البرنامج النووى المصرى هدف قومى كثر الحديث حوله دون أن نرى نتيجة ملموسة، فلم يسبق أن تذوقنا مياه محلاة بواسطة الطاقة النووية تنقذنا من ضغوط الدول الأفريقية المستمرة، والتى تحركها إسرائيل من الكواليس لتقليص حصتنا من ماء النيل، ولم نتفوق فى إنتاج طاقة كهربائية نحن فى أمس الحاجة لها بواسطة طاقة نظيفة كالطاقة النووية..
فمن الواضح أن هناك صعوبة شديدة لتحقيق هذا الحلم المشروع، فالبرنامج النووى المصرى يواجه ضغوطا داخلية بواسطة رجال الأعمال الطامعين فى موقع الضبعة، وضغوطا خارجية بواسطة إسرائيل التى بدأت تجاهر بحملتها على مصر، حيث أثار التقرير الذى نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية حول موقع الضبعة وإقامة المحطة النووية المصرية لتوليد الكهرباء استياء المسئولين المصريين، ورفضوا رفضا قاطعا الاستسلام لحملة إسرائيل المتوقعة لإعاقة تفعيل برنامجنا النووى..
وكانت الصحيفة الإسرائيلية نشرت تقريرا تحت عنوان "محطة نووية أم قرية سياحية.. تلك هى المشكلة"، حيث أبدت إسرائيل مخاوفها حول اختيار الضبعة لإقامة المحطة النووية وحول تنفيذ المشروع عموما، لأنه يستلزم إعداد كوادر وهو ما تخشاه إسرائيل لأنه فى هذه الحالة سيصبح من المحتمل تطوير المشروع النووى فى أى اتجاه وليس فقط لتوليد الكهرباء.
من جانبه، أكد دكتور رشاد القبيسى، الرئيس السابق لجهاز الأسلحة النووية بالأمم المتحدة، أن إسرائيل تريد أن تعرقل أى نشاط نووى مصرى، وأنه بحكم عمله فى منظمة دولية، وجد أن إسرائيل تريد أن تثبت للرأى العام العالمى أن أمنها مهدد باستمرار، وذلك غير صحيح بالمرة.
وأضاف القبيسى: "إننا وقعنا على اتفاقية حذر انتشار الأسلحة النووية وإسرائيل لم توقع، وهذا أضعف كثيرا من موقفنا ويقلص من دورنا وتأثيرنا العالمى، فالسلام لا يتحقق بغير القوة ولابد أن يكون هناك ندية، وليس من المنطقى على الإطلاق أن نبقى الطرف الأضعف ونكون موضع اتهام، ودائما مطلوب أن نبرر أنه من أبسط حقوقنا أن نطبق التطبيقات السلمية للأنشطة النووية، فنحن فى ذيل القائمة فى مجال أصبح هو مستقبل العالم".
وأشار إلى أنه يرى أن مصر لابد أن تمتلك القنبلة النووية، وأنه يقول هذا بالرغم من أن جهاز الأسلحة النووية التابع للأمم المتحدة والذى رأسه فى الأساس معنى بالحد من استخدام الأسلحة النووية، إلا أنه يرى أنها جزء لا يتجزأ من أمننا القومى، وليس من حق إسرائيل أن تتدخل فيما لا يعنيها، فإقامة محطة نووية فى الضبعة أو غيرها شأن مصرى 100% ولابد أن يكون رد المسئولين المصريين على هذه التصريحات الاستفزازية حاسما، وأن يكون هناك رد عملى وهو إقامة المحطة النووية فى أقرب وقت، وكفانا عمل معوقات وهمية لأنفسنا، فنحن الخاسرون إذا لم يفعل البرنامج النووى المصرى لأنه أمن قومى.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد طه القللى، رئيس هيئة الطاقة الذرية، أن ما تردده إسرائيل أكاذيب بشأن اتفاقية حذر الأسلحة النووية، فمصر موقعة على جميع بنود الاتفاقية وتعمل بمنتهى الشفافية، وإلا لماذا تتعامل معنا دول مثل أمريكا وروسيا والصين فى هذا الشأن؟ فما تفعله إسرائيل مخطط له وهدفها معروف وهو ممارسة الضغوط على مصر، ولكن موقفنا فى منتهى القوة وما تردده لن يكون له تأثير لأنه هراء بلا شك والوكالة الدولية متابعة معنا كل الخطوات.
أضاف "القللى" أن "دراسة الموقع تتم تحت إشراف خبراء عالميين وبأسس علمية، ولسنا متخوفين من شيء على الإطلاق، فما نفعله هو تفعيل التطبيقات السلمية للأنشطة النووية وتوليد طاقة الكهربائية عن طريق محطة نووية مشروع طال انتظاره، ونحن فى أمس الحاجة إليه ولن نسمح أن يعوقه أحد أو تمارس إسرائيل أى ضغوط بهذا الشأن، وشاءت إسرائيل أم أبت، مصر فى طريقها لتفعيل برنامجها النووى لأنه مشروعنا القومى القادم".
خبراء: إسرائيل تحاول عرقلة مشروع مصر النووى وعلينا التصدى لها
الخميس، 03 سبتمبر 2009 03:45 م