حسين حرفوش يكتب.. والثعلب فات.. فات!

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009 10:48 ص
حسين حرفوش يكتب.. والثعلب فات.. فات! - صورة ارشيفية -

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثر الحديث عن مظاهر الفساد التى استشرت..حتى زكمت رائحتها الأنوف ..وملأت أخبارها الآذان.. وكادت أخبار فساد الكبار تكون وجبة يومية تعود عليها الصغار.. حتى توجست أن ينظر إلى أولادى نظرة شك أو تشكك .. فلقد أصبح فى نظرهم كل كبير فاسد.. ومن الحظ السىء أثناء كتابتى لهذا المقال جاءتنى إحدى بناتى ... تحمل فى يدها مجموعة من الصحف تحمل كلها فى صدر صفحتها الأولى أخبار ثعالب الفساد الذين امتدت أياديهم إلى كل مكان..

فرمتها قائلة ألم أقل لك يا أبتى يكفى كتابة أشعار ومقالات لا تعالج ما نحن فيه؟!.. يا أبتى هل تستطيع أن تفسر لى قوله تعالى ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون).. فقلت لها ذاكرا ملخصا لها تفسير ا قريبا من إدراكها: قديما عندما استشرى الفساد ..وأصبحت القدوة فاسدة.. فاضطربت الرؤية وأصبحت فاسدة وتغيرت الاتجاهات والسلوكيات تبعا للرؤية ففسدت أيضا .. وعندها أصبح الفساد والمفسدون والثعالب هم القاعدة ..والخير وأهله أصبحوا اسثناء.. لذا أصبح الطهر والخير أمرا غير مرغوب فيه .. لذا أصدر المفسدون من خلال قدوة وشهوة وقدرة أمرا يقول ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )..

فقالت ألا ترى أننا نعيش بعض معاناة ومعانى هذه الآية اليوم ...ثم تابعت قائلة : يا أبتى إن أفضل مراحل العلاج إذا استعصى الداء على الدواء فى نظرى هو الكى أو الجراحة.. و ثعالب الفساد والمفسدين لن يقضى عليهم إلا الكى أو الاستئصال بالجراحة.. أما أصحاب فلسفة خذ وهات.. الذين تحرجوا وخجلوا وخافوا أن يقولوا (الثعلب مات ويستحق أن يموت عشر مرات) فأبدلوها بقولهم (الثعلب فات )..وحرصا منهم على حياة الثعلب .. أكدوا نجاته وفواته من الخطر بتكرار (فات) فقالوا ( الثعلب فات.. فات..) بل حرصوا على تمجيد الثعلب وتعظيم قدراته فقالوا (( الثعلب فات.. فات..وف ذيله سبع لفات) وهذا تأكيد على براعته وليس هناك من يقدر عليه بدليل أنه فات رغم أن فى ذيله سبع لفات..

هؤلاء فى نظرى ليسوا جبناء فقط ..بل أشد خطرا علينا من الفساد والمفسدين لأنهم يهيئون لثعالب الفساد البيئة المناسبة ...وعندها انتبهت .. وخفت أن تجرنى إلى أشواك الحديث..ولذا أردت الخروج من الحوار مع ابنتى بحجة وجع رأسي.. ففوجئت بقولها .. إذن لا كلام و لا جدال لأن الرأس قدوة الجسد ..فإذا فسد الرأس تبعه فساد الجسد وفساد تصوره ورؤيته لما حوله.. فعجبت من فلسفتها .. وخفت عليها.. وتذكرت أصحاب اللقاءات والحوارات ..فى الفضائيات والإذاعات والجرائد والمجلات وأصحاب النقاشات ..والمساجلات..والحوارات..فى البرامج من الخامسة صباحا وحتى العاشرة مساء..بل إلى منتصف الليل.. وكل المتحدثين يأتون ويطلون علينا فى كامل أناقتهم ..ولباقتهم ..وفصاحتهم ..وأحيانا رطانتهم.. ويعجزون عن قول إن الثعلب يستحق أن يموت .. ثم ذكرت لها أن ظلام الليل يمحوه صباح النهار والأمل قائم وسيتحقق ما يصبو له العالم من خير.. يا ابنتى لقد قلت ما عجز عن قوله كل هؤلاء المتحذلقين و المتحذلقات ... بسبب (خوفٍ) .. أو (جُبْنٍ) .. أو ( زُبْـد.. !!!)..






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة