رغم الاعتقاد السائد والمعلن فى الأوساط الكروية أن السبب الرئيسى لإقالة الجهاز الفنى للزمالك بقيادة السويسرى كاستال ومعاونه محمود سعد جاء نتاج تردى نتائج الفريق وسوء مستواه فى المباريات التى أداها بالدورى، إلا أن حقيقة سيناريو الإقالة التى لم تخرج للنور تؤكد أن هناك عوامل أخرى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، وجعلت ممدوح عباس رئيس مجلس الإدارة يتأكد من صعوبة تحسن الأوضاع داخل الفريق إذا ما استمر كاستال ومحمود سعد، وتيقن عباس من ذلك بعدما عقد جلستين مع المدير الفنى ومدرب الفريق كل على حدة عقب مباراة بتروجيت وقبل مباراة المقاولون نتج عنهما اتخاذ قرار نهائى بإقالة الثنائى وتعيين جهاز جديد بصرف النظر عن نتيجة مباراة المقاولون العرب!!
السيناريو الذى كشفته «اليوم السابع الرياضى» يكشف أن الجلسة الأولى لعباس كانت مع محمود سعد وتعرض خلالها المدرب العام للعديد من الانتقادات من جانب رئيس النادى منها طريقة تعامله مع اللاعبين وعدم قدرته على احتواء أزمة اللاعب الصاعد حازم أمام وتصعيد سعد للموقف فى وسائل الإعلام دون مبرر، مما أدى إلى خسارة مجهودات وتركيز الناشئ الموهوب فى مباراة بتروجيت، وإشراكه البديل أحمد غانم الذى لم يظهر بالمستوى المأمول، وكان من أهم عوامل خسارة الفريق واتهمه عباس أيضا بمجاملة غانم لأنه زوج خالته وزاد عباس من تعنيفه لسعد على واقعة تصدى ميدو لتسديد ضربة الجزاء رغما عن الجهاز وهو ما يؤكد تماما عدم سيطرته على اللاعبين، وبدا الأمر وكأن الجهاز الفنى ليس صاحب الكلمة الأولى والأخيرة داخل الفريق وإنما اللاعبون هم من يحركون الأحداث بداخله .. وكان عباس يتوقع ردودا وتبريرات منطقية من جانب سعد لكل تلك الأحداث، إلا أن الأخير تعامل مع الموقف بنوع من الدهاء وحاول «التمسكن» لعل عباس يتقبل الموقف عندما اعتذر له سعد واعترف بوجود الكثير من الأخطاء داخل الفريق، وأنه أى سعد سيحاول تفاديها لمنع تكرارها، إلا أن عباس وجد فى اعتراف سعد بوجود أخطاء من جانبه أفضل وسيلة لإبعاده والتنصل من كونه الراعى الرسمى له أمام مجلس الإدارة.
المشهد الثانى كان بعدها بيوم واحد حيث تطورت الأحداث بشكل سريع وورط كاستال نفسه هو الآخر أمام عباس فى الجلسة التى جمعتهما مثلما فعل سعد بشكل ثنائى دون حضور أى شخص آخر سوى سكرتيرة خاصة من شركة ممدوح عباس تجيد اللغة الفرنسية للترجمة بينهما وذلك بعدما أصر كاستال على عدم وجود المترجم الخاص به أحمد عبدالله خلال الاجتماع.. والذى اتهم خلاله المدير الفنى مساعده محمود سعد بتضليله وعدم إطلاعه على جميع أحوال الفريق ومحاولة محمود سعد إخفاء الكثير من الأمور الضرورية عنه، وعندما طالبه عباس بموقف يدل على كلامه فاجأ كاستال رئيس النادى بأنه لا يعلم الفريق الذى سيواجه الزمالك فى المباراة المقبلة بالدورى!! مدللا على ذلك بإخفاء سعد جدول الدورى عنه وأنه لم يطلعه عليه كاملا عندما تم إعلانه، وأكثر من مرة طالب بمنحه نسخة من الجدول، وفى كل مرة يتحجج سعد بأنه لا يملكه فى الوقت الحالى وسوف يحضره له فيما بعد وهو ما لم يتم حتى الآن، والأمر نفسه تكرر فيما يخص برنامج تدريبات الفريق الذى يعده سعد دون علمه ويطلعه عليه يوما بيوم؟!
وأضاف كاستال لعباس أن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل وصل إلى قيام سعد بعدم تنفيذ تعليماته بتوفير شرائط للمباريات التى يؤديها الفريق حتى يستطيع من خلالها علاج الأخطاء التى يقع فيها اللاعبون وتداركها فى المستقبل، والكلام نفسه يحدث مع شرائط مباريات الفرق المنافسة التى يطلب كاستال توفيرها حتى يضع يده على نقاط القوة والضعف لدى المنافسين، وأكد كاستال لعباس أن سعد يتعمد التعامل بهذا المنطق خصوصا أنه تأكد من ذلك عندما لجأ إلى الجهاز الإدارى لتوفير شرائط مباريات الفريق والفرق المنافسة بعدما وجد تجاهلاً من سعد فى هذا الأمر وفوجئ بأن أفراد الجهاز الإدارى يؤكدون أنهم نجحوا فى توفير طلباته وأحضروا الشرائط ومنحوها لمحمود سعد!! واعتقد كاستال أنه بذلك يبرئ نفسه من المسئولية ويلقى بها على محمود سعد لينجو بنفسه، إلا أن عباس انتقده وحمله المسئولية، متهما إياه بضعف الشخصية، قائلا له «هذه مشكلتك وكان يجب عليك إجبار محمود سعد وكل أفراد الجهاز على تنفيذ تعليماتك بصفتك الرجل الأول والأخير فى مقاليد الأمور والجميع مساعدين لك».. وأضاف له عباس «المفترض أن معك مترجما، ولو كنت طلبت منه جدول الدورى وجدول أعداد الفريق كان منحه لك».. فرد عليه كاستال بالقول «أحمد عبدالله يحاول التقرب من سعد حتى يكسب ولاءه وكان دائما ما يبلغ سعد بكل الأمور قبلى».. وهو ما جعل عباس يدخل أحمد عبد الله هو الآخر فى زمرة الانقلاب ويقيله من منصبه كمدير شئون اللاعبين ومترجم للمدير الفنى الأجنبى، رغم العلاقة الطيبة التى كانت تجمعهما، حيث كان عباس يعتمد عليه فى التعرف على كل أخبار الفريق، فضلا عن العلاقة القوية أيضا التى تجمع عبد الله بحازم أمام عضو مجلس الإدراة، وجاء رد رئيس الزمالك حاسما حين قال لكاستال أنت شخصيتك ضعيفة.. ومع السلامة أنت وسعد.
سيناريو إقالة الجهاز الفنى للزمالك
كاستال لعباس: محمود سعد تعمد تضليلى
الخميس، 03 سبتمبر 2009 11:19 م
كاستال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة