قال الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، أن دول المغرب العربى أكثر تحضرا من باقى الدول العربية التى اعتمدت على المعونات المالية من الدول الغربية والأوروبية، لأن تلك الدول أتيح لها الانفتاح على الثقافات الغربية والتعبير عن آرائها بحرية، موضحا أن التحدى الذى يواجه شمال إفريقيا يعد تحديا ثقافيا أكثر منه سياسيا، وذلك خلال الندوة التى نظمتها السفارة البريطانية بالقاهرة بمناسبة مرور 25 على بدء برنامج منح تشيفننج، وذلك بالتعاون مع مركز أبحاث تشاتام للدراسات الدولية.
وأشار الفقى إلى أن دول المغرب العربى تخلط بين الدين والوطنية ويتخذون الدين الإسلامى كهوية، وأنهم أقرب للاتحاد الأوروبى من حيث الأفكار والرؤى، مشيرا إلى أنه فى بعض الأحيان تشعر بالضيق لإقحامها فى الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى فنظرتها للأمر بعيدة عن البعد السياسى. وقال مازحا إن مصر عندما تقدمت بطلب للانضمام لتجمع المغرب العربى فى التسعينيات قال البعض إنها فعلت ذلك للاستفادة من تمويلات الاتحاد الأوروبى بالمنطقة.
حضر الحلقة النقاشية أيضا الدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، حيث إنه أحد خريجى منحة تشيفننج، الذى قال إن مصر نجحت فى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يقدر بـ 8 إلى 13 مليار دولار فى السنوات الماضية، وأن التبادل التجارى بين مصر ودول المغرب العربى زاد بنحو أربعة أضعاف حيث ارتفعت قيمة التبادل التجارى بين مصر والجزائر إلى 134 مليون دولار إلى 700 مليون دولار، والمغرب من 120 مليون دولار إلى 400 مليون دولار، وتونس من 90 مليون دولار إلى 400 مليون دولار، وليبيا من 150 مليون دولار إلى 900 مليون دولار.
وأكد محيى الدين أنه مع بدء الاتحاد من أجل المتوسط حدثت تطورات فى التبادل التجارى بين دول المغرب العربى ومصر، حيث كان 90% من التبادل التجارى لمصر يتم مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، ولكن الآن أصبحت الصين والهند تحتلان الصدارة العلاقات التجارية وتأتى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى فى المرتبة الثالثة، مؤكدا أن عملية برشلونة شهدت عناصر مشجعة للانفتاح بين هذه الدول.
واستكمل قائلا إن مصر تقدمت بطلب الانضمام لتجمع دول المغرب العربى بصفة مراقب. ولكن الباحثة كريستين كوش بمركز تشاتام هاوس للأبحاث كان لها رأيا آخر حول ما نتج عنه الاتحاد من أجل المتوسط، حيث قالت إن الاتحاد من أجل المتوسط الذى أطلق العام الماضى أنهى تماما عملية برشلونة التى بدأت فى عام 1995 وأنه يعد انتكاسة، لأنه أفرغ أغلب العناصر السياسية لعملية برشلونة ولم يعبر عن طموحات شعوب المنطقة، وأصبح يركز فقط على بعض أوجه التعاون خاصة فى إقامة المشروعات المشتركة والتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية.
الفقي: دول المغرب العربى أكثر تحضرا من باقى الدول العربية
الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009 09:37 م