كميل حليم

سلفية الحزب الوطنى

الإثنين، 28 سبتمبر 2009 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت جريدة النيويورك تايمز خبرا عن تراكم أكوام الزبالة فى القاهرة وضمنته بصور مخزيه لما وصلت له حالة القمامة فى العاصمة المصرية بعدما توقفت الشركات الأجنبية عن التخلص من قمامة ملايين السكان بالقاهرة والجيزة، وتطرقت الجريدة الأمريكية إلى أسلوب وطريقة إعدام الخنازير فى مصر وكيف تحول مشروع الحكومة فى الحفاظ على صحة الملايين فى مصر من أنفلونزا الخنازير إلى مشروع يؤدى إلى خطورة صحية داهمة يهدد سلامة وصحة البشر فى القاهرة، كما شرحت الجريدة الأمريكية الدور الذى كانت تقوم به الخنازير فى مصر مع الزبالين وبينت كيف كانت تأكل المواد العضوية من بقايا الخضار واللحوم والطبيخ وغيره من كل المواد العضوية الأخرى وتترك للزبالين المواد الأخرى الصالحة لإعادة التصنيع مثل الورق والبلاستيك والحديد والمعادن...إلخ، التى يقوم هؤلاء الزبالون بفرز تلك الأنواع وبيعها للمصانع والشركات لإعادة تصنيعها.

كما ذكرت المقالة الأمريكية أن مصر تحاول الآن التخلص من الزبالة باستخدام الماعز، لكنهم اكتشفوا فشل الماعز فى التخلص الطبيعى من القمامة لأنها لا تأكل غير الخضروات فقط الغير مطهية.

ذكرتنى تلك المقالة بمقالة أخرى قرأتها من عشر سنوات وكان مضمونها أن العالم ينظر لكفاءة الزبالين المصريين بإعجاب شديد على مهارتهم المتفردة فى التخلص من القمامة فى مصر وأرسلت الشركات الأمريكية وقتها وفودا للقاهرة لدراسة عملهم فى إعادة تدوير القمامة لتطبيق طريقتهم فى العالم ولكن بإدخال بعض التعديلات باستعمال الميكنة الحديثة، حيث كان نجاح الزبالين المصريين بالتخلص من القمامة بتلك الصورة الطبيعية أكد أنه أفضل بكثير من عمليات الدفن والحرق التى يقوم بها بعض الدول ويسبب أضرارا بيئية وتلوثا للهواء وأيضاً للمياه الجوفية .وخلال زيارتى لمصر وذهابى للمصيف بالإسكندرية كانت رائحة حرق الزبالة مزعجة للغاية وضارة جداً بالبيئة والصحة العامة.

إن قرار ذبح الخنازير ما هو إلا قرار سلفى مبنى على تفسيرات دينية خاطئة وصدوره من مجلس الشعب المكون من 460 عضوا منهم 88 عضوا فقط من جماعة الإخوان المسلمين بتلك السرعة إنما لا يدل على شىء سوى الآتى:
• الحزب الوطنى هو أساس التفكير السلفى فى مصر وذكاء ذلك الحزب أن يصدر قوانينه وقراراته السلفية ثم يلصقها ويلوم عليها الإخوان المسلمين.

• سطحية التفكير وعدم التأهيل العلمى أو المنطقى لمجلس الشعب والحزب الحاكم فى استصدار قوانين وقرارات هامة بطريقة عشوائية قد ترقى إلى الهمجية لعدم الاستناد إلى أى أسس علمية فى قرار ذبح الخنازير أقصد إعدامهم.

• تدخل التفسيرات الدينية الخاطئة فى كل القوانين التى تصدر فى مصر، والمحزن ما أسفرت عنه دراسة تؤكد أن 90% من الأحكام القضائية الصادرة من المحاكم الابتدائية ومحاكم الجنح يتم القضاء على عكس الأحكام الصادرة منها فى محاكم الاستئناف مما يؤكد أن البلد ليس بها معيار قانونى واضح وأن بعض القضاة يحكمون وفقاً لتفسيرات دينية ويتجاهلون القانون.

• أن التفكير الطائفى وتقسيم وحدة الأمة هى سياسة الحزب الحاكم والدليل على ذلك ما يحدث فى مجلس الشعب وفى المحاكم .

• السلفية الدينية فى مصر سببها ومحركها الرئيسى الحزب الحاكم، وأن الإخوان المسلمين وقعوا فى الفخ الذى نصبوه لهم ليأخذوا اللوم وحدهم عن تلك الأفكار السلفية.
• ستظل فضائح قرارات الحزب الحاكم فضيحة دولية تنعكس سلباً على انهيار سمعة مصر بين دول العالم والذى أصبح شيئا عاديا ثم نعود لنبكى ونتباكى عندما تعاملنا الدول على هذا الأساس وهو ما نعامل به بعضنا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة