على الرغم من تزايد الضغوط الدولية من أجل فرض مزيد من العقوبات الصارمة على إيران بعد الكشف عن وجود برنامج نووى سرى قرب مدينة قُم الشيعية المقدسة، إلا أن أحد الخبراء الدوليين فى مجال التفتيش عن الأسلحة النووية رأى أن هذه العقوبات من شأنها أن تقوى من شوكة المتشددين فى الدولة الشيعية.
حيث حذر هانس بليكس المفتش السابق بالأمم المتحدة، أمس الأحد من أن الزعماء الغربيين يخاطرون بتقوية أيدى المتشددين فى طهران إذا اندفعوا نحو "خنق" الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى الأزمة الخاصة ببرنامج بلاده النووى.
وقالت صحيفة الإندبندنت إن الرجل الذى قاد فريق التفتيش على أسلحة الدمار الشامل التى اتهم الرئيس العراقى السابق صدام حسين بإخفائها قبل الغزو الأمريكى عام 2003، قال إنه من المستحيل أن يتم التحقق بشكل كامل من النشاط النووى الإيرانى فى ظل نظام التفتيش الحالى للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو استبعاد وجود مفاعل نووى سرى ثالث لتخصيب اليورانيوم.
ويرى بليكس أن استراتيجية التهديد والعقاب دون محاولة متوازنة من الحوار المقنع سيكون لها آثار عكسية. وقال: "إذا كان النهج سيعتمد على توبيخ إيران ووضع قادتها فى الزاوية وعقابهم، فأنا لا أعتقد أن هذا سيكون أمراً حكيماً".
وأضاف أن المعلومات الأخيرة التى تم الكشف عنها بشأن وجود مفاعل سرى لم تغير من المشكلة السياسية الخاصة بمنع إيران من المضى قدماً فى برنامجها النووى، وكانت هناك فرصة أفضل لتحقيق أهداف الغرب من المفاوضات، كما يشير بليكس، بتقديم عرض حوافز على الإيرانيين بدلاً من استخدام التهديدات. ويمكن أن تتضمن هذه الحوافز الاستثمار فى برامج للطاقة النووية المدنية وعرض أمريكى بإعادة العلاقات الدبلوماسية مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم.
وأنهى بليكس تصريحاته لصحيفة الإندبندنت بالتحذير من أن فرض العقوبات الصارمة التى من شأنها أن تمس المواطنين الإيرانيين الذين يعانون من تأثير البطالة المزمنة سيأتى بنتائج سلبية، ويعزز من شعبية أحمدى نجاد الذى يفتقد الشرعية الآن بعد انتخابات يونيو الماضى.
هانز بليكس: العقوبات ستقوى شوكة المتشددين فى إيران
الإثنين، 28 سبتمبر 2009 02:40 م
هانس بليكس المفتش السابق بالأمم المتحدة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة