أدان الكتاب الشباب فى تصريحات خاصة لليوم السابع تصريحات الكاتب "عبد الوهاب الأسوانى" التى تهجم عليهم فيها، ووصفوها بأنها "قاصرة وعامة" ووصفوه هو شخصيا بأنه "لا يقدر على استيعاب كتاباتهم وأن كتاباته تقليدية عتيقة"، وكان الأسوانى قد صرح خلال الندوة التى أقيمت باتحاد الكتاب بأن الكتاب الشبان أنصاف موهوبين ولا يوجد فيهم كتاب حقيقيون، مما أثار غضب الكثيرين من الكتاب الشباب.
هدرا جرجس الحائز على جائزة ساويريس فى الرواية قال: لا يمكن الحكم على تجربة الكتابات الشابة من رواية واحدة أو روايتين، ولا يمكن أن تصف الكتابة الشابة بأنها نصف أو ربع موهوبة وهى لم تكتمل بعد.
وأكد على أن التجربة الإبداعية بها عوامل كثيرة يجب توافرها لكى تكتمل من ضمنها عنصر الخبرة والتراكم الثقافى.
فلا يمكن الحكم على مبدع جديد برواية واحدة إلا بعد أن نفهم التجربة فى سياقها الكامل، أى بعد اكتمال مشروعه الإبداعى.
وأضاف هدرا أن تجربة نجيب محفوظ بدأت بالروايات التاريخية لكنها اكتملت بعدة أعمال كثيرة، فالحكم على الإبداع لا يمكن أن يكون بعمل واحد.
وقال هدرا: هذه نظرة قاصرة لإبداع الشباب، فالإبداع تراكم ثقافى، وقد يكون هناك رواية جميلة لمبدع شاب لكن تجربته لم تكتمل، والحكم على الشباب بأنهم أنصاف مواهب اعتبره إجهاضا للمشروع فى بدايته.
وأشار هدرا إلى احترامه لشخص عبد الوهاب الأسوانى وإبداعه، لكن الشباب بحاجة لرأفة، ونحن فى النهاية لسنا فى سباق، كما أننا لسنا فى حرب أجيال، فكل عمل جيد هو إضافة للحياة الثقافية، وعبد الوهاب الأسوانى نفسه لديه أكثر ليعطيه لمشروعه الثقافى.
القاص شريف عبد المجيد أفاد تعليقا على رأى الأسوانى بأنها حرية شخصية ومن حقه أن يقولها طالما أن هذه وجهة نظره، لكنه رأى انطباعى ولم يكونه بالتأكيد عن قراءته لكل أعمال الكتاب الشبان الصادرة حديثا عن دار ميريت والعين ومزيد والشروق وفكرة وشمس وكل دور النشر الكثيرة التى تفرز الكثير من الكتابات الشابة.
وأشار عبد المجيد إلى أنه من الطبيعى أن تتحول الذائقة الأدبية لأى كاتب صاحب خبرة بعد فترة من الزمن، وتصبح ذائقة كلاسيكية أو تقليدية، لا تستوعب التجريب، واستثنى عبد المجيد من هؤلاء الكتاب محمد مستجاب وإبراهيم أصلان وآخرين ويحيى الطاهر عبد الله حيث وصف كتاباتهم بأنها تقترب من كتابة الشبان.
وقال عبد المجيد: أعتقد أن كتابة عبد الوهاب الأسوانى جيدة، لكنها تقترب من الكتابة الآمنة، وهى الكتابة المتعارف عليها بالكتابة التقليدية التى تحوى شخوصا وعقدة وحل ومن الطبيعى ألا تستوعب ذائقته الكتابة الجديدة. وختم شريف عبد المجيد حديثه: أنا أحترم عبد الوهاب الأسوانى لكنى لم أقرأ له أى عمل نوعى به مغامرة تجريبية على مستوى اللغة أو الأشخاص أو الزمن.
القاصة بسمة عبد العزيز ترفض الأحكام المطلقة خصوصا عندما تكون فى الأدب، وأكدت أنه لا يجوز أن نحكم بفشل تجربة جيل كامل، فأى جيل بما فيه جيل عبد الوهاب الأسوانى به كتاب موهوبون وأيضا أنصاف موهوبين، كما لا يمكن أن نقيم تجربة جيل لم تنته تجربته، وإنما يمكن أن نقيم تجربة جيل السبعينيات مثلا أو الثمانينيات. وأشارت بسمة إلى أن جزءا مما قاله الأسوانى صحيح، فالنقاد قليلون ولا يوجد فرز وانتخاب للأفضل، وحال الكتابة أصبح مثل حال الأغنية، "أى حد عايز يكتب بيكتب" وأضافت بسمة إلى أن عملية الفرز تحدث بعد فترة طويلة من تجربة الجيل، فالأفضل هو من يبقى بعد هذا المولد الكتابى، وهناك أعمال كثيرة ستسقط بالتأكيد من الذاكرة الأدبية.
وختمت بسمة حديثها بأن حالة الهرج والمرج الموجودة فى وسط الكتابة ليست ذنب الكتاب الشبان، وإنما غياب النقد والتغطية الإعلامية الجيدة، فإذا كان الحكم على هؤلاء الكتاب بأنهم فاشلين وأنصاف مواهب، فيمكننا أن نقول أن باقى الكتاب والمثقفين قد فشلوا فى تقديم الجيد منهم ومساعدته على الظهور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة