مرايا التأويل فى الرواية العربية

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009 10:54 م
مرايا التأويل فى الرواية العربية
الرباط (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى نقد السرد.. أصدر الروائى والناقد المغربى شعيب حليفى أحدث أعماله النقدية بعنوان "مرايا التأويل.. تفكير فى كيفيّات تجاور الضوء والعتمة".

يفتتح الباحث كتابه النقدى بمدخل يحدد من خلاله تصوره لبنية النص الإبداعى عموما، باعتبارها بناء معقدا لخطابات مختلفة متشابكة ومتفاعلة ومتحاورة فيما بينها، والرواية على أنها "نص لغوى تخيلى مركب من مرجعيات وتيارات" تتطور وتستمر بعلاقاتها المفتوحة مع كل ما هو لغوى ورمزى، مما يحول الرواية إلى "بحث عن فهم كلى وسعى إلى التعبير عن شتات الواقع"، لتؤسس للأفق المغاير تجاوزا للحدود وكسرا للقيود بحثا عن هوية كونية.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، يقدم الفصل الأول مبحثين يدور الأول حول المتخيل والمرجع: صيرورة الخطابات، حيث يناقش علاقة نص التاريخ بالنص الروائى، معتبرا نص التاريخ نتاجا ثقافيا وأيديولوجيا قابلا للقراءة والتأويل كغيره من الخطابات الأخرى.

ويتقصى الناقد علاقات الروائى بالتاريخى.. انطلاقا من كيفية تشكل وتفاعل الرواية مع النص التاريخى، والآليات المتحكمة فى هذه العلاقة التى تحقق فى النهاية نصا روائيا.

أما المبحث الثانى، فيدرس بلاغة الصورة فى السرد، معتبرا أن إدراك الصور فى المتن الروائى هو إدراك لطبقات متعددة من القول، ولإبراز دور الصورة فى السرد لجأ الباحث إلى المتن الروائى العربى، ممثلا فى روايات سليم بركات ورواية طائر الخراب لعبد الرب سرورى وحلق الريح لصالح السنوسى والمشروع الروائى للغيطانى.

فى الفصل الثانى، يستكمل الناقد بحثه فى صيرورة التخيل، بالحديث عن الأدب المغربى المعاصر، معتبرا هذا الأدب وارثا لتراث مزدوج من الكنايات والشروط الأدبية فى مجال الشعر والنثر، وهو التاريخ المدون والشفوى والمعاش، كمحطات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية كموروث ثان. ويتناول حليفى نصوصا روائية مغربية فى هذا السياق.

فى مبحث آخر، ضمن هذا الفصل، ينطلق حليفى فى مقاربة عدد من النصوص الروائية المغاربية من فكرة أن هناك نزوعا كونيا إلى تخيل الواقع بتعدد حقائقه وتبدلاته.. وتحويل الحياة إلى الحكاية، ويستند الكاتب- فى رؤيته- إلى روايات "بخور السراب" الجزائرية لبشير مفتى، ورواية "امرأة النسيان" المغربية لمحمد برادة، وكذلك رواية "المخدوعون" المغربية لأحمد المديني، وغيرها.

أما فى الفصل الأخير.. فيتتبع الناقد سيرة السرد العربى، ومسار نموه وتطوره، معتبرا أن للرواية مرجعيات هى كل التراث العربى بالإضافة إلى الترجمات.. ويضرب مثالا على ذلك بنصوص على الدوعاجى "جولة بين حانات البحر المتوسط"، ونص ابن المؤقت المراكشى "أصحاب السفينة"، فضلا عن روايات سليم بركات ورحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة