رمضان العباسى يكتب.. مسلسل الرسوب الحكومى

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009 11:56 ص
رمضان العباسى يكتب.. مسلسل الرسوب الحكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيراً وبعد مسلسل السقوط والرسوب والفشل، قرأت خبرا صغيرا فى إحدى الصحف العربية عن انضمام مصر إلى عضوية الاتحاد العالمى لحدائق الحيوان، حمدت الله على نجاح مصر فى شىء، ولكن فى نهاية الخبر وجدت كاتبه يقول "إلا أن نجاح مصر هذه المرة لم يكن على المستوى البشرى ولكن على المستوى الحيوانى"، سألت نفسى لهذه الدرجة أصبح الإنسان المصرى عنوانا للفشل، ولكن سرعان ما وجدت شريطا من الأحداث المريرة يعبر أمام عينى يذكرنى بمسلسل طويل من إخفاقات الحكومة الذكية جعل الكل يتطاول على مصر والمصريين، بدأ من صفر المونديال مروراً برسوب مصر فى الثانوية العامة ورغيف العيش وصولاً إلى الفشل فى اليونسكو.

الغريب فى الأمر أن الحكومة رغم أنها ذكية ونظيفة إلا أنها لم تجد تفسيراً لمسلسل الفشل، سواء ترديد نظرية المؤامرة باعتبارها التفسير السهل الذى لايحتاج إلى جهد وتحرى للوصول إلى الأسباب الحقيقية للفشل، وبالتالى لايتم تحديد الأشخاص المسئولين عن الإخفاق وإهدار ثروات الغلابة التى يجمعها بطرس غالى بالإكراه، وبذلك تضيع القضية مثلما ضاعت الكرامة المصرية.

العجيب أن نظرية المؤامرة كان يلجأ إليها الشعب المصرى المسكين لتفسير كل ماعجز عنه ويبدو أن الحكومة قررت الاستعانة بأفكار شعبها.

فقد أرجعت الحكومة "المصونة" صفر المونديال الذى أنفقت عليه الملايين من جيوب الغلابة إلى نظرية المؤامرة التى فعلتها الدول التى يحق لها التصويت ضد مصر، وكأن المسئولين عن الملف كانوا نائمين على آذانهم، كذلك أرجع فاروق حسنى خسارته فى اليونسكو إلى المؤامرة وكأنه لايعرف مايحيك حوله، بل استسلم فى الجولة الأخيرة للنظرية، ولكن يبدو أن رسوب الأخ حسنى أشفى غليل الكثير من المصريين دون أن يعرفوا أن نجاحه كان الحل الوحيد للتخلص منه..

فبالرغم من الوعود التى قطعها على نفسه بترك وزارة الثقافة إذا رسب فى اليونسكو، إلا أنه عاد وكأن شيئا لم يكن، مستغلاً طيبة الشعب المصرى الذى لايحاسب المسئولين على كلامهم أو عودهم أو حتى رسوبهم. مسلسل السقوط الذى يلاحق مصر فى كل مكان كان هو السبب فى عودة بطرس غالى من الأمم المتحدة يجر أذيال الخيبة لعدم قدرة مصر على دعمه فى الصمود ضد الآخرين، ولولا جواز السفر النمساوى الذى يملكه محمد البرادعى لربما سقط مثل الآخرين.

بالرغم من هزيمة حسنى فى اليونسكو، إلا أنه قال اليونسكو ليس مهما! إذا كان كذلك فلماذا ذهب ولماذا أنفق كل هذه الاموال على حملته ولماذا زج باسم مصر فى سجلات الراسبين والفاشلين، لقد كانت هذه المعركة خير دليل على تخبط التفكير الحكومى، فبالرغم من تغير مواقف حسنى تجاه إسرائيل وركوعه لهم وحصول الإسرائيلين على ثروات المصريين الغلابة وتركهم يرتعون ويمرحون فى مصر، إلا أن ذلك لم يشفع لحسنى ولا زمرته الحاكمة، فقد سادها الارتباك فى التحركات والمواقف مثلما يحدث معها فى رغيف العيش ومياه النيل والبطالة وغيرها، يبدو أن الحكومة ظنت أنها تستطيع أن تزور الانتخابات لذلك وضعت الملايين من شوادر البطيخ الصيفى فى قلب الأخ حسنى لذلك تجرأ ووعد بأنه سيترك الوزارة إذا لم ينجح اعتقداً منه أن النجاح حليفه، ولكن الحكومة اكتشفت هذه المرة أن طريقة التزوير أصبحت قديمة وعليها اتباع طريقة حديثة إذا أرادت أن تنجح داخلياً أو خارجياً مثلما يفعل الثعلب أوباما الذى يلدغ من وراء الستار.

وهكذا عاد الوزير المهزوم بطلا قوميا وطلب منه رئيس الجمهورية أن يترك الأمور واء ظهره وكأنه لم يفعل شىء مثلما حدث فى الانتخابات الماضية مع إسماعيل سراج الدين فبعد هزيمته النكراء عاد ليتم تكريمه والاستمرار فى منصبه.

هكذا هى مصر فى العصر الحالى تكرم الفاشلين وتستعين بمعدومى الموهبة وتعتمد على أصحاب الولاءات لللحكومة والرئيس ولاتعتمد على أصحاب الولاء للدولة المصرية، لذلك نشاهد نجاح المصريين على المستوى الشخصى فى الخارج رغم كل الصعوبات، وبينما يفشل أقرانهم فى الداخل رغم استيلائهم على كل شىء لأنهم لايصلحون لأى شىء.

إن أى انتخابات تدخل فيها مصر بشكلها الحالى وحكومتها الذكية لن تنجح فيها لأنها غير قادرة على تزوير الانتخابات الخارجية، ولو كان انضمام مصر لعضوية الاتحاد العالمى لحدائق الحيوان بالانتخابات لفشلت مصر بالتلاتة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة