العربية كانت اختارت أربعة للسفر إلى أمريكا، أنا والصحفى اللبنانى غسان توينى، والدكتور محمد حسن الزيات (وزير الخارجية فيما بعد) والدكتور وليد الخالدى وكان أستاذا فى جامعة هارفارد الأمريكية، وكانت مهمتنا تتمثل فى التحرك الإعلامى لشرح القضية العربية فى أمريكا، ودراسة المؤسسة الحاكمة فى أمريكا من زوايا اقتصادية وسياسية واجتماعية، وكل واحد منا كان بدرجة سفير، المهم أننى خرجت بموافقة رئيس التحرير ومصطفى أمين، وأذكر أنه فى أول زيارة للرئيس السادات إلى أمريكا وكانت بعد انتخاب الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، وكان أشرف غربال هو سفير مصر فى واشنطن وحدثنى عن ضرورة حضورى استقبال الرئيس السادات فى المطار، وبالفعل توجهت وكان معى ثلاثة تقارير هامة صادرة حديثا فى أمريكا، من بينها تقرير بعنوان:» كيف ننتقد إسرائيل»، وفى المطار أعطيت مظروفا لموسى صبرى يحتوى على التقارير الثلاثة، وقلت له: «هى مهمة يمكن إطلاع الرئيس عليها، ونشرها فى الأخبار فيما بعد».

يضيف محمود عوض: «انتهى الموقف بالنسبة لى عند هذا الحد، لكنه لم ينته عند موسى صبرى، حيث فوجئت بسفير الجامعة العربية فى واشنطن يسألنى:» فيه حاجة بينك وبين موسى صبرى؟»، قلت له: «لماذا؟»، قال: «لأنه بيسأل عن سبب الأهمية اللى أنا عليها بين الكل»، ولم أعير هذا الأمر أى اهتمام حتى عدت إلى القاهرة بعد انتهاء مهمتى لأجد خطابا من موسى صبرى يقول فيه: «اكتشفت أنك فى أمريكا فى مهمة خاصة للجامعة العربية وسأتخذ ضدك الإجراءات القانونية»، يضيف محمود عوض: «أطلعت مصطفى أمين على الخطاب فقال لى هذا معناه أنك داخل معركة كسر عضم، وأنصحك بالتروى وعدم التصرف كمحمود عوض، والمعركة يا محمود عايزة طول نفس، واذهب إلى رئيس التحرير مباشرة عبدالحميد عبدالغنى ليقول حقيقة ما حدث وأنه وافق على سفرى إلى أمريكا، وعملت بنصيحة مصطفى أمين، وأرسلت صورة مما كتبته إلى رئيس التحرير، لكن موسى صبرى صمم على موقفه بخصم الثلاثة شهور، فقررت أن أسلك الطريق القانونى، وذهبت إلى المحكمة وشهد معى 12 من أكبر الكتاب منهم جلال الدين الحمامصى وكامل زهيرى وأحمد بهاء الدين ويوسف إدريس وصلاح حافظ ومصطفى بهجت بدوى وأحمد بهجت، وكان موسى يعتمد على أننى لن أستطيع إثبات قرار منعى من الكتابة، لكنه فوجئ بالحكم فى النهاية الذى أثبت انحراف قراره، والحكم عليه بالتعويض 31 ألف جنيه، واستأنف الحكم، وكان يذهب هو للترافع شخصيا، لكن الاستئناف زاد التعويض إلى 32 ألف جنيه، وأذكر أن مصطفى أمين قال يومها نكتة: «موسى ترافع مرتين فى حياته الأولى مع خميس والبقرى وجاب لهم حكم بالإعدام، والتانية مع محمود عوض وجاب له تعويض».

يضيف محمود عوض: «كنت أحارب المعركة وحدى فى الوقت الذى يجند هو المؤسسة كلها ضدى بل طلب من المسئولين منعى من الظهور فى الإذاعة والتليفزيون ومنعى من الكتابة فى الصحف العربية»، سألت محمود عوض: «هل كانت هذه المعركة تتم لصالح أغراض أخرى لم تكن تعلمها»، أجاب: «أدركت فيما بعد أن المعركة كانت تتم لإبعادى من أى اختيارات قيادية لحساب آخرين، وكان يتم بالفعل تجهيز سعيد سنبل لرئاسة تحرير الأخبار».

انتهت المعركة باستبعاد محمود عوض من أى اختيارات قيادية لكنها كما يقول: «علمتنى الكثير، فأنا من طبيعتى ألا أقبل الهزيمة كخيار أخير، فأنا أتحدى وأقاوم، موسى صبرى أراد أن يشغلنى 24 ساعة فى المعركة، لكننى كنت منتبها لذلك جيدا، ولم أترك صدامه يسمم حياتى، ومن هنا أردت أن أعرف قيمتى المهنية خارج أخبار اليوم فكان طريقى إلى الصحافة العربية والانتشار عبر التليفزيون، وتم انتخابى عضوا فى مجلس نقابة الصحفيين ونظمت مسابقة الصحفيين، نظمتها وأنا ممنوع من الكتابة فى مؤسستى أخبار اليوم، وظل المنع ممتدا، ولم يتوقف على ذلك بل زاده إبراهيم سعدة بقراره إخراجى عند سن المعاش بالضبط عكس التقليد المتبع بمد الخدمة حتى سن 65.

ظل محمود عوض خارج سرب أخبار اليوم سنوات، حتى جاءت تجربة رئاسته لجريد الأحرار الناطقة بلسان حزب الأحرار برئاسة مصطفى كامل مراد، وهى التجربة التى تعد علامة فى الصحافة المصرية كلها، سألته عنها، فأجاب: «قبلت كنوع من التحدى، فى وقت كانت الصحف القومية ديناصورات، كانت الأحرار توزع ثلاثة آلاف نسخة فقط وفى ثلاثة أشهر ارتفعت إلى 160 ألف نسخة وذلك بشهادات موثقة كنت أنشرها فى الصفحة الأولى، ومن العدد الثانى أوالثالث كلمنى إحسان عبدالقدوس: «أنا دلوقتى فهمت ايه اللى فى دماغك، انت بتعمل جرنال تنافس به الأهرام والأخبار مش الوفد»، وقال إحسان أيضا لإبراهيم نافع: «محمود على مدار الساعة لو دبيت إيدك فى دماغه تأخذ 24 فكرة، بس لو انسدت نفسه ماتخدش ولا فكرة».

يواصل محمود عوض سرد ذكرياته عن تجربته فى جريدة الأحرار: «ربنا سخرنى فى هذه التجربة لفتح الطريق أمام المواهب الشابة، منهم من سافر إلى دول عربية، ومنهم من شق طريقه فى الصحافة المصرية حتى أصبح رئيسا للتحرير»، سألته: «ما دلالة ذلك»: أجاب: «دلالة ذلك أن الصحافة الناجحة ليست صحفيا موهوبا، وإنما لابد أن يكون قائد الفريق نفسه موهوبا فى إدارة الفريق.. قائد الأوركسترا وحده الذى لايعزف لكنه يعرف كيف يقود فريقه إلى العزف».. مرة الموسيقار محمد عبدالوهاب حب يجاملنى، فقال لى كل الناس بيهنونى على نجاحك فى الأحرار يا محمود، وأنا عايز أجيلك أزورك فى الجرنال قلت له بلاش.. الإعجاب يمكن يتبخر، رد عبدالوهاب: «ليه يا محمود»، قلت له: «الإمكانيات مش هتبسطك»، رد: «أنا عايز آجيلك علشان أنا فخور بك»، قلت له: «الأفضل أن تكتب» وكتب عبدالوهاب.

يلقى محمود عوض نظرة من خلال تجربته الطويلة على الصحافة المصرية وما يجرى فيها الآن: «يوم أن يكتب ما جرى للصحافة المصرية خلال العشرين عاما الأخيرة ستظهر فداحة الجريمة، والجريمة ضد المهنة جاءت من المهنة نفسها، فلو تم تأجير ناس من أجل التخريب فلن يفعلوا مثلما فعل أهل المهنة فى أنفسهم، أصبح القائد يغار من الناجحين عنده، وكنت أرى مصطفى أمين وإحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين يفرحون لنجاح تلاميذهم، لكننا الآن موعودون بصغار الصحفيين الذين يقودون نتيجة الولاء السياسى بالمعنى الضيق وليس الموضوعى، ورغم كل ذلك أقول إن الصحافة المصرية تستحق مصيرا أفضل مما هى عليه الآن، وبإطلالة على تجربتى الشخصية أقول عنها: «قولوا ماشئتم المهم أن تكون الحياة لم تذهب هدرا».

قالوا عنه...
فقدنا كاتباً كبيراً له إسهاماته الكبيرة فى المقال السياسى، وكانت له مواقفه المشرفة، ربما تكون الصحافة المصرية لم تستفد من محمود عوض بالشكل الذى يتناسب مع إمكانياته وقدراته.
نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد

عاش مدافعاً عن حرية الصحافة، ورحيله خسارة كبيرة، وأناشد الباحثين فى كليات الإعلام بجمع كتابات محمود عوض وتقديمها لدارسى الصحافة.
الكاتب الصحفى لويس جريس

بدأ حياته مندوباً ناجحاً فى الأخبار وتطور بعد ذلك إلى مخبر صحفى جيد، ثم تحول إلى كاتب له أسلوبه المتميز.
جلال دويدار أمين المجلس الأعلى للصحافة

سيظل رمزاً لكل الصحفيين، رحيل محمود عوض خسارة كبيرة لمهنة الصحافة، وانهدام ركن أساسى من أركانها، كان من أقوى الصحفيين المرتبطين بالفنانين، فقد كانت له صداقة حميمة مع كل من أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وهو ما ظهر فى الكتب التى قدم من خلالها أسراراً عن حياتهم لم يعلمها أحد.
سليمان جودة

من أفضل الكتاب الموجودين فى مهنة الصحافة، ورغم ذلك لم يحصل على حقه فى النشر والكتابة.
الكاتبة الصحفية أمينة شفيق

لمعلوماتك...
1997 العام الذى رحل فيه مصطفى أمين
1941 العام الذى تأسست فيه أخبار اليوم






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة