لفتة طيبة قام بها الرئيس مبارك بزيارته لمجمع "كارفور المعادى" ليكون أكثر قربا من الناس فى تلك الأوقات والمناسبات السعيدة التى تجعل الإنسان فرحا عندما يرى من هو مسئول عنه بجانبه دائما.
إن زيارة الرئيس مبارك لكارفور تعد خطوة جيدة فى سبيل التواصل مع الشعب الذى عليه ألا يمر على هذه الزيارة مرور الكرام وعلى الناس أن يستغلوا هذا الأمر لمصلحتهم بعيدا عن كل من يدعو ويتعجب ويتساءل لماذا لم يزر الرئيس أسواقا شعبية مثل العتبة وروض الفرج وسوق الخميس وسوق الجمعة وغيرها.
إن الأجدى أن نستفيد من هذه الزيارات فى تسويق أنفسنا أمام سيادة الرئيس بصورة واضحة، نعرض عليه مشكلاتنا وما نريده وما نحتاج إليه، نقابل سيادته بترحاب على هذه الزيارة حتى يرى أننا بالفعل نحتاج إليه فينزل لنا فى أماكننا التى يريد الناس زيارته لها وكلها أماكن تعبر عن الناس البسطاء الذين تمنوا على منتديات الإنترنت والمواقع الإخبارية مثل اليوم السابع ومصراوى أن تكون زيارة سيادته بعد ذلك فى بؤرة الأحداث التى نريد من سيادته أن يكون معنيا بها.
إن الحكمة المعهودة فى سيادة الرئيس حرصه الدائم على شعبه ويكفينا فخرا أننا لا نعانى من ويلات حروب رغم كل ما يدور من حولنا من صراعات، ومن المؤكد أن سيادته لم يقم بهذه الزيارة إلا ليؤكد لنا أنه دائما مع الناس.
أعلم الآن أن من يقرأ سيقول لى إن مرتادى "كارفور" لا يمثلون طائفة البسطاء التى تتحدث عنها، ولكنى أريد أن أقول لك يا عزيزى القارىء إننا يجب ألا ننظر للوجه السيئ فقط فنحن دائما ننظر لنصف الكوب الفارغ ولا ننظر للإيجابيات.
وبالفعل علق الكثيرون على الخبر بنوع من المزاح والسخرية لأنهم يرون النصف الفارغ فقط، والبعض يرى أن الزيارة جاءت من أجل شراء لوازم العيد والبعض يراها زيارة من أجل معرفة أسعار الكافيار والسيمون فيميه، وغيرها من التعليقات التى نراها فى غالبيةالمواقع التى نشرت هذا الخبر.
ولاتعتقد عزيزى القارى أن رؤية سيادة الرئيس أصبحت حلما بل أصبحت حقيقة لا خيالا بل وربما نرى فى يوم الرئيس معنا يركب "مترو الأنفاق" أو يقف معك فى طابور الخبز أو يقف فى طابور بهيئة البريد بين أصحاب المعاشات ويرى مطالبهم ولم لا؟!
أود أن أشير للبعض أن الرئيس إنسان وله مكانته التى يجب أن نحترمها ونعتز بها فى قلوبنا لأنه رمز دولتنا، فهل تتخيل معى عزيزى القارئ أنك قادر على أن تذهب لأى مكان على قدميك دون أن تتعرض لضغوط من أحد فتستطيع أن تجلس فى أى مقهى وتتمشى رويدا فى الشارع وتقف على كورنيش النيل وتدخل السينما وتأكل ما لذ وطاب فى محل فول وطعمية وتتصرف كما تشاء.
ولكن انظر للسيد الرئيس فهو قد دخل إلى نظام يفرض عليه الاحتياطات دائما فلا يستطيع التجول بمفرده مثلنا ووقته ليس مثلنا يمكن أن نفعل فيه ما نريد إنما هو مرتبط بجداول أعمال وارتباطات لا حصر لها، فهل يستطيع سيادته مع كل هذه الأعمال أن يعيش مثلك بحرية؟!.
وسأضرب لك مثلا آخر، عندما يقوم أحد بسبك عزيزى القارئ فربما تضربه وتلعنه إلى آخر فرع من عائلته ولكن انظر لسماحة الرئيس وصدره الرحب الكل يتكلم ويشتم ويسب ويلعن ولكن لم يرد سيادته عليهم بالسوء والدليل أن من علق على هذا الخبر بالسوء موجود وحى يرزق بل و ربما يقرأ هذا المقال الآن والمواقع التى نشرت خبر زيارة الرئيس والتعليقات سواء كانت معه أو ضده نجدها مفتوحة للجميع بل وتزداد بها التعليقات.
إننا يا سادة نعيش فى عصر نستطيع أن نبرز فيه المساوئ والعيوب والدليل الإعلام والفضائيات تتحدث دوما عن السلبيات بحرية تامة والكل يعمل ولم يعتقل وخير مثال الإفراج الشهير عن الأستاذ إبراهيم عيسى بعفو رئاسى ما هو إلا تأكيد على حرية الصحافة.
اعلم أن الكل سيسعى وراء الأفضل ولا أنكر أن هناك سلبيات يجب الوقوف على أسبابها ومحاربتها من جذورها، و ربما كانت زيارة الرئيس مبارك تفتح الباب لنا لكى نكون يدا بيد معه ضد ما لا نريده من فساد، ولهذا أرجو من سيادتك أن تستمر فى هذه الزيارات وتنزل لأماكن أكثر قربا بالناس حتى يلتحم القائد مع الشعب فى مسيرة واحدة.
