عندما ترى قسمات وجه عم حسن النحات، لا تدرى هل هى منحوتة لأن صاحبها هذه هى وظيفته ومهنته فى الحياة منذ أن ولد، أم أن الهم والبؤس أدى به لذلك.
فى وسط صحراء الوادى الجديد وحجارته، وبالتحديد فى الواحات كانت نشأته الأولى، قدم بعدها حسن سعداوى 49 سنة مع أسرته ليسكنوا بحى الأميرية، وبعد حصوله على الشهادة الإعدادية قرر حسن الذى هوى الجبس والمونة والتشكيل والحفر والنحت، أن يعمل فى ورشة للبلاط تقربه من هدفه، وبالفعل كبر حسن وبدأ يتجه جنوباً إلى أسوان، مع النحاتين يتداخل ويتعلم، ويتأمل المعابد والمسلات، يقول: «قررت وأنا عندى 25 سنة أشتغل نحت فرعونى، جبت قواميس ترجمة فرعونية، رومانى وإنجليزى وعربى، واشتغلت فى التقليد فترة، نحت على جرانيت وبازلت أسود، يعنى مجرد هاوى، وبعدين ابتدت موهبتى تظهر والحمد لله، عملت حاجات حلوة كثير منحوتة، واتجوزت وخلفت 6 أولاد أصغرهم عنده 4 سنوات وأكبرهم 22 وكلهم غاويين نحت زى أبوهم، لكن بصراحة النحات المصرى عيبه أنه بينقل بالنص ومش بيحاول يبدع أو يدخل أى تعديل، حتى خريجى الفنون الجميلة معرفتهم نظرية وبس، بس بحب محمود مختار وباعتبره قدوتى.
ويواصل عم حسن النحات حديثه قائلاً: واحنا عموماً كمصريين مبنقدرش النحاتين زى الأجنبى، مرة كنت فى بازار فى أسوان وواحد من السياح عجبه تمثال فالولد صاحب البازار حب يأكد للسائح أن التمثال جامد ومتين فخبط عليه بالمفك، وفوجئنا جميعاً بالأجنبى يصفع الولد على وجهه قائلاً فى غضب: لا.. لا، بعدها اعتذر السائح للولد صاحب البازار وقال له: سامحنى لم أقصد إيذاءك ولكنك تؤذى هذه التحفة الفنية الجميلة بالخبط عليها بالمفك، وأرجو ألا تتعامل هكذا معها مرة أخرى.
عم حسن يحلم بمشروع حياته فى النحت، يقول: «نفسى أعمل تمثال معاصر عن مصر يتحط فى ميدان عام، وبتخيله عبارة عن رأس أبوالهول وبعدين جسم سمكة كأنها عروس البحر، وتحت رأس أبوالهول وجه ملكة لابسة روب زى روب المحامين وفارده إيديها كأنهم جناحان، جناح منهم مهندس ماسك مفتاح كأنه رشاش، وفى الجناح التانى فلاح ماسك فأس كأنه برضه رشاش، وفى النص بينهم كرة أرضية طالع منها غصن زيتون وحمامة، وقاعدة التمثال عبارة عن زهرات لوتس، المفتحة منها فيها نص وجه لنجيب محفوظ ونص وجه لأحمد زويل، وواحدة مفتحة نص نص، وواحدة مقفولة وهكذا، ومنى عينى أنفذ التمثال ده ولو ببلاش، يدونى بس سنة شغل، بس يتحط فى ميدان عام.
يسكت عم حسن لثوان ثم يستكمل: «والله أنا عندى مشروعات كتير فى حب مصر، ونفسى أعمل مدرسة أعلم فيها النحت للأطفال».
من الواحات لأسوان للقاهرة.. ومشكلته إن المصريين لا يقدرون المهنة
24 سنة نحت.. لكن حلم حياة عم حسن إنه يعمل تمثال لمصر براس أبوالهول وجسم عروسة البحر.. بس الشرط نور.. يتحط فى ميدان عام
الخميس، 03 سبتمبر 2009 11:15 م
حسن سعداوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة