«حياتى الخاصة منطقة محرمة» أعتقد أنه لا يوجد صحفى لم ترد هذه الجملة على مسامعه من قبل فنان أو فنانة يجرى معه حوارا، وبمجرد أن يتطرق لأى سؤال يخص حياة الفنان الشخصية - وأحيانا يكون بغرض إزالة لبث ما أو إظهار معلومة - فإن الفنان سرعان ما يرفع هذا الشعار فى وجه الصحافة التى عادة ما يلقون بعبء أزماتهم عليها، والغريب أن هؤلاء النجوم أنفسهم هم الذين نشاهدهم حاليا فى البرامج الرمضانية التى تحاصرنا «ليل ونهار» يتكلمون عن أسرارهم الخاصة جدا.
فالفنانة إلهام شاهين تعترف أمام إيناس الدغيدى وطونى خليفة بأدق أسرارها وكيف أنها أجهضت نفسها وأن الله عاقبها بعدم الإنجاب، والفنانة هند صبرى الأكثر تشددا فى الاقتراب من منطقة حياتها الشخصية عندما يسألها طونى خليفة عن حياتها الجنسية فى المراهقة تجيب.
والمخرجة إيناس الدغيدى تواجه بسؤال ماذا لو اكتشفت أن ابنتك شاذة جنسيا، والفنانة الاستعراضية دينا تتحدث عن فيلمها الجنسى وأزماتها ونقاب شقيقتها، ومفيد فوزى يجلس على كرسى الاعتراف ليدافع عما يتردد حول لقبه السرى فى الوسط الفنى «مستفيد فورى».
اعترافات واتهامات للنجوم وهم يتحدثون ويدافعون ويسردون أدق تفاصيل حياتهم، ما الذى يدفع فنانا لأن يعترف هكذا وما المهنة التى تجعل الفنان مستباحا، ومن حق أى أحد أن ينهش فى لحمه وعرضه، وما الذى يجعله يتواطأ على ذلك ويصبح جزءا من لعبة صارت شديدة السخف.. هل هى الدولارات أم أنها الرغبة فى الاعتراف للتطهر من أخطاء وذنوب، أم أنها نمط من الأداء الإعلامى الغربى ليصبح النجوم أقرب إلى الجماهير باعترافاتهم الساخنة؟.. لا أعتقد.. فالتطهر قد يكون مكانه عيادة الطبيب النفسى أو إحدى دور العبادة، وإذا كان الفنان يرغب فى زيادة جماهيريته عندما يظهر ضعيفا يحتاج لمن يربت على كتفيه، ولا أظن هذا أيضا لأنهم فى البرامج العادية وفى حواراتهم طوال العام يرفعون شعار «الحياة الشخصية منطقة محرمة ممنوع الاقتراب أو التصوير».
لذلك لا يتبقى سوى الدولارات وكلما تم الاتفاق على سعر وأجر أعلى، كلما جاءت الاعترافات أسخن وأكثر دقة، وأستشهد هنا بما كتبه الكاتب الكبير وحيد حامد فى مقاله عندما تساءل.. هم رجال أفاضل وسيدات محترمات وكلهم نجوم وأعلام فى مختلف المجالات نحترمهم ونحبهم ونقدرهم، نسعد بهم.. هؤلاء سقطوا تماما عندما جلسوا فى استسلام أمام كاميرات البرامج الحوارية.. بعضهم قال كلاما فارغا تافها لا يتناسب مع شخصه وأكثرهم نهشته الذئاب الجائعة على الشاشة وكأنها مشاهد مستعارة من برامج عالم الحيوان، أنا لا ألوم مقدمى البرامج الذين يتعمدون تمزيق الضيوف بالمخالب والأظافر، ولكننى أسأل السادة الضيوف الذين أهانوا أنفسهم عندما خضعوا لهذه الاستجوابات العدوانية وجميعهم والحمد لله فى حالة يسر لا عسر وجميعهم من المشاهير: ليه كده وبكام؟
هذا التساؤل طرحه الكاتب وحيد حامد ويطرحه الكثيرون، ماذا يفعل النجوم بأنفسهم ولماذا يتحولون إلى عرائس ماريونيت يحركها من يرغب ويضعها كل من هب ودب فى الإطار الذى يجلب له إعلانات.
والأكثر سخفا فى هذه اللعبة أو السيرك الرمضانى أن بعض هؤلاء النجوم والشخصيات العامة تحولوا إلى راكورات فى البرامج وكأنهم ينافسون النجوم فى دراما رمضان، فمثلاً نجد الدكتور علاء صادق المعلق الكروى والمخرج خالد يوسف والمحامى طلعت السادات وبعض رجال الأعمال المتواجدين فى الخارج والمستشار مرتضى منصور وكأن هناك اتفاقا ضمنيا من المسئولين لإعداد هذه البرامج عن استخدام أكثر الأسماء القادرة على صنع «شو» يثير الضحك والشفقة والاستفزاز.
لمعلوماتك...
◄100 ألف جنيه أجر هبة الأباصيرى فى برنامجها «مذيعة من جهة أمنية»
◄50 ألف جنيه أجر يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة